Saturday 2 January 2016
January 02, 2016

الاستحالة 2/3: بحث مُتَوَسِّع يُناقش الجوانب العلمية الدقيقة للجيلاتين الحيواني - لمُشَخِّصي الأحكام الفقهية



في هذا البحث التحقيقي سأسلط الضوء على العملية الدقيقة المُستخدمة في فصل الجيلاتين من الأنسجة الحية لنرى إنْ كانت التغيرات تطرأ فعلًا على تركيبته الدقيقة؟ أو لا؟ حيث إنَّ التساؤلات الشرعية عادة ما تدور في فلك طبيعة تركيب الجيلاتين قبل وبعد عملية التصنيع. بل إنَّ تلك التساؤلات تتوسع لِتَصُب في نطاق المحاور التي تُناقش ارتباطه بغيره من مركبات موجودة معه في نفس الأنسجة، وما شابه من تساؤلات يوجهها مُشَرِّع الأحكام الفقهية والمُشخصون من طلبة العلوم الدينية. وعليه، فإنَّ التكامل في التشخيص الشرعي يتحقق بعد استيعاب تلك المفاهيم الجوهرية التي ترتبط بحقيقة استخلاص الجيلاتين من لحظة وصول العضو الحيواني المُستهدف في عملية المُعالجة إلى لحظة عزله منه كاملًا واستخدامه في الأسواق.

ومن ضمن تلك التساؤلات التي تدور في فلك الأحكام الفقهية في أبواب الطهارة: هل الجيلاتين كان موجودًا ضمن مركب واحد قبل فصله؟ أم أنَّه كان بطبيعته مركبًا واحدًا مُستقلًا في النسيج المُستهدف؟ وهل كان في تركيبته الاستقلالية خليطًا مع غيره؟ أم أنَّه موجود من باب الجوار مع غيره من مركبات؟ وهل المركب الذي يحتوي الجيلاتين تَحَوَّل إلى مركب آخر (أي تفكك وتغير وأُطلق عليه عرفًا أنَّه غير الأول)، أم لا؟ وهل بعد استخلاصه والحكم بنجاسته يُعَدُّ دخوله مركبًا للمواد الغذائية على نحو الخلط أم الاندماج (حيث إنَّ هذه خطوة أخيرة للخروج بطهارته عند بعض الفقهاء)؟

أما على مستوى الأسئلة التي تدور علميًا في نفس فضاء التساؤلات السابقة، التالي:

هل توجد- فعلًا- روابط في حزم الكولاجين (أي المادة الخام الموجودة في الأنسجة والمُستَخدَمة في علمية استخلاص الجيلاتين) قبل أن ينفصل الجيلاتين منه؟ وإذا كانت توجد روابط، هل تعرضت تلك الروابط للتكسُّر أم لا (كدليل على وجود بعض التغيرات الكيميائية)؟ وهل مجموع جزيئاته بعد الانفصال مساوية لمجموع جزيئاته قبل الانفصال؟ وهل مجموع جزيئات كل خيط من خيوط الجيلاتين المنفصلة (بشكل كامل) مساوية لمجموع مُجْمَل الخيوط مجتمعة في الحزمة الكولاجينية قبل الانفصال؟ وهل صحيح أنَّ الجيلاتين يظهر بأوزان جزيئية مُختلفة؟ فإذا كانت كذلك، فهل يعني هذا الأمر تكسُّرها كيميائيًا؟

هذه الأسئلة وغيرها من نقاط تداعب معرفة الحقيقة المرتبطة بطبيعة الجيلاتين وتركيبته الكيميائية- قبل وبعد الانفصال- ستكون محاور هذا التحقيق البحثي، التي أعتقد- بمشيئة المولى عز وجل- أنَّها ستخدم المتخصصين في الدائرة الشرعية في موضوع تشخيص الحكم الفقهي المرتبط به وبما يدخل فيه من مواد غذائية أو طبية.

بدايةً، أُبَيِّن المفهوم العرفي للمركب بأنَّه: "الشيء الواحد العرفي الذي يمكن أنْ يُشار إليه مثل الزئبق والصدأ والفحم وما شابه". بينما مفهوم الخليط هو: "مجموعة المركبات المتجاورة". أمَّا مفهوم العرفي هو: "ما يتعارف عامة الناس عليه وإنْ كان خلاف الدقة في البحث" (وكلها مفاهيم موجودة في كتب فقهية متعددة أذكر منها كتاب "مصادر الفقه الإسلامي ومنابعه" للعلامة المحقق الشيخ جعفر السبحاني)؛ ويُضاف إلى مفهوم العرف أنَّه مع وجود الاختلاف بين المتخصصين العارفين بالموضوع يتم الرجوع للعرف لا للدقة البحثية؛ وعليه يأتي السؤال هنا:

هل تَقَيُّد البعض بالعرف في تعريف استحالة الجيلاتين نابع من اختلاف في وجهة النظر التشخيصية الشرعية للموضوع؟ أم أنَّه نابع من غياب الفهم الحقيقي العلمي الأولي لطبيعة الجيلاتين (خصوصًا وأنَّ فهم تركيبة الجيلاتين وطريقة استخلاصه لم تكن معهودة عند الأغلبية في العقود السابقة)؟ وعليه، من هنا سأنطلق مُبيِّنًا بعض الحقائق العلمية التي تعزف على أوتار هذه التساؤلات التشخيصية.

في حقيقة الأمر، فإنَّ معظم المركبات البروتينية الموجودة في الكولاجين [i] (مصدر الجيلاتين الذي يُعدُّ من المركبات المُمَيزة على صعيد التركيب العام للكائن الحي) هي مركبات تجتمع كخليط وتَضمها ألياف معينة ليس إلا [ii]؛ وحينما أستخدم عبارة "مصدر الجيلاتين" أي الحاضنة لها وليس بمعنى أنَّها متحدة معها، فلاحظ. بل ما يجب الإشارة له هنا أيضًا هو: أنَّ عملية الفصل لا تستهدف الكولاجين كمادة خام وحدها (كما يتَصَوَّر البعض)، إنَّما تستهدف أنسجة مُتَكاملة تضم بين جنباتها مركبات أخرى يدخل الكولاجين فيها؛ فعادة ما تكون المادة الحقيقية المُقدَّمة للمُعالجة عبارة عن قطع جلد أو عظام أو غضاريف أو أربطة أو عضلات وما شابه من أعضاء موجودة في الكائن الحي [iii]؛ حيث تتم المُعالجة ابتداءً بهذه الأعضاء التي تضم بين جنباتها أنسجة متُعَدِّدة تُعطيها التماسك والقوة والمتانة والدعم كعضو مُتكامل. وعند الفصل، لا يتم تكسير روابط معينة من أجل فصل الجيلاتين، بل إنَّ عملية الفصل تعتمد على إزالة مركبات مختلطة معه من أجل إفساح المجال له ليخرج من بينها (وهنا أستخدم الشرح المُختَصَر والمُيَسَّر لكيفية الفصل في أبسط صورها) [iv] [v].

وبمعنى آخر، أقول: بالفعل هو موجود بين ألياف الكولاجين حال البرودة (حيث يكون الكولاجين حينها من ضمن تركيب تلك الأعضاء المُقدمة للمُعالجة)، لكنه لا يرتبط به كيميائيًا، وهو ما سأوضِّحه في الفقرات القادمة، بمعنى أنه من ضمن ألياف الكولاجين، وليس مجاورًا له جنبًا إلى جنب؛ وحتى نخرجه بالطرق السريعة نرفع درجة حرارة الماء المحتوي على العضو الضام للكولاجين لتنتفخ وتنفتح أليافه [vi]، فيتسبب ذلك في خروج الجيلاتين بشكل مباشر مما ينتج عنه سرعة ذوبانه في الماء بسبب انخفاض درجة غليانه (حيث تتراوح درجة غليانه بين 27 وَ34 درجة مئوية، بينما تُقَدَّر درجة تجمده في حدود أقل من 4 تحت الصفر درجة مئوية) [vii].

وعند ترَسُّب ألياف الكولاجين في قاع حاوية التسخين لثقله، يبقى الجيلاتين مُعَلَّقًا في الماء ومن ثم يُستخلص منه (وهو الشرح السريع أيضًا لعملية الاستخلاص). ولو عزلنا خليط الماء بالجيلاتين المُعَلَّق فيه (بعد إزالة الكولاجين المُتَرسب منه)، وخفضنا درجة حرارته مرة ثانية سيترسب الجيلاتين، وسيرجع الماء صافيًا كما كان في السابق. وهذا واقعًا قريب من عملية تحويل الماء إلى ثلج أو بخار، ومن ثم إلى ماء، وهكذا. ويجدر بنا أنْ نذكر أيضًا أنَّ عبارة "جيلاتين" بالشرح الذي تَقَدَّم [viii] تعني الجيلاتين الحيواني وليس أي جيلاتين آخر (أي الذي ينتفخ في الماء ويتباعد تجاذبه المغناطيسي بالحرارة والقابل للتجاذب مرة ثانية بفعل البرودة)، فلاحظ ix] [x] [xi.

وللإضافة، فإنَّ المُتَرَسِّب من أنسجة عظمية أو جلدية أو ما شابه من أنسجة تضم بين خباياها كولاجين بعد خروج الجيلاتين منها يُمكن مُعَاملته مرة أخرى [xii] ولكن بطرق أكثر خشونة؛ حيث إنَّ طبيعة تلك الأنسجة المحتوية على خليط من الدهن والبروتين والكلس وغيرها من موانع بيولوجية (تمنع خروج الجيلاتين) تستدعي استخدام بعض المواد المُغَيِّرة للوسط الهيدروجيني من أجل إذابتها لينفتح المجال مرة أخرى للجيلاتين ليخرج من بينها.

وبمعنى آخر، فإنَّ عملية استخراج الجيلاتين قد تمر بأكثر من عملية استخلاص من أجل سحب جميع الجيلاتين الموجود فيها؛ وهذا يعني شمول تلك العمليات على خليط من المعالجات الناعمة والخشنة. وحتى أقرّب المقصود مما تقدم، فإنَّ علمية الفصل هي أشبه ما تكون بعملية فصل زيت الزيتون من حبات الزيتون، فهي تشتمل على أكثر من عصرة؛ فما يتم الحصول عليه أولًا يُسمى عصرة أولى ويكون درجة أولى، يليه بقية العصرات تباعًا التي تتدرَّج في جودتها حتى تصل لمراحلها الأخيرة التي نحصل فيها على زيت بنقاوة مُتَدَنِّية مُقَارنة بالعصرة الأولى البكر. وقد تختلط تلك العصرات بشوائب ومواد تستدعي معاملات إضافية من أجل تنقيها، وهكذا [xiii].

وقد يشتبه على البعض رؤية بعض الإشارات أو التلميحات المكتوبة المُتَعَلِّقَة بوجود بعض الروابط الكيميائية بين جزيئات الجيلاتين في داخل حزم الكولاجين، ألّا هذا الأمر يجب أنْ لا يكون خادعًا (خصوصًا حينما تكون تلك التلميحات مأخوذة مباشرة من المواقع المُختلفة الموجودة على صفحات الشبكة العنكبوتية)؛ حيث إنَّ تلك الروابط هي روابط هيدروجينية مغناطيسية تقع بين خيوط الجيلاتين المجتمعة في الكولاجين.

وعند تعريف الرابطة الهيدروجينية يجب أنْ نلتفت إلى أنَّها تُعدُّ تجاذبًا بين الجزيئات وليست اتحادًا، وهو مُشابه لذلك التجاذب الحاصل بين جزيئات الماء الذي يُعطيه هيئته السائلة أو الغازية أو الجامدة؛ حيث تتغير تلك الهيئة بفعل تأثُّر التجاذب المغناطيسي بين جزيئاته، فإنْ تعرض الماء للحرارة تباعدت جزيئاته وحَوَّلته إلى بخار، وما إنْ تتقارب بفعل البرودة حولته إلى ثلج؛ دون أنْ تؤَّثِر على طبيعة اتحاد ذرات جزيئاته الكيميائية (أي الهيدروجين والأكسجين). وعادةً ما يتم هذا النوع من التجاذب المغناطيسي بين عنصر الهيدروجين الموجب الذي ينجذب مغناطيسيًا تجاه الأكسجين أو الكلورين أو النيتروجين أو الفلورين (السالبة الشحنة)؛ أي إنَّه تجاذب بين شحنات ليس إلا.

ومن الأمثلة الأخرى التي نُشير لها هنا والمرتبطة بطبيعة موضوعنا فيما يتعلق بهذه النوعية من التجاذبات الهيدروجينية: المواد البروتينية (أو حتى الجينية الوراثية). ويُعدُّ هذا النوع من التجاذب المغناطيسي أضعف أنواع الارتباط في علوم الكيمياء والفيزياء (وهو ليس اتحادًا ذريًا). وأمَّا الذي يأتي قبل تلك الرابطة من الروابط الضعيفة (حيث إنَّ الشيء بالشيء يُذكر) هي تلك الرابطة التي تتم بين الغازات المُتعادلة الموجودة في الهواء والتي تُسمَّى بقوة "فان در والز".

وهنا يجب أنَّ نوضِّح أنَّ الرابطة الهيدروجينية أضعف من الرابطة الأيونية التي تحدث (كمثال) بين جزيئات الملح والماء، والتي يتم وصفها أيضًا كحالة من حالات التجاذب بين الشحنات المُتَعاكِسة (فالسالب يذهب تجاه الموجب والموجب يذهب تجاه السالب، وأعني الصوديوم مع الأكسجين والكلورين مع الهيدروجين)؛ فلو جلبنا كتلة من الملح المُتَحَجِّر وكسرناها، فهذا لا يعني انكسار العلاقة بين عناصر الملح (أي الصوديوم والكلورين)، بل انكسار ذلك التكتل الفيزيائي الذي أعطاه الصورة المُتَحَجِّرة فقط؛ أما حال وُضِع ذلك الحجر الملحي في الماء فإنَّه سُرعان ما يذوب بفعل التجاذب الأيوني بين جزيئاته وجزيئات الماء، مُفتِّتًا إياه وخافيًا جزيئاته بين فراغات جزيئات الماء، مما ينتج عنه تَكَوّنُّ محلول فيزيائي (ومن هنا يتم استخدام مصطلح المُذيب والمُذاب في عالم الفيزياء والكيمياء).

أمَّا الرابطة التي تشرح طبيعة اتحاد ذرات العناصر الكيميائي فهي التي تُسمى بالرابطة التساهمية (covalent bond) والتي ينتج عنها جزيئات بمواصفات وخواص جديدة كجزيء الماء نفسه (أي الاتحاد بين الأكسجين والهيدروجين) وتحول الخشب إلى فحم وما شابه، حيث يتم فيها تبادل الإلكترونات والبروتونات بين ذرات تلك العناصر موَلِّدةً جزيئًا جديدًا بمواصفات ومزايا مستحدثة. بل إنَّ هذه الرابطة التساهمية تأتي تحت عدة عناوين، ولا يسع المجال لشرحها بالتفصيل هنا (حتى لا يطول العرض ويتشتت الموضوع). ويجدر بنا أنْ نوضِّح أيضًا أنَّ هناك روابط كيميائية غير تلك التساهمية، ومن أهمها الرابطة التي تُسمى برابطة ثُنائِيُّ السُّلْفيد (disulfide bond) التي تحدث عادةً بين المواد البروتينية والمواد الجينية الوراثية (ومن أمثلتها: الرابطة القائمة بين الأحماض الأمينية المُكَوِّنة للبروتينات)، وهي رابطة قوية جدًا وصعبة التفكك.

وخلاصة الكلام، هو أنَّ ما يظهر عند البعض على أنَّه روابط بين خيوط الجيلاتين المتجاورة كما سنُلاحظه في الرسم التوضيحي القادم (أي: رقم 1) هو واقعًا حالة من حالات التجاذب الفيزيائي بين جزيئاته كما يحدث التجاذب بين جزيئات الماء (بل وأؤكد على هذا المعنى بسبب وقوع البعض من غير المتخصصين في علوم البروتينات في فخ مصطلحات الروابط الخدَّاع مُسبِّبًا تداخل المُصطلحات وضياع الغاية). إذًا، فأول ما يجب الانتباه له هو غياب الروابط الكيميائية بين الجيلاتين وبقية الخيوط في الكولاجين، وبينه وبين بقية البروتينات الموجودة معه في الخليط النسيجي.

وعند الوقوف على تركيب مصدر الجيلاتين (الذائب في الماء) وهو الكولاجين (غير الذائب في الماء)، سنُلاحظ بأنَّه مركب من ثلاثة خيوط مُرَتَبة في هيئة حلزونية ومُتشابكة بفعل الروابط الهيدروجينية المغناطيسية (المُشار لها أعلاه) الموجودة على جنبات كل خيط (لاحظ الرسم التوضيحي رقم 1)؛ مما يتسبب في تجاذب جنبات كل خيط من هذه الخيوط مغناطيسيًا مع جنبات الخيطين المجاورين له بمعدل ربع طولها مكونةً بذلك الليف الـ "كولاجيني" [xiv]. وعلى هذا الأساس تتكون بقية الألياف بطريقة دقيقة وتكون في حالة تجاذب هيدروجيني مغناطيسي ينتج عنها في نهاية المطاف النسيج الضام برُمَّتِه في تلك الأعضاء (المُشار لها أعلاه). بل إنَّ من أهم ما يُمَيِّز هذه الألياف هو غناها بحمضين أمينيين مهمين (هما: الهيدروكسي برولين والهيدروكسي ليسين)؛ بل إنَّ احتواءها على الأحماض الأمينية القاعدية والأحماض الأمينية الحامضية عالي التركيز أيضًا.

ومن الإشارات المهمة على مستوى التركيب الحمضي الأميني هو عدم دخول الحمض الأميني المُسمى بـ "السيستين" وذلك المُسمى بـ "التروبتوفان". أمَّا الأمر المهم الذي لابد من الإشارة إليه هو أنَّ خيط الجيلاتين به تكرار لبعض الأحماض الأمينية تعطيه ميزة فريدة من نوعها، حيث يظهر فيه "الجليسين" (Gly) بعد كل حمضين أمينيين بهذا التكرار: (Gly-Pro-Hypro-Gly)، وهو ما يُعَدُّ شفرةً مهمة في تركيب الجيلاتين.

وبغض النظر عن طبيعة هذه الأسماء التي أعدُّها تخصصية نوعًا ما والتي يجب أنْ لا تُشتِّت انتباه غير المُتَخَصِّصين في هذا المجال الدقيق (حيث إنَّني ذكرتها هنا كمعلومة توضيحية فقط للمُتَخصصين في مجال علوم البروتينات، لعلمي بأهميتها القصوى لهم، ولمعناها الكبير لمن يَلُّم بألغازها)، فإنَّ ما أردت الوصول إليه- باختصار- هو أنَّ ما ينتج عن هذا التركيب الحمضي الأميني الفريد من نوعه في هذه الألياف (مقارنة ببقية البروتينات) هو: انخفاض عدد الروابط الجانبية بينها على صعيد التداخل الكيميائي، مما يُعطيها صفة الانتفاخ السريع عند ارتفاع الوسط الهيدروجيني أو عند انخفاض هذا الوسط عن القيمة المُتعادلة (أي عن الدرجة السابعة من درجات الأوساط الهيدروجينية المُتَدَرِّجة من 1 إلى 14).

بل إنَّ ما يُمَيِّزه أيضًا أنَّه قادر على الانتفاخ من خمسة إلى عشرة أضعاف وزنه الجزيئي عند تعرُضِّه للماء، بل إنَّه أيضًا سرعان ما يذوب في الماء عند تعرضه للحرارة التي تفوق درجة غليانه [xv]، المُشار لها أعلاه. ومن المعلومات المهمة الواجب الالتفات لها هنا أيضًا هو أنَّ هذه الخاصية هي خاصية عكسية (وهذا الكلام جدًا مهم)، بمعنى أنَّ الجيلاتين قابل للرجوع لوضعه الأصلي بعد خفض درجة حرارة وسطه، بل إنَّه قابل للانكماش لحجمه الأصلي أيضًا بعد تَجفِيفه من الماء؛ وهي من السمات التي يتميز بها الجيلاتين عن الكثير من البروتينات [xvi] [xvii].

أمَّا شرح ميكانيكية تكَوُّن المادة الجيلاتينية، فقد قام بها العالم "بووبه" (Poppe) في عام 1992م، حيث وضَّح أنَّها عبارة عن تفكك لتلك الخيوط الثلاثة التي أشرت إليها أعلاه [xviii] [xix]، وكما هي مُبَيَّنة في الرسم التوضيحي رقم 1. ولقد ذكر "بووبه" بأنَّه- وبمجرد حصول ذلك التفكك- فإنَّ مُسمى الجيلاتين يكون قد تحقق (كما سنلاحظه في الرسم التوضيحي رقم 2). ولقد بَيَّنت أعلاه أيضًا بأن ذلك التفكك هو مجرد إبعاد للتجاذب المغناطيسي الفيزيائي بين تلك الخيوط فقط (وليس حالة من حالات الهدم الكيميائي للروابط التي تربط جزيئاته فيما بينها).

وعليه، فإنَّه وبمجرد تبريد تلك الخيوط المُعلَّقة في الماء بعد استبعاد الأنسجة "الكولاجينية" المُتَرَسِّبَة، فإنَّ الجيلاتين سرعان ما يعود لحالته الأولية ويستقر مرة أخرى من خلال إعادة تَشَكُّل تلك القوى الهيدروجينية الموجودة على المواقع المغناطيسية في بعض أجزاء أحماضه الأمينية مع القوى المُعاكسة الموجودة على الأحماض الأمينية لخيطين جيلاتينيين آخرين (أي إنَّه يسعى لاسترجاع هيئته الفيزيائية التي يكون فيها مستقرًا كما كانت عليه حالته الأصلية الثلاثية الخيوط قبل تَفَكُكِه في الكولاجين)، وهي الفكرة التي مهدت لها أعلاه. وعلى هذا الأساس واعتمادًا على هذه الميكانيكية الفيزيائية، يَتَكَوَّن الجيلاتين الثلاثي الأبعاد الذي يظهر في شكل شرائح شَفَّافة [xx] [xxi].

رسم توضيحي 1: تفكك خيوط الكولاجين الثلاثي لخيوط جيلاتين، بفعل وضعه في الماء وتعرضه للحرارة، بغض النظر عن تباعد تلك القوى التجاذبية المغناطيسية الهيدروجينية.

وعليه، أُوضح أيضًا أنَّ كل ما يُشار له- على المستوى العلمي- تحت عنوان الجيلاتين يتحقق تمامًا بمجرد تغير تلك الهيئة الحلزونية للكولاجين الثلاثي الخيوط [xxii] [xxiii]، بل هي أهم خطوة تحقق مفهوم الجيلاتين (وإنْ لم تتم عملية الانفصال الفعلية بين الخيوط الثلاثة)؛ أمَّا تفكك خيوطه (بغض النظر إنْ بقي كاملًا أم تَجزَّء بعدها) فهو أيضًا مفهوم آخر لتحقق اسم الجيلاتين [xxiv]؛ حيث إنَّ تحقق هذه الشروط أو أحدها لا يعني شيئًا سوى تصنيفه، كما يتم تصنيف عصرات الزيتون؛ أي كدرجة أولى أو درجة ثانية أو درجة ثالثة، وهكذا.

بل إنَّ تعدد أحجامه الجزيئية بعد عملية الانفصال هو تحصيل حاصل ولا يغير من القضية شيئًا (لاحظ الرسم التوضيحي رقم 2)، لأنَّ طبيعية تركيبه كما ذكرنا أعلاه هو من قبيل المركب ذي الروابط المنخفضة التي يتكرر فيها ترتيب معين بإيقاع ثابت ومستمر في كل ثلاثة أحماض أمينية [xxv]، الذي يُعدُّ الشفرة الأصيلة لحقيقة ومعنى الجيلاتين (الذي سأتعرض له في نهاية هذا المحور)؛ حيث يحدد طول خيط الجيلاتين طبيعة المُعالجة عند عملية الاستخلاص كما أكدت عليه سابقًا [xxvi].

وبمعنى آخر، فإنَّه تجزأ بعد انفصاله من الكولاجين أم لم يتجزأ، يبقى مسماه جيلاتين ويكون حينها قابلًا للاستخدام؛ وبعبارة أخرى، فإنَّه لا يُشترط فيه التجزئة ليكون جيلاتين، وعليه، هذا الأمر لا يُقَدِّمُ ولا يُؤخر فيما نحن بصدده تحت مظلة تعريف ماهيته الحقيقية؛ وعدا هذا كله فإنَّ الجيلاتين قابل لأنْ يأتي بأجزاء مُختلفة؛ نظرًا لتعدد أنواعه وفصائله، وبهذا يكون موضوع تعدد أوزانه الجزيئية مجرد عنوان توصيفي للجيلاتين ليس إلا.

فتحت هذه المظلة التوضيحية، فإنَّ كل ما ينتج بعد ذلك هو جيلاتين ينفع لكل الأغراض، عدا أنَّ بعض المجالات التخصصية التي يلزم فيها مركبات عالية النقاوة وتداخلات دوائية حساسة يُراعى فيها- ومن أجلها- حفظ الأنواع المُعَالجة بطرق ناعمة التي غالبًا ما تنتج جيلاتين ذا نقاوة وجودة عالية، كما هو الحال عند إجراء تجارب بحثية أو دراسات إكلينيكية دقيقة [xxvii] [xxviii] أو عند استخدامه في الصناعات الدوائية [xxix] [xxx] [xxxi] [xxxii]. وهذا الأمر- للتأكيد فقط- يُشابه إلى حدٍّ كبير موضوع زيت الزيتون (مثالنا الذي نقيس عليه دائمًا هنا لتقريب الفكرة) الذي عادةَ ما تكون عصراته الأولى البكر (المُعالجة في بداية الأمر) من الدرجة الممتازة، وعليه يتم استخدامها لأغراض خاصة مقارنة بغيرها من عصرات.

وللمزيد من التوضيح، أُبيِّن أيضًا أنَّه بشكل عام- حينما نتحدث عن الجيلاتين- ذي الجودة العالية يكون له طول يصل بين 60000 وّ80000 نانوميتر (nm)؛ في الوقت الذي يصل فيه الطول الفعلي للكولاجين إلى ما لا نهاية. بل ما يجب الإشارة إليه أيضًا أنَّ هناك ثلاثة أنواع من الجيلاتين:

نوع الألفا (α)، ويصل وزنها الجزيئي بين 80000 دالتون وَ120000 دالتون؛ ونوع البيتا (β) [xxxiii]، ويصل وزنها الجزيئي بين 160000 دالتون وَ250000 دالتون؛ ونوع الجاما (γ)، ويصل وزنها الجزيئي بين 240000 دالتون وَ375000 دالتون [xxxiv]. حيث إنَّ كل هذه التراكيب الجيلاتينية تمتاز- كما وضحت أعلاه، وعلى اختلاف أوزانها الجزيئية- بوجود الشفرة الحمضية الأمينية المُكَوَّنة من "الجليسين" المتبوعة- كما هو مُعتاد- بالحمض الأميني "البرولين" ومن ثم بالحمض الأميني "الهيدروكسي برولين"، أي بالترتيب التالي: (Gly-X-Y)، حيث إنَّ الحرف (X) هو "البرولين" وَ الحرف (Y) هو "الهيدوركسي برولين"، ليكون التركيب الأخير هو (Gly-Pro-Hypro). والشيء بالشيء يُذكر، فإنَّ عدد أنواع الجيلاتين المُوَزعة على مختلف الأنسجة يصل إلى حدود عشرين نوعًا (وهي معلومة توضيحية فقط، إلا أنَّها مهمة على صعيد فهم تنوُّع تركيب الجيلاتين) xxxv] [xxxvi] [xxxvii] [xxxviii] [xxxix] [xl.

رسم توضيحي 2: تعدد أحجام الجيلاتين أمر قابل للحدوث، دون أنْ تتغير طبيعتها أو مزاياها الفيزيائية الأصيلة (سوى أنَّها أشبه ما تكون لمجموعة أحجام يحددها طبيعة النقاء وطريقة الاستخلاص ونوع الكولاجين المُستخدَم في المعالجة).

وهنا يجب أنْ أُبَيِّن أيضًا أنَّ هناك نوعين من الجيلاتين الحيواني يتم الحصول عليهما عادةً (وليس دائمًا) في المصانع، وهما النوع "أ" والنوع "ب". أمَّا النوع "أ"، فهو النوع الذي يدخل في مُعالجته مركبات حمضية (لخفض وسطه الهيدروجيني المائي) [xli]؛ بينما النوع "ب" فيدخل في مُعالجته مركبات قاعدية لرفع وسطه الهيدروجيني المائي [xlii]. وهذه المركبات- للتأكيد- لا تؤثِّر على خواص ومزايا الجيلاتين الكيميائية. بل إنَّ نواتج كل من الطريقتين مُتَشابهة إلى حدٍّ كبير ولا توجد فروق بينهما سوى أنَّهما يختلفان في وجود بعض الشحنات على بعض أطرافهما وفي موضوع كثافة كل واحد منها، وهي صفات قابلة للرجوع لحالتها الأصلية بعد معادلة الوسط الهيدروجيني مرة أخرى (أي إنَّنا نتحدث هنا مرة أخرى عن صفات فيزيائية).

وكما نُلاحظ، فإنَّ كل الطرق تؤدي في نهاية المطاف إلى روما؛ فلا هذا يُسمن ولا ذاك يُغني من جوع (فهذا جيلاتين وذاك جيلاتين، بكل ما يحمله من صفات ومميزات أصلية في مركبه الأم). بل إنَّ ما يستدعي استخدام تلك المركبات الحمضية أو القاعدية المُزيلة لغير المرغوب فيه من مواد دهنية أو سكرية أو بروتينية دخيلة هو طبيعة النسيج المُستهدف الذي يحتوي الكولاجين (أي مصدر الجيلاتين) ليس إلا [xliii] [xliv].

أمَّا بخصوص إضافة بعض المركبات (كبعض الأحماض، وهي الإشارة التي يجب توضيحها في هذا الشأن كون أنَّ الحديث دائمًا ما يدور حول مركب الحمض على وجه الخصوص) خلال عملية الفصل، فهي ليست بقاعدة يُرتَكز عليها، وإنْ أُضيفت فهي- من جهة أولى- تُضاف من أجل تغير الوسط الهيدروجيني للمحلول المحتوي على الكولاجين [xlvii]، ومن جهة أخرى هي لا تستهدف الجيلاتين (وهذا كله تأكيدًا لما تَقَدَّم من معلومات). وعليه، فإنَّ هذه المركبات الكيميائية قد لا تُضاف مُطلقًا؛ حيث يحدد هذا الأمر طبيعة المادة الموجودة التي يكون الجيلاتين من ضمنها.

وحتى أختصر الموضوع، أقول: "أنَّنا في حقيقة الأمر، كمتخصصين في فصل البروتينات نرى الأمر عبارة عن سلطة فواكه (معذرة على التشبيه، إلا أنَّ الموضوع واقعًا هكذا) تُوضَع في ماء (ومثالي هنا؛ فاكهة مُكوِّنة من ثلاث قطع: موز وبرتقال وتفاح)، فما يطفو فوق هو تفاح، وما يبقى مُعَلَّقًا في الوسط هو موز، وما ينزل للقاع هو برتقال، (الأمر إلى حدٍّ كبير هكذا). وحينما نتحدث عن تلك البروتينات المُستهدفة في عملية الاستخلاص- التي تظهر عند الآخرين مُعَقَّدة- نقول بأنَّها في مراكز الأبحاث عبارة عن قطع لا ترى بالعين المجردة تظهر من خلال آثارها ويتم التعرف عليها من خلال سلوكها الفيزيائي عند التعامل معها [xlviii] [xlix].

فإنْ كانت هناك أفكار علمية مُحكمة صادرة من مراكز أبحاث مُعتَمدة قائمة في هذا الموضوع، فمن المؤكد أنَّها لن تتعارض مع ما جاء به هذا التحقيق، حيث أنَّ ما جاء به هذا التحقيق البحثي هو الحقائق العلمية القائمة في مراكز الأبحاث. وعليه، فإنَّ تمازج الرؤى بين العلوم الحديثة والنظرة الفقهية هو غاية المطلب من رواء هذا التحقيق البحثي، من أجل اكتمال الصورة عند تشخيص الحكم الشرعي؛ الذي يشمل- بما لا شك فيه- تشخيص الجيلاتين بأنواعه المُختلفة التي يدخل فيها غير المُذَكَّى والخنزيري غير المعروف. ولهذا نحن اليوم نبحث في أمره من أجل إيصال الحقيقة المتكاملة لأصحاب الشأن.

الأمر الآخر، وهو للتأكيد مرة ثانية، أنَّ كل ما يتم استخدامه لا يؤثر، لا من قريب ولا من بعيد، على جوهر وعمل الجيلاتين [xlv] [xlvi]، وهنا يرتكز فن عملية فصل البروتينات الدقيق. بل إنَّنا في بعض الأوقات نَتَعَمَّدُ استخدام طرق تضر ببعض المركبات غير المرغوب فيها دون أنْ تؤثِّر على البروتين المستهدف؛ فهذا كله من جانب كما لمَّحت له أعلاه. أما من جانب آخر، فعملية فصل الجيلاتين هي عملية سهلة جدًا مقارنة ببقية عمليات الفصل الأخرى.

ومن هنا، فإنَّني، لا أرى في الجيلاتين من الناحية العلمية الدقيقة سوى بروتين حقيقي لا تحدث فيه الاستحالة الدقية ولا يتغيَّر ولا يتبدَّل، بل إنَّه يحافظ على كل مزاياه وخواصه؛ ولو تأثَّرت خواصه لما تمكَّنَّا من الاستفادة منه عند استخلاصه من بين بقية المركبات المختلط معها. وعليه، أنا هنا لا أُناقش الحكم الشرعي، إنَّما أُناقش عدم الاستحالة بالفهم الذي اتضح من التعريف الذي استوعبته من الهيئات التشريعية كمتخصص يعرف تلك الشعاب جيدًا (وأقصد بالشعاب: أنسجة جسم الإنسان)، وأهل مكة أدرى بشعابها. فلو قلنا بالاستحالة العرفية (كما يُلَمِّح لها بعض المؤمنين)، فكيف لنا أنْ نقول به في شعاب ليست بشعابنا (وهذا لا يعني عدم تحقق الاستحالة عرفًا؛ هي حكم يصدره المُشَخِّص في مجال الفقه)، إلا أنَّ سؤالي حول مفهوم الاستحالة العرفية هو:

من أين تبلورت فكرة العرف في موضوع خباياه العلمية بقية غائبة عند الكثير ولسنين طويلة مضت؟

أما بخصوص دخوله في الأغذية فهو يدخل كخليط لا كمركب مندمج مع غيره، حيث إنَّه وبمجرد ملامسته اللعاب في الفم يذوب تمامًا؛ بسبب تدني درجة غليانه ويختلط معه كسائل فموي على عكس بقية مُكَوِّنات الغذاء (الثانوية والرئيسة) الموجودة معه في نفس المُنتَج. بل إنَّه يدخل في بعض الأغذية كغلاف خارجي، كما هو الحال في بعض الحلويات وما شابه من أغذية [l].

أمَّا مُلاحظتي الأخيرة هنا، هي: أنَّ بعض التعابير المستخدمة في بعض المواقع أو من قبل غير المُتخصصين على بعض صفحات الشبكة العنكبوتية تأتي على نحو تحويل (conversion) أو انتقال (transformation) الكولاجين إلى جيلاتين؛ وكلها عبارات خاطئة؛ لأنَّه لا يتحول بل ينفصل فيزيائيًا، وعليه دائمًا ما أعمد أنْ أستخدم العبارات الدقيقة في هذا الجانب، ليتم فهم الحقيقة العلمية لهذه المادة بالصورة التي تخدم صياغة الأحكام الفقهية.

بعد هذا الشرح والتوضيح المُتَعَلِّق بالجيلاتين من دائرتي البحثية الإكلينيكية البيولوجية التي أنتمي إليها، أترك القلم على طاولة المتخصصين الأفاضل في العلوم الفقهية والمُشَخِّصين للأحكام الشرعية ليتفضلوا بما قد يحل بعض الألغاز في هذا المجال الذي حارت العقول فيه طويلًا.


مواضيع ذات صلة مباشرة بهذا البحث 

[i] Ward, A.G.; Courts, A. (1977). The Science and Technology of Gelatin. New York: Academic Press. ISBN 0-12-735050-0.
[ii] John M. Kelso. The gelatin story. Naval Medical Center, San Diego, CA 92134-5000. From the Department of Internal Medicine (Allergy Division), Naval Medical Center, San Diego.
[iii] "Gelatine information, news, history and more". Gelatine Manufacturers Institute of America. Archived from the original on 1 August 2008. Retrieved 2008-09-26.
[iv] "Rousselot.com. Gelatin, Hydrolyzed collagen. Properties, processes, applications in the confectionnery, dairy, pharmaceutical. Now is mostly used from plants industries". ROUSSELOT. Retrieved 2008-07-15.
[v] Veis, A., and Cohen, J., J. Amer. Chem. Soc., 77, 2364 (1955).
[vi] "Rousselot.com. Gelatin, Hydrolyzed collagen. Properties, processes, applications in the confectionnery, dairy, pharmaceutical. Now is mostly used from plants industries". ROUSSELOT. Retrieved 2008-07-15.
[vii] Cole, CGB (2000), "Gelatin", in Francis, FJ, Encyclopedia of Food Science and Technology, 2nd edition, John Wiley & Sons, pp. 1183–1188.
[viii] Gallop, P. M., Arch. Biochem. Biophys., 54, 486, 501 (1955).
[ix] "Rousselot.com. Gelatin, Hydrolyzed collagen. Properties, processes, applications in the confectionnery, dairy, pharmaceutical. Now is mostly used from plants industries". ROUSSELOT. Retrieved 2008-07-15.
[x] "Gelita.com". GELITA Group. Retrieved 2006-12-04.
[xi] Veis, A., Anesey, J., and Cohen, J., "Recent Advances in Gelatine and Glue Research", 155 (Pergamon Press, 1957).
[xii] "Gelita.com". GELITA Group. Retrieved 2006-12-04.
[xiii] "Gelita.com". GELITA Group. Retrieved 2006-12-04.
[xiv] Courts, A., and Stainsby, G., "Recent Advances in Gelatine and Glue Research", 100 (Pergamon Press, 1957).
[xv] "United States Olympic Synchronized Swimming Team - 2008".
[xvi] Stevens, P.V. (1992). "Unknown". Food Australia 44 (7): 320–324. Retrieved 2005-08-11.
[xvii] Saddler, JM, Horsey, PJ. The new generation gelatin. Anaesthesia. 1987;42:998–1004.
[xviii] J. Poppe. Thickening and Gelling Agents for Food: Gelatin. (1992), pp 98-123.
[xix] Veis, A., and Cohen, J., J. Phys. Chem., 62, 459 (1958).
[xx] John M. Kelso. The gelatin story. Naval Medical Center, San Diego, CA 92134-5000. From the Department of Internal Medicine (Allergy Division), Naval Medical Center, San Diego.
[xxi] Veis, A., and Cohen, J., J. Amer. Chem. Soc., 77, 2364 (1955).
[xxii] Ward, A.G.; Courts, A. (1977). The Science and Technology of Gelatin. New York: Academic Press. ISBN 0-12-735050-0.
[xxiii] Robinson, C. H., "Nature and Structure of Collagen", 96 (Academic Press, New York, 1953).
[xxiv] Bear, R. S., "Adv. in Protein Chemistry", 7, 69 (1952).
[xxv] Boedtker, H., and Doty, P., J. Amer. Chem. Soc., 78, 4267 (1956).
[xxvi] Picz K. A., and Gross J. (1961). J. Biol. Chem. 235, 995.
[xxvii] "National Organic Standards Board Technical Advisory Panel Review: Gelatin processing".
[xxviii] Jelly, Flummery and Creams. Historicfood.com. Retrieved on 2015-10-28.
[xxix] Mulinos, M. G.; Kadison, E. D. (1965). "Effect of Gelatin on the Vascularity of the Finger". Angiology 16 (4): 170. doi:10.1177/000331976501600403.
[xxx] Blank, Irvin H; Miller, Owen G (1950). "A Method for the Separation of the Epidermis from the Dermis1". The Journal of Investigative Dermatology 15 (1): 9–10. doi:10.1038/jid.1950.4. PMID 14774568.
[xxxi] Michelson, Joseph N.; Huntsman, David J. (1963). "New Aspects Of The Effects Of Gelatin On Fingernails". Journal of the Society of Cosmetics Chemists: 443–54.
[xxxii] Jank, M (1968). "Gelatin therapy in onychomycoses". Wiener medizinische Wochenschrift (1946) 118 (8): 154–6. PMID 4235220.
[xxxiii] "Type A & B Process Definition". Vyse Gelatin Company. 26 October 2009. Retrieved 16 July 2014.
[xxxiv] J. Poppe. Thickening and Gelling Agents for Food: Gelatin. (1992), pp 98-123.
[xxxv] John M. Kelso. The gelatin story. Naval Medical Center, San Diego, CA 92134-5000. From the Department of Internal Medicine (Allergy Division), Naval Medical Center, San Diego.
[xxxvi] Gallop, P. M., Arch. Biochem. Biophys., 54, 486, 501 (1955).
[xxxvii] Boedtker, H., and Doty, P., J. Amer. Chem. Soc., 78, 4267 (1956).
[xxxviii] Robinson, C. H., "Nature and Structure of Collagen", 96 (Academic Press, New York, 1953).
[xxxix] Bear, R. S., "Adv. in Protein Chemistry", 7, 69 (1952).
[xl] Veis, A., and Cohen, J., J. Amer. Chem. Soc., 78, 6238 (1956).
[xli] Robinson, C. H., "Nature and Structure of Collagen", 96 (Academic Press, New York, 1953).
[xlii] Veis, A., Anesey, J., and Cohen, J., "Recent Advances in Gelatine and Glue Research", 155 (Pergamon Press, 1957).
[xliii] John M. Kelso. The gelatin story. Naval Medical Center, San Diego, CA 92134-5000. From the Department of Internal Medicine (Allergy Division), Naval Medical Center, San Diego.
[xliv] Veis, A., Anesey, J., and Cohen, J., "Recent Advances in Gelatine and Glue Research", 155 (Pergamon Press, 1957).
[xlv] Gallop, P. M., Arch. Biochem. Biophys., 54, 486, 501 (1955).
[xlvi] Veis, A., and Cohen, J., J. Phys. Chem., 62, 459 (1958).
[xlvii] Courts, A., and Stainsby, G., "Recent Advances in Gelatine and Glue Research", 100 (Pergamon Press, 1957).
[xlviii] John M. Kelso. The gelatin story. Naval Medical Center, San Diego, CA 92134-5000. From the Department of Internal Medicine (Allergy Division), Naval Medical Center, San Diego.
[xlix] Saddler, JM, Horsey, PJ. The new generation gelatin. Anaesthesia. 1987;42:998–1004.
[l] "Gingerbread House Windows".

2 comments:

  1. هل الانزيمات التي تدخل في تركيبة الاجبان تنطبق عليها حكم الاستحالة ام لا ؟

    ReplyDelete
    Replies
    1. هذا بحث مُستقل ويحتاج إلى توضيح خاص. وفي العموم، فلقد كتبت مواضيع تحقيقية خاص بالمنفحة وبمتعلقاتها بصورة مستقلة. ولو تصفحت المدونة ستجدها بأذنه تعالى. دعائي لكم بالتوفيق والسداد في الأمر.

      Delete