وكما يبدو فإنَّنا نتنقل يومًا بعد يوم من فاجعة إلى فاجعة، وكأنَّ الأيام خلال هذه الحقبة الزمنية على خصام معنا؛ يختصر آهاتنا من هول آلامها قول الإمام الحسين (ع) في مطلع قصيدته العصماء: "يا دَهرُ أُفٍّ لَكَ مِن خَليلِ"!
في هذه السطور سَيَتَرَكّز نقاشي معكم أيها الأحبة حول طبيعة السَبب والمُتَسبب اللذان ارتبطا بفقد وإصابة ثلة من المؤمنين والأقارب الكرام (تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم الفسيح من جناته) في الفاجعة الأليمة التي حلَّت عليهم وفجعتنا بهم أثناء زيارتهم للجمهورية الإسلامية في إيران؛ حيث خطف أرواح أربعة منهم "قاتل صامت" وترك البقية إما متأثرًا من الإصابة، أو تحت وقع الفاجعة قد أخذه الذهول ولا يدري ماذا يقول!
لا شك ولا ريب في أن ما حصل هو جريمة، كان سببها (بعلم أو غير علم) من استخدم ذلك المبيد الحشري المُسمى بـ "الفوسفيت" (والذي وَجَّهتُ أصابع الاتهام له من لحظة سماعي للخبر، ولم أستغرب حينما تم تأكيد أنَّه هو المادة القاتلة)؛ والذي تتعدد أسمائه؛ فيُسَمِيه بعضهم بـ "القاتل الصامت" ويُسَمِيه آخرون بـ "الغاز المميت"، بينما يطلق عليه علماء الجريمة بـ "السم القاتل". وكما نُلاحظ فإن كل تلك التسميات تجتمع في عنوان واحد، ألا وهو فقدان الحياة بعد التعرض له. بل يذهب بعضُهم بالقول: بأنَّه أخطر ما يمكن أن يتعرض له الإنسان مؤكدين بأنه يختصر بين طياته حقيقةَ أنَّه: "غاز سام ومميت ويقتل الأنسان بصمت"!
وعليه، فإن جوهر الحديث سيكون حول هذا المبيد على وجه الخصوص دون غيره لارتباطه بالحدث ولأهمية التنبه منه!
وحتى نتمكن من الاقتراب أكثر من الحقيقة العلمية لهذه المادة ذات الصيغة الكيميائية (PH3)، نذهب لأصلها قبل تفككها، ألا وهو "فوسفايد الألومينيوم" (Aluminum Phosphide) المستخدم في شكل كبسولات أو حبوب رصاصية اللون حال جفافها وقبل تعرضها لأي رطوبة (كما تظهره إحدى صوره على غلاف هذه المُذَكِّرة)، حيث أنَّها تتفاعل حال ملامستها لأي نداوة، حتى لو كانت أبخرة غير مرئية ومُشَبَّعة في الهواء (وليس بالضرورة أنْ تكون رطوبة مباشرة كالماء)، لتبعث بعدها حممها المتصاعدة والمحتوية على بخارها الغازي المسمى بـ "الفوسفيت" السام، والذي يبدأ بالانتشار في الهواء بتركيز متصاعد من المركب الأم (أي "فوسفايد الألومنيوم"). وللتوضيح، أُذَكِّرُ بأنَّ درجة غليان "الفوسفيت" منخفضة جدًا، حيث تصل إلى -87 درجة مئوية (وهي علامة فارقة يفهمها الكيميائيون ترتبط بطبيعته الغازية، إنْ صح التصوير).
وعند التأمل مخبريًا في انطلاقة غاز "الفوسفيت" من لحظة ملامسة الرطوبة لـكبسولات "فوسفايد الألومنيوم"، سنجد بأنَّه ينطلق كغاز عديم اللون قابل للاشتعال متى ما توفرت له الظروف. وفي حال كان نقيًا (دون أنْ تُخالطه أي إضافات) يكون عديم الرائحة (وهنا تكمن الخطورة!)؛ وهو على عكس العينات المُعَدَّلة منه بفعل الإضافة الكيميائية والتي تكون ذات رائحة كريهة جدًا (أقرب لرائحة الثوم أو السمك المُتَعَفِّن)، حيث ترجع هذه الرائحة إلى اختلاط "الفوسفيت" مع ثنائيه، أي "الفوسفايد" (P2H4). وهذه الصيغة الثنائية ذات الرائحة النَفَّاذة من أشكال هذا المركب هي الصيغة الأكثر انتشارًا عند مقارنتها بالصيغة المفتقرة الرائحة (وبالتالي يقل خطرها نسبيًا لوجود ما يدل عليها)، بل هي الصيغة التي تم استخدامها في ذلك اليوم المشؤوم لأحبتنا (كما فهمنا منهم عند سؤالنا عن طبيعة ما أحسوا به في بداية الأمر)!
ولو رجعنا لبداية بروز ومعرفة اسم مادة "فوسفايد الألمونيوم"، فسنجد أنَّها ترجع للعام 1940م، حيث كانت حينها تُستَخدَم بكثافة كمُبيد للحشرات والقوارض. ونظرًا لفعاليتها القاتلة آنذاك، انتشرت بشكل سريع، خصوصًا في رش المحاصيل الزراعية بعد أنْ لاحظ المزارعين (ببساطتهم) سرعة انطلاق الغاز منها وقضائها على كل ما يقع في نطاقها من حشرات وقوارض! وهو الأمر الذي تسبب في تسجيل العديد من حالات التسمم والوفيات التي ارتبطت أساسًا بغياب المعرفة به وكيفية استخدامه وتجنب أضراره والوقاية منه.
وللأسف الشديد فإنَّ بعضهم بجهل عدَّه (بل وللأسف الشديد مازال بعضهم حتى يومنا يَعده) مثاليًا للقضاء على الحشرات، سِيِّمَا أنَّه يقضي على جميع أنواعها على اختلاف مراحل نموها دون التأثير على حيوية النباتات أو بذورها؛ وهو السبب الذي يدفع ببعض المزارعين لمعاودة استخدامه في الأغراض الزراعية.
في هذه السطور سَيَتَرَكّز نقاشي معكم أيها الأحبة حول طبيعة السَبب والمُتَسبب اللذان ارتبطا بفقد وإصابة ثلة من المؤمنين والأقارب الكرام (تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم الفسيح من جناته) في الفاجعة الأليمة التي حلَّت عليهم وفجعتنا بهم أثناء زيارتهم للجمهورية الإسلامية في إيران؛ حيث خطف أرواح أربعة منهم "قاتل صامت" وترك البقية إما متأثرًا من الإصابة، أو تحت وقع الفاجعة قد أخذه الذهول ولا يدري ماذا يقول!
لا شك ولا ريب في أن ما حصل هو جريمة، كان سببها (بعلم أو غير علم) من استخدم ذلك المبيد الحشري المُسمى بـ "الفوسفيت" (والذي وَجَّهتُ أصابع الاتهام له من لحظة سماعي للخبر، ولم أستغرب حينما تم تأكيد أنَّه هو المادة القاتلة)؛ والذي تتعدد أسمائه؛ فيُسَمِيه بعضهم بـ "القاتل الصامت" ويُسَمِيه آخرون بـ "الغاز المميت"، بينما يطلق عليه علماء الجريمة بـ "السم القاتل". وكما نُلاحظ فإن كل تلك التسميات تجتمع في عنوان واحد، ألا وهو فقدان الحياة بعد التعرض له. بل يذهب بعضُهم بالقول: بأنَّه أخطر ما يمكن أن يتعرض له الإنسان مؤكدين بأنه يختصر بين طياته حقيقةَ أنَّه: "غاز سام ومميت ويقتل الأنسان بصمت"!
وعليه، فإن جوهر الحديث سيكون حول هذا المبيد على وجه الخصوص دون غيره لارتباطه بالحدث ولأهمية التنبه منه!
وحتى نتمكن من الاقتراب أكثر من الحقيقة العلمية لهذه المادة ذات الصيغة الكيميائية (PH3)، نذهب لأصلها قبل تفككها، ألا وهو "فوسفايد الألومينيوم" (Aluminum Phosphide) المستخدم في شكل كبسولات أو حبوب رصاصية اللون حال جفافها وقبل تعرضها لأي رطوبة (كما تظهره إحدى صوره على غلاف هذه المُذَكِّرة)، حيث أنَّها تتفاعل حال ملامستها لأي نداوة، حتى لو كانت أبخرة غير مرئية ومُشَبَّعة في الهواء (وليس بالضرورة أنْ تكون رطوبة مباشرة كالماء)، لتبعث بعدها حممها المتصاعدة والمحتوية على بخارها الغازي المسمى بـ "الفوسفيت" السام، والذي يبدأ بالانتشار في الهواء بتركيز متصاعد من المركب الأم (أي "فوسفايد الألومنيوم"). وللتوضيح، أُذَكِّرُ بأنَّ درجة غليان "الفوسفيت" منخفضة جدًا، حيث تصل إلى -87 درجة مئوية (وهي علامة فارقة يفهمها الكيميائيون ترتبط بطبيعته الغازية، إنْ صح التصوير).
وعند التأمل مخبريًا في انطلاقة غاز "الفوسفيت" من لحظة ملامسة الرطوبة لـكبسولات "فوسفايد الألومنيوم"، سنجد بأنَّه ينطلق كغاز عديم اللون قابل للاشتعال متى ما توفرت له الظروف. وفي حال كان نقيًا (دون أنْ تُخالطه أي إضافات) يكون عديم الرائحة (وهنا تكمن الخطورة!)؛ وهو على عكس العينات المُعَدَّلة منه بفعل الإضافة الكيميائية والتي تكون ذات رائحة كريهة جدًا (أقرب لرائحة الثوم أو السمك المُتَعَفِّن)، حيث ترجع هذه الرائحة إلى اختلاط "الفوسفيت" مع ثنائيه، أي "الفوسفايد" (P2H4). وهذه الصيغة الثنائية ذات الرائحة النَفَّاذة من أشكال هذا المركب هي الصيغة الأكثر انتشارًا عند مقارنتها بالصيغة المفتقرة الرائحة (وبالتالي يقل خطرها نسبيًا لوجود ما يدل عليها)، بل هي الصيغة التي تم استخدامها في ذلك اليوم المشؤوم لأحبتنا (كما فهمنا منهم عند سؤالنا عن طبيعة ما أحسوا به في بداية الأمر)!
ولو رجعنا لبداية بروز ومعرفة اسم مادة "فوسفايد الألمونيوم"، فسنجد أنَّها ترجع للعام 1940م، حيث كانت حينها تُستَخدَم بكثافة كمُبيد للحشرات والقوارض. ونظرًا لفعاليتها القاتلة آنذاك، انتشرت بشكل سريع، خصوصًا في رش المحاصيل الزراعية بعد أنْ لاحظ المزارعين (ببساطتهم) سرعة انطلاق الغاز منها وقضائها على كل ما يقع في نطاقها من حشرات وقوارض! وهو الأمر الذي تسبب في تسجيل العديد من حالات التسمم والوفيات التي ارتبطت أساسًا بغياب المعرفة به وكيفية استخدامه وتجنب أضراره والوقاية منه.
وللأسف الشديد فإنَّ بعضهم بجهل عدَّه (بل وللأسف الشديد مازال بعضهم حتى يومنا يَعده) مثاليًا للقضاء على الحشرات، سِيِّمَا أنَّه يقضي على جميع أنواعها على اختلاف مراحل نموها دون التأثير على حيوية النباتات أو بذورها؛ وهو السبب الذي يدفع ببعض المزارعين لمعاودة استخدامه في الأغراض الزراعية.
فهل مازال يُستخدَم من قبل بعض مزارعينا؟ ستُلاحظ طبيعة الإجابة في نهاية المُذَكِّرة!
يجدر بنا أيضًا أنْ نوثق أنَّه قد تم رصد أعداد كبيرة من الوفيات على مستوى البشر والحيوانات إثر تعرضهم لغاز "الفوسفيت" على نحو مباشر أو غير مباشر (خارج نطاق استخدامه كمُبيد حشري من قبل المزارعين)!
ولِتصور مدى سمية "الفوسفيت" كغاز قاتل، يكفي الإشارة إلى أنَّ كل 3 مليجرام (أي ما يعادل قرص واحد من "فوسفايد الألمنيوم") قادر على قتل طفل واحد!
فكم كانت المليجرامات التي استخدمت فنتج عنها تسمم أبنائنا في ذلك اليوم المشؤوم؟
ونُلفت هنا إلى أنَّه عند النظر إلى جثث ضحايا غاز "الفوسفيت" بعد التعرض له، فأنَّه يكون من الصعب التكهن بالمتسبب؛ لهذا تم تسميته بـ "القاتل الصامت" الذي لا يترك علامات أو دلائل على وجوده سوى شفاه زرقاء وجسد بارد؛ القضية التي تترك أقسام الطب الشرعي في حيرة من أمرهم. وعليه، فإنَّه وعند وجود ضحايا لهذا الغاز السام تكثر الاستنتاجات الأولية والبحث عن الدلائل والقرائن لتحليل أسباب الوفاة وطبيعة الجاني.
وللإضافة المعرفية، أُذَكِّرُ أيضًا بأنَّه لا يوجد مضاد (ولا حتى ترياق واقي) لـ "الفوسفيت" في حال تم استنشاقه، الأمر الذي يجعله أكثر خطورة من بقية المبيدات الحشرية المُصرَّح باستخدامها. بل وأنَّ الأمر الأهم من فكرة وجود المضاد هو أنَّ "الفوسفيت" (كما أكَّدنا عليه سابقًا وسنؤكِّد عليه لاحقًا، وسنُعيد التأكيد عليه مرارًا وتكرارًا) يفترس ضحاياه بصمت وهدوء؛ وعليه فإنَّه حينها لا يُغَطَّيِه مضاد ولا يُشْفِيه دواء. إلا أنَّني أذكر هنا أنَّ من الأعراض المُلاحظة عند تعرض البشر لمادة "الفوسفيت" (في حال تم التَنَبّه للأمر في الوقت المناسب ومن قبل الشخص المختص القادر على التشخيص والتعامل مع الحالة بشكل دقيق وواضح) تلك الأعراض المُشابهة لأعراض التسمم الغذائي، ألا وهي: (1) ضيق التنفس، (2) الإعياء والغثيان، (3) برودة الأطراف والوهن العام الذي يصيب الجسم، (4) عدم القدرة على التركيز، (5) الصداع، (6) الإسهال، وما شابه من أعرض لحالات التعرض لأي تسمم غذائي أو كيميائي.
وللتوثيق، فإنَّه ووفقًا لإدارة الصحة والأمان الأمريكية (المسؤولة عن الصحة المهنية)، فقد تم حضر غاز "الفوسفيت" في التسعينات من الألفية السابقة، بل وتم تصنيفه من قبل نفس المؤسسة بـ "الغاز السام". بل أنَّ حضره من قبل المُختصين والكيميائيين قد بدء من لحظة اكتشافه لعلمهم بسميته العالية جدًا على البشر، وليس وليد يومنا هذا.
ومما تقدم نفهم بأنَّه ومن لحظة معرفة "فوسفايد الألومنيوم" كمُبيد حشري، واستخدامه في المنازل والأماكن الآهلة بالسكان محضور لأنَّه يستطيع أنْ ينفد من خلال فتحات التهوية وفتحات المجاري ليصل بعدها للأماكن المجاورة (فانتشاره يتم بشكل سريع جدًا). ومن هنا فإنَّ استخدامه لا يتم إلا من قبل الخبراء (وفي الأماكن غير الآهلة بالسكان). وعليه، فإنَّ "فوسفايد الألومينيوم" يُعد من المواد المحظورة تماماً، الممنوع ترويجها؛ كما يُمنَع بيعها من غير ضوابط وآليات. وعليه، في حال تم تأكيد استخدامه من قبل أي جهة في أماكن يوجد بها بشر فإنَّ مقاضاتهم عند الجهات المُختصة أمر مشروع حسب نظم وبنود المؤسسات العالمية المتعلقة بهذا الأمر.
وللتوضيح، فإنَّ تأثيره السمي القاتل يستمر بعد وضعه مباشرةً في الوسط الرطب لمدة تتراوح من يومين إلى ثلاثة أيام! وعليه فإن ما جرى للأحبة في فندق الجرم والجريمة يُؤشِر إلى أنَّ المادة قد وُضعت حديثًا (أستنتجه من المشهد العام لحالة الضحايا في الفندق)، بل أنَّي أذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، بقولي: "أنَّ المفعول القاتل الذي أدَّى إلى وفاتهم يعني بأنَّه (وكما يبدو) قد وُضِع في نفس اليوم، والله أعلم"!!!
ومن أجل الاستفادة من هذه المُذَكِّرة، أذكر في هذه الجُزئية (وقبل أنْ أنهي حديثي) أهم الطرق التي تُساعد على تجنب التعرض لـ "الفوسفيت" والوقاية منه، والتي أستطيع اختصارها في: "أنَّه في حال تم الانتباه لرائحة مُشابهة لرائحة البيض أو السمك الفاسد أو الثوم الشديد الرائحة أو أية رائحة مشابهة لذلك بعد الشك في وضع مبيدات، فيجب ترك المكان فوراً وإخلائه؛ يتبعه أهمية الابتعاد (قدر الإمكان) عن مصدر الرائحة؛ ومن ثم الاتصال بالجهات المعنية القادرة على التعامل مع مثل هذه الأوضاع ليقوموا بدورهم المطلوب في احتواء تسرب الغاز (إنْ وُجد) قبل أنْ ينتشر ويحصد أرواح من يقطنون بالقرب منه".
أمَّا الأمر الأخر الذي يستحق أنْ نسلط عليه بعض من الضوء أيضًا، أنَّه في حال كانت هناك حالات قد تعرضت لغاز "الفوسفيت" وتم تشخيصها قبل مجيء فرق الإنقاذ، فيمكن القيام بالإجراءات الاسعافية الأولية المطلوبة للمصاب (وذكري لهذه الإجراءات يأتي من باب الإخبار والإعلام بالشيء، علَّها تنفع من يقدر على الوصول للحالة في الوقت المناسب ويحسن تشخيصها)، وهي على النحو التالي: (1) إبعاد المصاب عن منطقة الخطر ومن ثم نزع ملابسه ووضعها في كيس بلاستيكي محكم الإغلاق، (2) غسل جلد الشخص المصاب بالماء الدافئ والصابون من أجل إزالة الغاز العالق بالجلد و تقليل خطره، (3) تغطية المصاب بملابس وأغطية نظيفة لمنع الإصابة بفقدان الحرارة و فقدان السوائل، (4) وفي بعض الحالات- التي لا تكون خطرة- يمكن إعطاء المصاب الأوكسجين بشكل مباشر.
في نهاية مطافنا هذا، وفقط للتنبيه، أذكر بأنَّ هناك مبيدات أخرى تشبه إلى حد كبير مادة "فوسفايد الألمنيوم" لجهة إطلاقها لغاز "الفوسفيت" بعد تفاعلها مع الرطوبة؛ إلا أنَّها تختلف في كونها تطلقه بتراكيز مختلفة؛ نذكر من أهمها (وهو من باب أخذ الحيطة والحذر عند وقوع نظرك عليها كمُصطلحات مكتوبة) التالي: (1) مادة "فوسفايد الزنك" (Zinc Phosphide)، و(2) مادة "فوسفايد المغنيسيوم" (Magnesium Phosphide).
ملاحظة أخيرة (من باب العلم والاطلاع): يتجول في منطقتنا الساحلية (المنطقة الشرقية) مجموعة من العمالة الوافدة يعملون على رش مبيدات خاصة في البيوت ويسوقون لِمقدرتهم على قتل ما يُسمى بـ "بق الفراش" المُؤذي الذي يصعب التخلص منه والذي يعيش في خشب وفرش سُرُر النوم؛ حيث قابلتُ بعضهم عن طريق الصدفة وهم يتحدثون مع أحد الإخوة، وذكروا بأنَّهم يرشون خلطة خاصة (على حد تعبيرهم) تستدعي إخلاء البيت لمدة قد تصل ليومين متتاليين (مما أثار حفيظتي!)؛ وعند تحققي من الموضوع والاطلاع على المواد الموجودة لديهم، اكتشفت بأنَّهم يستخدمون مادة "فوسفايد الألمنيوم"، الأمر الذي أثار استغرابي! (وكما يقول المثل البلدي: "يا غافلون، لكم الله")! فإذا كان هذا من باب محض الصدفة، فما الذي يجري في كواليس محيطنا الداخلي؟
0 comments:
Post a Comment