Wednesday 10 April 2019
April 10, 2019

هل تقذف المرأة منيًا كما يفعل الرجل؟


في البداية لا بُدَّ من بيان أنَّ عبارة القذف تعني (كما هو معروف عند الجميع): "الشعور بالرعشة الجنسية مع نزول السائل المنوي من قضيب الرجل"؛ والذي يعني أيضًا بصورته النهائية: "انتهاء العملية الجنسية التي كان الرجل يقوم بها".

إلَّا أنَّ عموم الأسئلة التي تبقى قائمةً في الدور البحثية على نحو مستمر في هذا المجال تتمحوَّر في التالي: (1) طبيعة ما يُطلَق عليه بـ "القذف" الذي يُشار له من قِبَل بعض النسوة عندما يصلنَّ إلى مرحلة الرعشة الجنسية؟ (2) كيفية حدوث هذا الأمر عمومًا عند بعضهنَّ؟ (3) مدى تشابه هذا السائل بمني الرجل؟ (4) ماهية النسيج المُصدِّر له؟ (5) مدى فائدته؟ (6) حقيقة قذفه من قبل بعض النسوة (وليس كلهن)؟

وعلى كل حال، فإنَّ الكُتب والمصادر الطبية التخصَّصية العاكفة على مُتابعة ودراسة هذا الأمر تذكر على صفحات نشراتها: بأنَّ القذف أو التدفُّق عند النساء (ولعل هذا المصطلح الثاني أكثر دقة) هو عبارة عن: "أعلى درجات النشوة والإثارة والمُتعة التي تصل إليها المرأة أثناء ممارستها العلاقة الجنسية الحميمة؛ والتي يحدث فيها عند بعضهن فعلًا عملية قذف أو تدفُّق لسائل مرئي بالعين المُجرَّدة". وتذكر هذه المصادر أيضًا: "بأنَّه في الغالب (إنْ قُذِفَ بصورته العينية من بعضهن) يكون نتيجةً لاستثارة منطقة الجي-سبوت (G-spot) لدى المرأة (وهي عبارة عن نهاية عصبية في المهبل قريبة جدًا من إحليل المرأة)؛ وهو الأمر الذي يجعلها تشعر برغبة شديدة للغاية للتبوُّل".

إلَّا أنَّ المؤكَّد حتى الآن - بحسب تصفُّحنا - أنَّه: "ليست هناك معلومات كافية ودقيقة عن مدى انتشار ظاهرة القذف عند النساء". حيث إنَّ البعض منهنَّ قد يقذفنَّ منيًا مرةً واحدةً فقط في حياتهن؛ وهناك من لا يقذفنَّ مُطلقًا ولا يعرفنَّ عن حقيقة المني الأنثوي بصورته العينية شيء؛ كما أنَّ بعضهن قد يقذفنَّ بنسب مُعيَّنة؛ وقد يقذف البعض الأخر منهنَّ كميةً بسيطةً من المني تختلط أثناء خروجها مع السوائل الأخرى التي تفرزها المرأة أثناء العملية الجنسية. إلَّا أنَّ العامل المُشترَك بين هؤلاء النسوة جميعًا (كما تتم الإشارة له دائمًا، وهو الأمر المعروف عند الكثير من الناس): "أنَّ هذا السائل يخرج منهنَّ عندما يصلنَّ لأعلى مستويات الإثارة والنشوة الجنسية". ليس هذا فحسب، بل وأنَّ بعضهن يصفنَّ هذا الشعور المُفعَم بالمُتعة والإثارة والبهجة وكأنَّه تحرُّر شيئًا من جسدهنَّ. وعلى كل حال، فإنَّ هذا كله قد بُني على ما ذكرته بعض النسوة للجهات التخصُّصية التي كانت تدرس هذه العملية وتُتابع شؤونها الفسيولوجية.

ولقد تبيَّن بعد إجراء الدراسات العلمية الحديثة بأنَّ النساء اللاتي حدث قذف المني أو التدفُّق عندهن، بأنَّه خرج منهنَّ (كما ذكرنَّ) من فتحة البول التي تقع في منطقة أعلى المهبل بعد الاستثارة الجنسية؛ الأمر الذي جعله يبدو - إلى حدٍ ما - وكأنَّه بولًا. وتُرجِع الدراسات هذا التشابه في قوام السائلين وهيئتهما العامة إلى: "فقدان المثانة القدرة على التحكُّم في خروج البول حينها".

وعند توصِّيف سائل المني عمومًا في الكتب والمصادر التخصُّصية بصورته الأوَّلية، يتم تقدِّيمه بأنَّه: سائلٌ "كريميٌ" شفافٌ يختلف عن سائل البول من ناحية التركيب والرائحة. ولكنَّه – من ناحيةٍ ثانيةٍ - يشبه في تركيبه أيضًا سائل البروستاتا عند الرجل. حيث إنَّه في العموم يتم تقدِّيمه على أنَّه: "عبارة عن سائل يحتوي على كمية قليلة من حامض البوليك"، وذلك لأنه يخرج من الصمام البولي (وليس من المثانة)، كما تقدَّم ذكره.

وسائل المني عند المرأة يأتي من غُدَة اسمها "الغُدَة المُجَاوِرَةُ للإِحْليل" (The paraurethral gland)، تكون مُصاحِبةً لــمنطقة الجي-سبوت (المُشارة لها في الفقرات الآنفة الذكر). وهذه الغُدَة تُمثِّل بعضًا من التفرُّعات المُتَصِلة في نهاية الصمام البولي. وعند حدوث الإثارة والنشوة تقوم بتفرِّيغ محتوياتها في الصمام البولي الموجود في أعلى المهبل مباشرةً. حيث يحدث هذا الأمر في البداية عندما تشعر المرأة بالاستثارة، فتبدأ من بعدها نقطة الجي-سبوت بالتضخُّم بشكل ملحوظ، ومن ثم تمتلئ بسائل ذو قوام خاص (بطريقة شبيهة لِما يحدث قبل خروج مني الرجل). ومع استمرار عملية الإثارة والرعشة التي تشعر بها المرأة (التي تكون حينها مصحوبةً بحدوث انقباضات سريعة تعمل على دفع السائل المُتكوِّن في الصمام البولي الذي لا يتعدَّى طوله عندها حاجز الـ 3.8 سم)، يخرج هذا السائل من فتحة الصمَّام البولي الذي تصل حينها كميته تقريبًا إلى حدود 100 سنتيميتر مكعب.

مواضيع ذات صلة: -
هل يؤدِّي القذف الخارجي إلى حدوث الحمل؟

0 comments:

Post a Comment