س/ هل صحيح بأنَّ أكل الفول (بصفته البروتينية) مع الخبز الأبيض (بصفته النشوية) يسبب تعفُّن في المعدة، والسبب هو أنَّ هضم البروتينات يتم في المعدة بينما هضم النشويات يتم في الأمعاء؛ وعليه فإنَّ اختلاطهما في المعدة في آنٍ واحد يؤدي لتعسُّر هضم البروتين؛ لذا فإنَّه يُنصَح باستبدال الخبز الأبيض بالخبز البر عند أكل الفول؟
ج/ هذا الكلام مُبالغ فيه، فاختلاف موقع هضم البروتينات عن موقع هضم النشويات في الجهاز الهضمي لا يعني أنَّه يتحتّم علينا عدم أكلهما في آنٍ واحد.
وبدايةً أذكر لكم أنَّ هضم الغذاء - في حقيقته - يبدأ في الفم من خلال الحركة الميكانيكية التي تقوم بها عضلات الفك عند تقطِّيعها للطعام بواسطة الأسنان. لذا فالنصيحة الصحية هي ضرورة مضغ الطعام جيدًا قبل البلع، مِن أجل تيسير هضمه في بقية أجزاء الجهاز الهضمي.
ثانيًا، أنَّ الهضم الكيميائي للنشويات - على وجه الخصوص - يبدأ في الفم (أي من خلال الإنزيمات الفموية الموجودة في اللعاب)، وليس فقط ميكانيكيًا كما يحدث للبروتينات.
ثالثًا، أنَّ النصح بأكل الخبز البر كبديل للخبز الأبيض ينمّ عن عدم معرفة التركيبة الفعلية للخبر البر الذي لا يختلف عن الخبز الأبيض في شيء سوى أنَّه يحتوي على القشرة، وإلَّا فإنَّ النشويات الموجودة في الخبز الأبيض موجودة في الخبز البر أيضًا. ومن هنا أذكر لكم بأنَّ الذي يختلف إلى حدٍ كبير في تركيبته عن الخبز الأبيض هو الخبز النخالة الذي يحتوي على القشرة فقط، فلاحظ.
رابعًا، إنَّنا - في حال - أخذنا بمثل هذه النصائح (الواردة في السؤال) سيعني حينها أيضًا ضرورة تطبيقها على أكل اللحم والأرز وأكل سندويشات البيض وأكل اللحوم على اختلاف أنواعها مع الخبز، وهكذا (وهو أمر غير عملي).
وختامًا أؤكِّد على أنَّنا لابد أنْ لا ننسى كلمة السر التي جاءت في هذا الرد وهي "هضم الطعام جيدًا قبل وصوله للمعدة" بمُعدّل ٣٠ ثانية على أقل تقدير (وهي مسألة تحتاج لتعوّد). فبغض النظر عن اختلاف مجموعات الغذاء فإنَّ الهضم الجيد للطعام سيعني توزيعه على مختلف مواقع الجهاز الهضمي بشكل صحيح دون أنْ تحدث أي صعوبات في عملية هضمه وامتصاصه.
0 comments:
Post a Comment