Tuesday 24 September 2013
September 24, 2013

ما حقيقة البكتيريا الخارقة التي تغزو الخليج



خلال فترة الأخيرة، تم تداول أخبار وعناوين تدور حول ما يطلق عليه اسم "بكتيريا خارقة تغزو الخليج"، والذي أثار بعض المخاوف والتساؤلات، ولكن الموضوع في مجمله ليس بجديد، وكل ما هو مكتوب قد أخذ منحى إعلامي من أجل استقطاب القراء (مع بعض من التضخيم)، علماً بأن محتواه صحيح.

أمر آخر، فالمقصود هنا هو أن البكتيريا الحالية قد تطورت جينياً وأصبحت مقاومة للمضادات الحيوية، فنتجت عنها سلالات بترتيب جيني جديد مقاومة للمضادات المتوفرة حالياً، نظراً لعدم التقنين في استخدام المضادات من النوع المتقدم والذي يُعد من الصفوف الأولى في قوته وفعاليته (فأصبحت أعداد المضادات القابلة للاستخدام العلاجي أقل بكثير من العقود السابقة) ولا يُقصد به وجود بكتيريا من نوعية فريدة وقد ظهرت لأول مرة.

تغيير تاريخي محتمل


قضية أخرى هي أن هذا الأمر متوقع إذا ما نظرنا إلى التاريخ وكيف أن الميكروبات بدأت تتغير وفقاً للمتغيرات وطبيعة المضادات الحيوية المتطورة المستخدمة وبدون تقنين من قبل العاملين في المصحات الطبية.

أيضاً فإن برامج تقنين استخدام المضادات الحيوية هو أمر مهم ويجب الأخذ به، خصوصاً في ظل عزل الكثير من البكتيريا المقاومة والتي بدأت تغزو المستشفيات، وبدأت تؤثر على أداء الخدمة العلاجية المقدمة فيها.

لقد سبق وأن حذرت من هذا الأمر وقبل أكثر من ثلاث سنوات من النمسا وعلى التلفزيون النمساوي وكانت رسالتي موجهة للأخوة المعالجين وبالخصوص بعض الأطباء في البلدان العربية والذين لا ينظرون للموضوع بجدية، بل وإلى سائر الناس في المجتمع من أجل أن يعم الوعي بخصوص طبيعة بعض الممارسات الطبية وليتسنى للجميع الوقوف على ما قد نواجهه في المستقبل.

تحذير طبي


التحذير يدور حول الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية أو دون الالتزام بالمعايير الأساسية التي تنظم هذا النوع من الوصفات. لأن الاستخدام المفرط أو عدم الانضباط في تعاطيه يؤدي إلى توالد سلالات من الميكروبات شديدة «ومتعددة» المقاومة للكثير من الأدوية العلاجية. وهناك من الأطباء من لم يعد وللأسف الشديد يُميز ما بين تلك الأدوية التي تؤثر على النظام الحيوي البكتيري المتواجد طبيعياً في جسم الإنسان أو في النظام الخارجي، وبين تلك الأدوية التي تعالج الأمراض الفسيولوجية.

إن المفهوم الخاطئ ينحصر في التخلص من المرض اللحظي باستخدام مضادات تُأخذ عن طريق الفم ومن ذوات الحزمة الواسعة كتلك المنتمية "للفلوروكينولن"، ودون الانتباه للتغيرات الجينية في داخل الميكروبات، وخصوصاً عند تلك الأنواع التي تنتشر في المستشفيات بشكل عام، أو حتى في المجتمع، مما قد يؤشر بقدوم مرحلة جديدة لن يعد فيها للمضادات الحيوية أي تأثير على الميكروبات الممرضة.

0 comments:

Post a Comment