Tuesday 27 August 2013
August 27, 2013

نقص فيتامين "الشمس المشرقة" - المرض الصامت



مقدمة


لقد حدث فهم حقيقي في العقد الأخير- من خلال الدراسات العلمية التخصصية المحكمة- لدور فيتامين (D) الحيوي (والذي يسمى مجازًا بفيتامين "الشمس المشرقة") في جسم الأنسان بشكل عام. حيث تم تسليط الضوء في العقود الآخيرة على العديد من الحقائق الجديدة التي تبرز الأهمية الكبرى له، ومن أمثلة ذلك أهميته المؤكدة لسلامة ومتانة العظام.

وبالنظر للكثير من الدراسات والبحوث العلمية العالمية في المجلات المحكمة، وكذلك من خلال المُعاينة والتمحيص الدقيقين على المستوى المناطقي والمحلي تم ملاحظة الآتي:-
  • أن نسبة كبيرة من الناس في العالم (يصل المعدل لديهم- حسب المتوسط المأخوذ من الكثير من الدراسات- إلى أكثر من 40%) يُعانون من نقص في فيتامين (D)، وهو أمر مجمع عليه من قبل المنظمات الصحية العالمية. 
  • أن مرض هشاشة العظام منتشر بصورة ملحوظة في العالم العربي مقارنة بالدول الغربية (تؤكده الدراسات المختلفة والتي سنذكر بعضها لاحقًا). 
  • أما في السعودية، فقد أشارت الدراسات إلى الآتي:- 
  • أن النقص الشديد لفيتامين (D) سائد وبشكل كبير بين المواطنين السعوديين (دون معرفتهم بذلك)، حيث تصل هذه النسبة إلى 97% في بعض الدراسات، بل أن دراسة محلية أجريت في مدينة جدة وتم نشر نتائجها في المجلة الطبية السعودية أشارت إلى أن نسبة النقص قد وصلت- بين السعوديين- إلى 100%، وأن الغالبية العظمى من هؤلاء هم من النساء. بل أن الكثير من الملاحظات المحلية تُشير إلى أن النساء- وفي أحسن الأحوال- يُعانين من عدم اكتفاء في معدل فيتامين (D). 
  • أن نقص فيتامين (D) منتشر بين فئة الشباب ومتوسطي العمر. 
  • أن 91% من الرجال الأصحاء والذين يمارسون الرياضة (كما جاء في دراسة محلية في السعودية شملت مجموعة من الرياضيين) يعانون من نقص في D (OH) 25، حيث وصلت معدلات النقص لديهم إلى 20 نانو غرام/مل. وكانت الملاحظة هي في أن من كانوا يعانون من الانخفاض الحاد كانوا أصغر سنًا من البقية. 
  • أن معدل انتشار الإصابة بهشاشة العظام لدى السعوديات- بعد العقد الخامس من أعمارهن- مقارنة بنفس الفئة في الدول الغربية (حسب دراسات عدة أُجريت بالمملكة العربية السعودية) مرتفع وبشكل ملحوظ. وتُرجح الدراسات سبب هذه المشكلة إلى استمرارية نقص فيتامين (D) منذ الصغر. 
  • أن 80% من المراهقات السعوديات يعانين من نقص في معدل فيتامين (D) مع وجود مستويات D (OH) 25 بمعدل أقل من 25 نانو مول/لتر، علما بأن المستوى الطبيعي المتعارف عليه باستخدام هذه الوحدة هو أكثر من 75. 
  • أنه وفي دارسة أجريت على أطفال رضع يعانون من الكساح، لوحظ أن معدل تركيز فيتامين (D) في الدم كان عند مستوى 8 نانو غرام/مل، وهو تركيز منخفض جدًا إذا ما تمت مقارنته بالمستويات الطبيعية والتي من المفترض أن لا تقل عن 30 نانو غرام/مل. 
  • أن 59% من المراهقين السعوديين من الذين يعانون من الكساح كان مستوى فيتامين (D) لديهم تحت المعدلات الطبيعية. 
  • أن نقص فيتامين (D) شائع بين المصابين بالسكري من النوع الثاني وبشكل أكبر من غير المصابين (كما جاء في دراسة بمركز المؤشرات الحيوية بكلية العلوم، جامعة الملك سعود). 
  • أن الكثير من نتائج الدراسات المحلية تشير إلى أهمية زيادة فيتامين (D) في النظام الغذائي السعودي، وضرورة تعزيز مكملات فيتامين (D) للفئات العمرية المختلفة. 
ليس هذا وحسب، بل ومن خلال ملاحظات قمت بها على عينات عشوائية لأشخاص بالغين من أبناء المنطقة من الجنسين (وصل عددها إلى 100 عينة) تراوحت أعمارهم بين 22 و 60 سنة، لاحظت بأن جميع النتائج كانت تحت المعدل المطلوب. حيث تراوحت النتائج بين 10 و 23 نانو غرام/مل مقارنة بالمعدل الطبيعي والذي هو بين 30 و 60 نانو غرام/مل.

من خلال ما تقدم، نستطيع أن نلاحظ انخفاض معدلات فيتامين (D) في المجتمع السعودي بشكل خاص، والذي قد يؤشر إلى وجود انخفاض مماثل في المجتمعات العربية بشكل عام.

وحيث أن نقص فيتامين (D) يسبب العديد من التغيرات والأمراض الفسيولوجية والنفسية المهددة لحياة الفرد والتي يُصنف بعضها بالمزمن وغير القابل للتصحيح طبيًا والبعض الآخر بالمهدد للحياة (كما سيتم بيانه في السطور القادمة)، عليه فإن التعريف بهذا الفيتامين يُعتبر أمر مهم لجميع القراء.

كيفية الحصول على فيتامين (D)


عن طريق ضوء الشمس


يسمى فيتامين (D) مجازًا بفيتامين "الشمس المشرقة"، حيث أنه وفي وجود ضوء الشمس، تقوم الأشعة فوق البنفسجية الناتجة منها والتي تصل إلى مساحات الجلد المكشوفة بالنفاذ من خلاله وتحفيزه على إنتاج فيتامين (D).

إن تعرض الجسم المكشوف (كالأطراف وما شابه) للشمس لمدة من 10 إلى 15 دقيقة، تزود الأنسان- وفي أحسن الأحوال- بما قد يصل إلى 90% من إحتياجه اليومي من فيتامين (D)، علمًا بأن من يحصلوا على هذه النسبة هم أقلية من الناس. وكلما كانت مساحة الجلد المكشوفة أكبر كلما كان معدل الحصول على فيتامين (D) أكبر.

وحينما نتكلم عن أشعة الشمس، فلا يقصد بها الأشعة الحارقة (كساعات الظهيرة كما هو الحال في مناطق الخليج) بل أشعة الشمس في ساعات الصباح الأولى أو قبل الغروب. ونستطيع القول بأن مصطلح أشعة الشمس الباردة يشمل أيضًا وقت الظهيرة في بعض الدول الباردة أو حتى خلال فترات أيام فصل الشتاء لدينا.

ولقد أعترفت رابطة هيئة السرطان الأسترالية مؤخرًا بأن التعرض لبعض من أشعة الشمس هو أمر صحي كما جاء على لسان البروفسور بروس أرمسترونج من جامعة سيدني. حيث أن الرابطة في السابق- ولثلاث عقود من الزمن- كانت تدعو للابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس بدعوة أنها تسبب السرطان دون وضع معايير محددة لذلك.

عن طريق الغذاء


يتم الحصول على ما تبقى من إحتياج نسبي وقليل من فيتامين (D) عن طريق تناول الأغذية الغنية بفيتامين (D). حيث تعتبر الأغذية بحد ذاتها غير كافية بتاتاً كمصدر لتزويد الجسم باحتياجه من فيتامين (D) ما لم تكن مدعمة خارجيًا به.

وتُعرف بعض الأغذية باحتوائها على كميات طبيعية من فيتامين (D)، مثل زيت كبد الحوت، وسمك السلمون والسردين والتونة و"الماكريل". ولدينا في دول الخليج توجد أسماك دهنية غنية بفيتامين (D) مثل الميد والسمان والسويد وغيرها من أسماك دهنية.

هناك أيضًا بعض الأغذية التي تحتوي على فيتامين (D) ولكن بكميات أقل مثل كبد البقر، والأجبان، وصفار البيض، وكذلك منتجات الألبان المدعمة والمصنوعة من الحليب وحبوب الإفطار الجاهزة، وبعض أنواع عصير البرتقال، والسمن والدقيق وغيرها من أغذية تنتمي لنفس المجموعات.

وعلى العلم من كل هذا نؤكد- وبالأعتماد على أبحاث استمرت لأكثر من 40 سنة وفي مراكز أبحاث مختلفة في العالم- بأن الغذاء لوحده غير كافي لتزويد الأنسان بحتياجه اليومي من فيتامين (D). وفي الغالب- وكما هو الحال في بعض الدول الغربية- يتم تزويد الأغذية بفيتامين (D) حتى تستطيع إمداد الجسم باحتياجه، خصوصًا إذا ما لاحظنا بأن الأستهلاك المتعارف عليه والمتوسط لدينا في منطقة الخليج- كما تم من خلال دراسة على طبيعة الأغذية الحالية- قد يصل إلى 100 وحدة دولية فقط، وهي نسبة متدنية مقارنة بالنسبة التي بدأت بعض المنظمات الغذائية تنص عليها (مثل منظمة الغذاء والدواء) وهي 1000 وحدة دولية في حال كان التركيز لدى الشخص طبيعي (أما في حال حال كان التركيز لدى الشخص منخفض فإنه قد يحتاج لجرعات أعلى لسد هذا العوز في جسمه ومن خلال الكبسولات المركزة- كما سيتم الحديث عنها في السطور القادمة-).

عليه، يأتي دور برامج تدعيم الغذاء بهذا الفيتامين المهم (خصوصًا في المدراس)، وتثقيف الناس بأهمية التركيز على الأغذية التي تحتويه بتراكيز عالية مثل الأسماك.

وللتوضيح، هناك نوعان من فيتامين (D): (1) "الكوليكالسيفيرول" (فيتامين D3) ويأتي من المصادر الحيوانية، (2) "الإرقوكالسيفيرول" (فيتامين D2) و يأتي من مصادر نباتية. من المعلوم بأن "الكوليكالسيفيرول" هو مصدر التخزين الرئيس لفيتامين (D) بالجسم و يمكن قياسه بالدم.

عن طريق الأقراص والكبسولات الجاهزة


كما يمكن اخذ مكملات فيتامين (D) في صورة اقراص او كبسولات أو نقاط سائلة. ويعتقد بعض الخبراء والباحثين في هذا المجال بأنها مهمة خصوصًا حينما لا يكون الغذاء مُتكاملًا أو حينما لا يكون التعرض لأشعة الشمس كافيًا كما هو الحال في بعض المناطق الباردة أو التي تمتاز بسماء رمادية يغلب عليها الوصف الغائم والممطر أو في المناطق التي تمتاز بشدة أشعة الشمس والتي لا يستطيع الأنسان المكوث تحت أشعتها نظرًا لحرارتها المرتفعة (كما هو الحال لدينا في دول الخليج) نظرًا لما تسببه من أمراض خطيرة مثل ضربات الشمس والإنهاك الحراري وسرطان الجلد.

العوامل التي قد تقف حائلًا تجاه الاستفادة الطبيعية من مصادر فيتامين (D)

  • استخدام أوقية وموانع وصول أشعة الشمس إلى الجلد. 
  • وجود مشاكل في الجهاز الهضمي تعيق من امتصاص فيتامين (D). 
  • سوء أداء الكلى أو الكبد والذي يؤثر على الاستيعاب والإنتاج، وكذلك عند الأشخاص الذين يعانون من التليف الكيسي، وأنواع أخرى من أمراض الكبد التي تعيق امتصاص الفيتامين. 
  • ينقص فيتامين (D) عند الأطفال الذين لا تتم رضاعتهم طبيعيًا، حيث أن لبن الأم يحتوي على المعدلات الطبيعية من فيتامين (D) التي يحتاجها الطفل الرضيع بشكل عام. 
  • الأشخاص الذين يعانون من السمنة الحادة. 

الجرعة اليومية التي يحتاجها الجسم من فيتامين (D)


أن الجرعة التي يحتاجها الجسم (كما هو متعارف عليه) هي 400 وحدة دولية للبالغين (رجالًا ونساءًا) كحد أدنى، بينما ترفع معظم الدراسات تلك النسبة إلى 800 وحدة دولية.

وتذهب بعض مراكز الأبحاث وبعض المصحات الطبية خصوصًا في أمريكا واوروبا بالقول بأن هذه الجرعة اليومية غير كافية (خصوصًا تلك الدول التي تمتاز بديمومة السماء الرمادية لديها بين أكتوبر ومارس كما هو الحال في الدول الإسكندنافية مثلاً)، وعلى أساس ذلك ترفع الجرعة إلى 1000 وحدة دولية (اي 25 ميكروجرام) وهي ضعفين ونصف الجرعة المتعارف عليها بحدها الأدنى. وتدعم هذا الزعم وكالة معايير الغذاء البريطانية بالقول (بعد أن تجادل علميًا): أن أخذ تركيز يصل إلى 1000 وحدة دولية بشكل يومي لا يسبب إي مشاكل للإنسان.

وتعتمد تلك المراكز البحثية- التي رفعت الجرعة إلى 1000 وحدة دولية- على الربط الواضح بين مرض السرطان وانخفاظ نسبة فيتامين (D) في الجسم (وإن لم توجد دراسة فعلية تؤكد ذلك بشكل قطعي). حيث لاحظت (مثل المجلة الأمريكية للصحة العامة) وبعد معاينة الدراسات والبحوث- منذ الستينات وحتى الآن- على أن هناك علاقة ملحوظة مع بعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والقولون والمبايض الأنثوية وغيرها من سرطانات قد يكون بعضها قاتل (والذي سنوضحه لاحقًا).

وحيث أن فيتامين (D) لا يذوب في الماء بل في دهون الجسم، عليه يستطيع الجسم الاحتفاظ به لعدة شهور، قدًرتها بعض الدراسات بين ثلاثة وأربعة أشهر.

الجدير بالذكر، إن الكثير من الباحثين يُصنف فيتامين (D) على أنه في حقيقة الأمر هرمونًا تنطبق عليه الكثير من شروط هذه التسمية وليس مجرد فيتامين، حيث يعززون ذلك بالترابط الكبير وبعلاقته الملوحظة بالعديد من الأمراض والتي تتوطد كل يوم عبر ما ينشر من أبحاث علمية (في المُجلات التخصصية المُحكمة).

ربط نقص فيتامين (D) بأمراض مزمنة ومستعصية مثل السرطان


لقد لاحظ باحثون من جامعة "سانديجو" الأمريكية بزعامة البروفسور سيدرك جارلاند وبعد معاينة 63 دراسة من العام 1966 إلى عام 2004 بأن الولايات الأمريكية الأقل تعرضًا لأشعة الشمس (مثل الولايات الشمال شرقية) ترتفع لديهم معدلات الإصابة بالسرطان عن غيرها. ولقد لاحظوا أيضًا بأن الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة (من أصول افريقية) ترتفع لديهم معدلات الإصابة بالسرطان نظرًا لصعوبة امتصاص الأشعة فوق البنفسجية لديهم بواسطة طبقة الميلانين السميكة الموجود في بشرتهم، وعليه فإن نسبة الوفاة المبكرة لديهم هي أعلى من أصحاب البشرة البيضاء.

وتؤكد الدراسات وخصوصًا تلك التي أجريت في جامعة سانديجو على أهمية أخذ كميات كافية من فيتامين (D) للوقاية من بعض الأنواع السرطانية مثل سرطان الثدي والقولون والمبايض الأنثوية والبروستات وغيرها (كما جاء على لسان سيدرك جارلاند).

وتعزو الدراسات نسبة ارتفاع امراض القلب في اسكوتلندا إلى قلة التعرض لأشعة الشمس لديهم بشقيها المنعدمة في فصل الشتاء وقلتها في فصل الصيف. ويعمل فيتامين (D) على خفض مقاومة الأنسولين في الدم والذي هو أحد أسباب أمراض القلب.

وحيث أن فيتامين (D) يلعب دورًا كبيرًا في تحفيز تكاثر خلايا الجسم المختلفة، عليه يُعتقد بأنه قد يساعد على إعادة وتهيئة خلايا الرئة وبالتالي يمنع أمراضها المتعددة.

ليس هذا فحسب، فلقد ربطت دراسات متعددة وبنفس الوتيرة نقص فيتامين (D) بأمراض قد تغير من حياة الأنسان مثل مرض السكر وضغط الدم والاكتئاب وانفصام الشخصية والتصلب اللويحي أو النسيجي وبعض الأمراض المناعية، حيث لوحظ ارتفاع معدل نسبة هذه الأمراض في الأشخاص الذين يعانون من نقص في فيتامين (D).

ونظرًا لارتباط امتصاص الكالسيوم بوجود فيتامين (D)، فإن نقص فيتامين (D) قد يؤدي إلى الآتي:-
  • ضعف وهشاشة العظام (كما لمحنا له سابقًا)، والتشنجات العضلية والشعور بالوخز. 
  • الكساح (لين العظام) عند الأطفال أيضًا الذي قد يؤدي إلى تقوس الساقين. 
  • الكساح (عند البالغين) الناتج عن قرحة في العظام، وضعف العضلات وحتى الصمم. 
  • هشاشة العظام في كبار السن نظرًا لفقد البروتين من العظام و مشاكل الاسنان والجلد وتساقط الشعر. 
ويجب الالتفات إلى أن ليس كل لين وهشاشة عظام تعني نقص في فيتامين (D) في الجسم، ولكن نقول بأن من الأسباب الرئيسة وبشكل كبير لهذه المشاكل هو نقص فيتامين (D).

وبشكل عام، قد يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى مشاكل بصرية وشعور بالأرق، وقد يسبب إسهال وحساسية والتهاب الحلق (كما يحدث في بعض الأحيان).

ويجب التأكيد على ان العلاقة بين نقص فيتامين (D) مع بعض الأمراض ينقصها البحث المصمم لتأكيد حجم هذا الربط (لكنه لا يلغي طبيعة العلاقة التي أشرنا إليها، كما تؤكده الدراسات البحثية). ويبقى الشيء المؤكد هو تلك الأمراض المتعلقة بالهيكل العظمي كهشاشة العظام، والكساح (لين العظام)، والكسور، وضعف العضلات.

العلاج


ويتم علاج نقص فيتامين (D) بأخذ كبسولات تحتوي على تركيز عالي من فيتامين (D)- ومن أمثلتها فيتامين (D3) الحيواني- وبطريقة تدريجية لأن تركيز الجرعات العالية في وقت واحد في جسم الأنسان قد يؤدي إلى تسمم ينتج من خلاله تأثر الكليتين بسبب ارتفاع الكالسيوم الناتج عن ارتفاع فيتامين (D).

صفوة هذا التحقيق


حينما نفهم أن نقص فيتامين (D) قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة (وقد تكون مهددة للحياة) مثل تسببه بشكل رئيسي في أمراض العظام الأيضية مثل الكساح (لين العظام) عند الأطفال وهشاشة العظام عند الكبار، وكذلك حينما نفهم أن نقصه يمثل عاملًا خطرًا (ومرصودًا من قبل الباحثين) للإصابة ببعض أنواع السرطان وامراض القلب والرئة وضغط الدم ومرض السكر وأمراض المناعة الذاتية والتصلب اللويحي المتعدد والصدفية وانفصام الشخصية والاكتئاب، نستطيع أن نفهم بعدها أهمية تزويد الجسم بالاحتياج الطبيعي اليومي من فيتامين (D) من خلال التعرض الطبيعي لأشعة الشمس الباردة ومن خلال الأغذية الغنية والمدعمة به ومن خلال المكملات الجاهزة مثل الأقراص والكبسولات.

وتزداد أهمية التزود بفيتامين (D) (وبالكالسيوم بكميات كافية ومناسبة) خلال مرحلة الطفولة وكذلك في فترة تكوين الكتلة العظمية والعضلية وبالخصوص في فترة المراهقة والتي تمثل مرحلة النمو السريع.

عليه، فإن تثقيف الناس ومطالبة المؤسسات المعنية (خصوصًا من قبل "مقاصف" المدارس) بضرورة تدعيم الأغذية والتركيز على أهمية استخدام مكملات فيتامين (D) لتفادي المشاكل الصحية المذكورة هو أمر في غاية الأهمية.

________________
مواضيع ذات صلة: -

0 comments:

Post a Comment