Thursday 18 July 2013
July 18, 2013

علاج فعال، بل ونهائي ضد مرض السرطان



تنتشر في مثل هذه الأيام- خصوصًا على صفحات التواصل الاجتماعي- أخبار ضبابية وغير واضحة في محتواها العلمي تشير لجود علاجات فَعَّالة ضد مرض السرطان (على حد إدعائها، وبعباراتها الرنانة) وبدون آثار جانبية، وأنَّ نجاحها مؤكد. ليس هذا وحسب، بل وتذهب تلك الأخبار إلى تأكيد وجودها في بعض الدول العربية وفي مراكز صحية معروفة (كما تدعي).

وفي هذا الشأن أقول: بأن مثل هذه الاخبار- أو أي خبر مشابه ويحمل نفس الصياغات غير الواضحة- (كرد مبدئي، وكما سُئلت)، يجب أن تُناقش من عدة زوايا: -
  • أولًا؛ حتى الآن لا يوجد ما يُبين حقيقة العلاجات المذكورة (كَدِراسات موثقة علميًا) في المجلات العلمية العالمية المحكمة. لهذا السبب تبقى مثل هذه الاخبار وبهيئتها الحالية مجرد "مانشيتات" إعلامية اكثر منها علمية، ولا يجب الانجرار ورائها والترويج لها. بل ويظهر من طبيعة فحواها بأنها تجارية هدفها جني الأموال بطريقة سهلة. وحتى لا نقسو أكثر على تلك المصادر؛ أقول: ننتظر توضيحات أكثر بخصوصها تخاطب في لغتها أهل الخبرة في هذا المجال لِبيان تفاصيلها العلمية وطريقة عملها، وتأكيد مدى فعاليتها وتأثيراتها الجانبية (هذا في حال تم توثيق كل ما يتعلق بصحة تلك الاخبار المنقولة بدون سند علمي واضح). وللتأكيد مرة ثانية؛ أقول: من منظور تحليلي علمي مبدئي وبصيغتها الحالية أنها مجرد أخبار صحفية تجارية، ونستطيع تصنيفها على أنها من قبيل الاخبار المنقولة على صفحات وشبكات التواصل الاجتماعي خصوصًا "الواتسب". 
  • ثانيًا؛ ان كل من يستغل الحالة الصحية والعاطفية لدى المرضى وعوائلهم ببيعهم مثل هذه الاخبار غير المؤكدة والتي تندرج تحت عنوان "الاشاعة" هو شخص مروج لأوهام. وعليه يجب على الناس التنبه وأخذ الحيطة والحذر حتى لا ينجروا وراء مثل هؤلاء. بل ويجب عليهم التنبه من إعادة نشر تلك الاشاعات عبر الشبكات الاجتماعية مخافة أن يتعلق بها أحد المرضى فيترك بعدها علاجه المنصوح له طبيًا. 
  • ثالثًا؛ ان مثل هذه العلاجات (ومن خلال خبرة طويلة لي في أدوية ميكروبية مشابهة) تستدعي الكثير من التجارب والأبحاث المخبرية، والتطبيقات العلمية والعملية على الحيوانات بشكل مبدئي، وبعدها تنتقل في تطبيقاتها لتصل لـلإنسان في مجتمع صغير، ومن ثم تمتد بعدها لمجتمع أكبر، ليتم بعدها التأكد من فَعَّالية العلاج وعدم وجود تأثيرات جانبية له؛ حيث لا يتم توثيق والحكم على فَعَّالية تلك الأدوية الخاصة (مثل الكيمياويات المستخدمة في علاج السرطانات بشتى أنواعها) إلا بعد فترة زمنية، ومن ثم يتم تسجيل ذلك لدى منظمات الغذاء والدواء بشكل رسمي وبالإثبات العلمي. والسؤال المطروح هنا هو: ماذا سيحدث إذا أُعطي ذلك الدواء لشريحة كبيرة من الناس؟ وهل ستختلف استجابتهم له ام لا؟ وماذا سيحدث عند استخدامه على المدى البعيد؟ 
  • رابعًا؛ ان الخلايا السرطانية ليست نوع واحد ولكل نوع طريقة علاجية مختلفة؛ وعليه يكون السؤال هنا: كيف نتكلم عن علاج موحد؟ وما هي ميكانيكية عمله (إن صح الخبر)؟ 
إن جميع ما تقدم هو رد مختصر على كل من يُرَوِّج لبيع الوهم (بدون دليل علمي) عبر الشبكات الإجتماعية العامة، ليجعل المرضى المحتاجين بعدها (بقصد أو بغير قصد) ينجرون وراء سراب؛ وهو أيضًا توضيح لكل من يتساءل عن تلك العلاجات (المزعومة بغير دليل علمي وبدون مصادر معروفة عند المنظمات العلمية العالمية).

0 comments:

Post a Comment