Saturday, 30 November 2013
November 30, 2013

حشرات خطرة تعيش في مياه الأمطار المتجمعة



تعد المياه الراكدة (الناتجة عن هطول الأمطار، أو تلك النابعة عن فيضان المجاري العامة وتجمعها في أماكن سكنية) أحد المخاطر البيئية الحقيقية. وبشكل عام، يحدث ركود وتجمع المياه (أيًا كان مصدرها) على المسطحات عندما تتوقف المياه عن الجريان الى الممرات المخصصة لها أو حينما لا تتمكن التربة من إمتصاصها وتصريفها بشكل طبيعي.

إن تجمع مياه الأمطار على المسطحات الأرضية والتربة الزراعية- خصوصًا في مثل هذه الأيام- هو أحد العوامل الرئيسة التي يجب أن تأخذ بعين الإعتبار كسبب للكثير من الأمراض الميكروبية والتي يُصنف بعضها تحت عنوان "المهدد للصحة العامة". بل وتوصف المياه الراكدة بأنها البيئة المناسبة والمفضلة لعدد كبير من الحشرات الممرضة، والتي من ضمنها: يرقات البعوض، ويرقات الذباب، واليعسوب في الطور الانتقالي، وعقرب المياه (وهو نوع من أنواع الحشرات الخطرة).

وليس خافي على الجميع رؤية بعض أنواع الحشرات الطائرة في مثل هذه الأيام والتي تشبه في شكلها النحل وغيرها من حشرات يطلق عليها- بشكل عام- عبارة: "بعوض" (أيًا كان نوعها وخطرها!). بل ويُعد مرض الملاريا (والذي تنقله بعوضة الأنوفليس)، إضافة لمرض حمى الضنك من أكبر أخطار المياه الراكدة، خصوصًا إذا ما أصبحت تلك المياه مرتعًا ملحوظًا للحشرات وخصوصًا البعوض بأنواعه المختلفة (وكما يلاحظ في مثل هذه الأيام).

وعادة ما توجد في المياه الراكدة مختلف أنواع البكتيريا اللاهوائية مثل: البكتريا نازعة النيتروجين، والبكتيريا الأرجوانية، والبريمية. وقد تشكل كل من هذه المجموعات البكتيرية خطرًا حقيقًيا على البيئة ومن يعيش في كنفها من بشر.

ولتوضيح الأمر، نقول: إن بعض الميكروبات المجهرية تعتمد في ضمان انتقالها من شخص مريض إلى شخص سليم، على عناصر حية تُسهم في إتمام عملية الانتقال، وتسمى "ناقلات الميكروبات الحية"، مثل البعوض أو بعض الحشرات (والتي أشرنا لها أعلاه)، حيث تستخدم "ناقلات الميكروبات الحية" وسائل كالقرص أو العض أو اللدغ أو اللسع، في تسهيل إدخال الميكروبات العالقة على سطحها أو في افرازات جهازها الهضمي للجسم البشري.

ويجدر بنا أن نقول أيضًا، أن "ناقلات الميكروبات الحية" قد تكون مهمة في إتمام عملية انتقال الجراثيم من مكان إلى آخر فقط. بينما في أنواع أخرى من الجراثيم، تقوم "ناقلات الميكروبات الحية" بمهمة احتضانها، وتمكينها من النمو والتكاثر والنضج، قبل الدخول إلى جسم الإنسان. وهذا ما يحصل في الملاريا وبعوضة "الأنوفليس" (المُشار لها أعلاه).

اخيرًا وليس اخرا، أقول (كمتخصص في علوم مجهرية): بأنه قد أصبح واضح للعيان غياب البنية التحتية الفاعلة في تصريف المياه بطريقة صحية (وهو ما يسمى بالصرف الصحي)، وغياب برامج حراثة الأراضي الزراعية بطريقة منظمة ومدروسة (وهما وبلا شك سببان لانتشار الحشرات، وأيضًا لحدوث امرض ميكروبية قد تكون خطيرة بل ومهددة للحياة).

وعليه أقول: "إن كنت لا تدري (يا من بيده القرار) فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم".

0 comments:

Post a Comment