Sunday, 14 June 2015
June 14, 2015

بقاء فيروس نقص المناعة المكتسبة حيًا خارج الجسم البشري؟



حينما يتعلق الأمر بحقيقة الدور الواجب القيام به في حماية شعوبنا من مخاطر حقيقية تتعرض له على جميع المستويات، التي يدخل من ضمن عناوينها الخطر البيولوجي وأهمية مكافحته (بتقديم الرؤى العلمية والصياغات الهادفة والبرامج التطبيقية الواقية منه)؛ وحينما يتعلق الأمر ببرنامج يُعَدُّ تطبيقه- حال وجود بقايا بيولوجية- في غاية الأهمية؛ فإننا لا بُدّ وأن نسعى جاهدين لِبيان مجرى تلك الحقائق كما يجب، وبالمحاذير نفسها التي يجب أنْ نتعامل بها في أي صياغات علمية مماثلة.

عليه، فإنَّني هنا أقدم هذا التحقيق المتضمن المراجعات المُوَثَّقَة المُستهدفة بالدرجة الأولى العاملين في المجالات الصحية (بتفرعاتها المُتعَدِّدة والداعمة لإدارة الكوارث على اختلاف برامجها) من جهة، وللعاملين على دعم وبلورة كل ما يخدم الصالح العام من جهة أخرى، ومن أجل أنْ تكون القاعدة التي عليها تنطلق الفئات المُستهدفة علمية وعلى أرضٍ صلبة دون التأثر بأيِّ صياغات عشوائية غير مُسندة لأدلة علمية وبراهين بحثية!

من هُنا، ومع كثرة الآراء المُضللة لـِ الرأي العام ولـ ِالحركة الفكرية التطويرية في مكافحة عدوى الفيروسات المُمْرِضة، يستمرّ طرح الأسئلة المُتَعَلِّقة بِمقدرة فيروس نقص المناعة المكتسبة (المسبب لمرض "الإيدز") على البقاء حياً خارج نطاق الجسم البشري، خصوصًا عند مَنْ يلامسون (وبهم جروح وَإِنْ كانت مجهرية) بقايا بيولوجية تتضمن دماً مسكوباً أو سوائل بشرية أُخرى أو أشلاء بشرية بقيت منفصلة في العراء عن جسمها الأم؛ حيثُ إنَّ الخوف الدائر حول إمكانية انتقال هذا الفيروس وتَسَببه في العدوى دفع الكثير من المُتخصصين لإثارة القلق الحقيقي (المبني على مُعطيات مُرتبطة بحقائق أفاضت بها الدراسات في المراكز العلمية المُعتمدة، كما سيتبين لنا خلال هذه المراجعة التحقيقية)، والذي تَرَكَّزَ في: "أنَّ مُلامسة أي بقايا لدم مسكوب أو جاف أو أي بقايا لسوائل بشرية أُخرى (حتى لو كانت في كميات مجهرية، وإنْ كانت لبقايا جافة!) تحتاج للكثير من الحذر ولأخذ الإحتياطات الوقائية اللازمة والتعامل معها على انَّها مُعْدِية"!

بل إنَّ عدم توفر بيانات داعمة لحالات حصلت على العدوى جرّاء مُلامسة بقايا بيولوجية خارجية (حُصر معظمها في سوائل الجسم البشري المُختلفة، دون النظر لـِ الإشلاء المُتناثرة والأعضاء المُنفصلة من الجسم البشري، كما تنص عليه الدراسات التي سنُشير لها وعلى لسانها) لا يلغي أنَّ الفيروس قادر على البقاء خارج الجسم البشري (وهو الأمر الواجب التَنَبُّه له والالتفات لأهميته من قبل العقلاء). وهي الحقيقة الواجب الوقوف عندها، خصوصًا حينما نعلم أنَّ الكثير من المُتخصصين في المجال الصحي يقومون بمهام تتطلب منهم مُلامسة هذه البقايا؛ بل إنَّ ما ظهر من مُمارسات إرهابية في الآونة الأخيرة في مجتمعاتنا الهادئة وفي دور عباداتنا المُسالِمة بيَّنَ للجميع أنَّنا في مرمى الهدف من احتمال التعرُض لمثل هذه البقايا (التي قد تكون مُلَوَّثة). وعلى الرغم من كل هذا، فإنَّ التوعية بإمكانية مكوث هذا الفيروس حياً خارج الجسم البشري في بقايا بيولوجية (على اختلاف أنواعها) سيفتح المجال لتوسيع دائرة الملاحظة من لَدُن المُتخصصين في مجال تطبيقات مكافحة العدوى.

وتُفضي نتائج الدراسات البحثية العلمية المُحكمة في مراكز الأبحاث المُعتمدة التي استهدفت إمكانية بقاء فيروس نقص المناعة المُكتسبة حياً خارج الجسم البشري في أنسجة بيولوجية مُختلفة واحتمالية انتقاله (التي ستندرج في طرحها حسب الدراسات ونقاطها المُتَعَدِّدَة، والتي تناقش زوايا بحثية داخلة في إطار تشريح الموضوع جوهر القضية) إلى الخُلاصة التالية: -
  • إنَّ الفيروس حساس للحرارة المُرتفعة، إلا أنَّه لا يتأثر بالبرودة المُنخفضة؛ حيث تُظهر النتائج البحثية أنَّ الفيروس قد يموت بالحرارة. وتُضيف الدراسات معلومة مهمة، وهي أنَّ حتمية التخلص منه نهائياً لا تحصل إلا بالوصول لحرارة قدرها 60 درجة مئوية [وهو ما أفضت له دراسة كل من العالم "فان بورن" (Van Bueren) وفريقه العلمي في عام 1992م، وكذلك العالم "تاجوتا" (Tjotta E) في عام 1991م؛ حيث إنَّ كلاً من الدراستين متوفرتان في المرجعين 1 وَ2 في نهاية التحقيق] [1] [2].
  • يبقى مستوى الفيروس بشكل نسبي مستقرًا في بقايا الدم عند درجة حرارة الغرفة؛ حيث إنَّ الفيروس يستطيع البقاء لمدة أقلها أسبوع في الدم الجاف عند درجة حرارة 4 مئوية (وهنا ألفت إلى أنَّ الدراسة تتحدث عن دم جاف وليس سائلاً، فلاحظ!). وللإيضاح، فإنَّ الدم المحتوي على فيروس نقص المناعة المكتسبة المُستخدم في فحوص المختبرات يُخزَّن في درجة حرارة 70 مئوية تحت الصفر (-70) دون أنْ يفقد الفيروس نشاطه وحيويته وقدرته على التكاثر [كما جاء في المرجع رقم 1 والمرجع رقم 2 المُشار لهما أعلاه والمرفقين في آخر التحقيق] [1] [2].
  • يمكن لفيروس نقص المناعة المكتسبة البقاء لمدة أربعة أسابيع في حاويات إبر التطعيم المسحوبة من أشخاص مُصابين به، التي تم إفراغها من محتوى نسيجها الدموي (أي إنَّنا نتحدث عن المحتوى البلاستيكي الذي وُضع فيه الدم، ثم تم إفراغه منه، فلاحظ!)؛ أي إنَّه قادر على البقاء فيها حياً حتى بعد إفراغها؛ فيستمر تواجده على قيد الحياة على جدار الحاوية الملوث بدم كمياته مجهرية [كما جاء في المرجع رقم 2 المرفق في آخر التحقيق] [3]؛ حيث إنَّ هذا الذي أفضت نتائج البحوث إليه والتي استهدفت هذه الزاوية من القضية والتي أُجريت على 800 حاوية من الإبر التي تم ملؤها بكميات صغيرة من الدم الملوث بفيروس نقص المناعة المكتسبة ومن ثم تم تخزينها لمُدد مُختلفة؛ حيث تَبَيَّن بعدها أنَّه بالإمكان عزل الفيروس من 10% من الحاويات بعد 11 يوم من بقايا دم بكميات وصلت فقط لـِ 2 ميكرو (2 micro)، بينما ارتفعت نسبة عزل الفيروس لـ 53% حينما كانت كميات الدم 20 ميكرو (20 micro). ولقد تَبَيَّن بعدها (وفي نفس الدراسة) بأنَّ هناك ارتباطاً طردياً بين طول المدة وانخفاض درجة الحرارة (أي حينما تكون درجة الحرارة أقل من 4 مئوية تزيد طول فترة بقاء الفيروس حياً)، وهو على عكس ما تم ملاحظته عند درجة الحرارة الواقعة بين 27 و37 درجة مئوية التي لم يتجاوز بقاء الفيروس فيها أكثر من 7 أيام [كما جاء في المرجع رقم 2 المرفق في آخر التحقيق] [3].
  • لقد تم مُلاحظة أنَّ الفيروس حسَّاس للتغيرات المُتَعَلِّقة بالوسط الهيدروجيني (قاعدي أو حمضي)؛ حيث إنَّ الأوساط الهيدروجينية التي تكون أقل من 7 أو أكثر من 8 لا تناسب بقاء الفيروس لمدد طويلة. ومن هنا يَتَبَيَّن لنا: لماذا يصعب انتقال الفيروس للنساء اللاتي يتمتعنَّ بصحة جيدة (أي كون إنَّ إفرازاتهنَّ المهبلية حامضية) [كما جاء في المرجع رقم 2 والمرجع رقم 4 المرفقين في آخر التحقيق] [2] [4].
  • يستطيع فيروس نقص المناعة المكتسبة العيش في الدم الجاف في درجة حرارة الغرفة لمدة تصل لـ 6 أسابيع (شريطة أنْ يكون الوسط الهيدروجيني حينها معتدلاً). وكما يبدو من الإشارة والخلاصة التي قدمتها هذه الدراسة (في هذه الجزئية)، حيث جاء نصها على النحو التالي: "إنَّ جفاف الدم لا يؤثر على مقدرة فيروس نقص المناعة المكتسبة من أنْ يُسبب العدوى" [كما جاء في المرجع 2 المرفق في آخر التحقيق] [2].
  • لا يبدو أنَّ بيئة المجاري تحمل أيَّ خطر في احتضانها للفيروس؛ لأنَّ فيروس نقص المناعة المكتسبة المعدي لم يتم عزله من عينات بول أو براز لأشخاص مصابين (وهو الاستدلال الذي اعتمدت عليه هذه الدراسة) [كما جاء في المرجع رقم 5 المرفق في آخر التحقيق] [5]. وعلى العلم من كل هذا، فإنًّ البحوث التي قام بها العالمان "ثيمز" (Thames) و"ووتر" (Water) أظهرت أنَّ فيروس نقص المناعة المكتسبة يستطيع البقاء حياً لعدة أيام في مجارٍ مُصطنعة تم إعدادها في المختبرات [كما جاء في المرجع رقم 6 المرفق في آخر التحقيق] [6].
  • لا يستطيع فيروس نقص المناعة المكتسبة البقاء حيًا في مياه البحار لمدد طويلة كما هو الحال عند بقية الفيروسات [كما جاء في المرجع رقم 6 المرفق في آخر التحقيق] [6].
  • لقد تم عزل فيروس نقص المناعة المكتسبة المعدي من غرف تشريح لموتى مصابين بعد مدة تراوحت بين 11 يوماً و 16 يوماً عندما تم تخزينها في درجة حرارة 2 درجة مئوية. وتضيف الدراسة التي اختبرت هذه الظروف أنَّه ليس واضحًا كم هي المدة التي فيها يستطيع الفيروس البقاء حياً في الجثث عندما تكون درجة الحرارة مُقاربة لدرجة حرارة الغرف الاعتيادية؛ إلا أنَّ المؤكد (حسب نفس الدراسة) أنَّه تم زراعة الفيروس من أعضاء تم تخزينها عند درجة حرارة 20 درجة مئوية لمدة 14 يوماً بعد الوفاة (وهو الأمر الذي يجعلنا نُعيد النظر في طبيعة الأشلاء المترامية عند حدوث أيّ واقعة مؤلمة بغض النظر عن توصيفها: إرهابية أو طبيعية؛ فلاحظ!). وتضيف هذه الدراسة أيضًا بأنَّ أعداد الفيروس بدأت في الانخفاض بعد 16 يوماً من الوفاة، وهو ما يؤشر إلى أنَّ خطر العدوى الوارد من التعرض لتلك الأعضاء يقلّ بالنسبة لمن يتعامل مع تلك الجثث والأعضاء (من حانوتيين والمتمثلين لدينا في المُغَسِّلين والمُجَهِّزِين لجثث الموتى، أو جراحيين كما هو الحال في المصحات الطبية) بعد أنْ تُترك لمدة تفوق 16 يوماً [كما جاء في المرجع رقم 7 والمرجع رقم 8 المرفقين في آخر التحقيق] [7] [8]؛ (حيث إنَّ التأكيد في هذه الدراسة تكرر باستخدام مصطلح "العدوى" من بقايا الأعضاء البشرية والأنسجة المُختلفة، فلاحظ!).
  • لم تُجرَ أيّ دراسات تحاور بقاء فيروس نقص المناعة المكتسبة حياً في السائل المنوي (خارج الجسم البشري)؛ إلا أنَّ ما تم توثيقه من بحوث استهدفت زرع الفيروس من السائل المنوي في المعامل البحثية كانت دائمًا ما تجد صعوبة في تطبيق هذا الأمر؛ وهو ما يؤشِّر أساسًا إلى قلة كمية الفيروس الموجودة في السائل المنوي.
يجدر بنا أنْ نذكر بأنَّ هذه النتائج البحثية الموثقة في المجلات المحكمة لم تأخذ بعين الاعتبار بعض العوامل المُساندة لنمو الفيروس كالجرعة المناسبة منه التي تُعَدُّ ضرورية لحدوث العدوى (وهو ما يُسَمَّى علميًا بالجرعة المعدية في النسيج)، أو الفرصة السانحة للفيروس التي تُهَيِّئُه للوصول للخلايا المُستهدفة في الجسم البشري (على افتراض أنَّ الشخص المُتَعَرِّض للنسيج الملوث بالفيروس كان مجروحًا)؛ لأنَّه ليس بالضرورة أنَّ الشخص المُلامس لكميات قليلة من الفيروس في الدم الجاف سيحصل على العدوى بشكل مؤكد (حتى حينما تكون العدوى مباشرة من الشخص المصاب للشخص السليم)؛ وهو ما يجب حسابه ووضع نسب له عند تقييم عدوى أي نسيج يحتوي على الفيروس. ومن هُنا فإنَّ غياب تلك النسب بشكلها الدقيق لا يلغي احتمالية وجودها وخطرها القائم؛ ومن هنا جرى التحذير ووضع النصوص التعريفية بأهمية حمل هذا الأمر على محمل الجدّ دون هوان.

وما يجب الإشارة له أيضًا هو أنَّ تأثير الظروف المُحيطة بالفيروس كـ: الرياح والأمطار وما شابه لم تؤخذ بعين الاعتبار في مثل هذه الدراسات المخبرية. وعليه، فإنَّ مثل هذه الظروف قد تكون سلاحاً ذا حدين إذا ما تم النظر لها بأبعادها المُختلفة.

ومما تقدم (وحسبما تم الإشارة له في كل المراجع المُصاحبة لهذا التحقيق)، فإنَّ القلق من عدوى انتقال الفيروس من الأعضاء البشرية هو قلق حقيقي وقائم يحدده كمية الدم الموجود والدلائل والمعطيات المرتبطة بطبيعة الحدث ومجرياته ومكانه وزمانه، التي تؤكده الإشارات الواردة في الدراسات العلمية والمُراجعات التي نحن بصددها في هذا التحقيق من "أنَّ الفيروس يملك المقدرة على البقاء حياً بعد وفاة الشخص المصاب ولمدد طويلة".

وللإشارة المعرفية، فإنَّ إحدى المراجعات التي أُجريت في أستراليا استنتجت أنَّ فيروس نقص المناعة المكتسبة يستطيع البقاء حياً خارج الجسم البشري لفترات زمنية تمتد لعدة أسابيع، فلاحظ. بل إنَّ التأكيد كان يُشير (في نفس الدراسة) إلى أنَّ بقاء الفيروس حياً يرتبط ارتباطًا طرديًا بـ: (1) الزيادة في كميته في النسيج المفصول عن الجسم البشري المصاب، (2) حجم النسيج، (3) درجة الحرارة، (4) التعرض لأشعة الشمس، (5) التعرض للرطوبة [كما جاء في المرجع رقم 9 المرفق في آخر التحقيق] [9]. 

وتُرَكِّز تلك المراجعة الأسترالية على خطر انتقال الفيروس بعد الإصابة جرّاء التعرض للإبر الملقاة في العراء من قبل مدمني المخدرات (حتى لو كانت فارغة من الدم!)؛ بل وتُدَوِّن بين سطورها أنَّه لم يتم تسجيل أيّ إصابات لانتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة، كما أنَّه لم يتم أيضًا تسجيل إصابات من نفس الإبر الملقاة لفيروسات التهاب الكبد لديهم في أستراليا. ومع العلم من كل هذا، فهي تَحْمِل الأمر على محمل الجدّ معتمدةً على الإفاضة التي قدمتها دراستهم وعلى الإفاضات التي تم تسجيلها في دراسات علمية محكمة أخرى تم القيام بها في مناطق مُختلفة من العالم (ذكرنا بعضها في هذا التحقيق).

إذًا وكما نُلاحظ، فإنَّ احتماليه بقاء الفيروس واستمراريته حياً (وإمكانية تسببه في إحداث العدوى، كما أشارت له الدراسات) أمر وارد (لا ينكره إلا مُعاند أو جاهل بالأمر وغير مُطَّلِع على تعقيدات هذه المنطقة البحثية البالغة الأهمية عند المُتَخَصِّصين). بل إنَّ كل تلك الظروف المذكورة والمتغيرات المُشار لها في مجمل تلك الدراسات قابلة للتحقق بِحسب اختلاف المكان والزمان. والأمر ليس مُقتصر على منطقة دون أخرى (بل مُخطئ من يقرنه بظروف مُحددة دون أنْ يوُسِّع أُفقه وينظر لكل المناطق وبتعدد الظروف)، بل هو متعلق بهذا القطاع المترامي الأطراف من عالمنا العربي الذي تتعدد فيه الأحوال والمعطيات. فحينَ يكون الجو حارًا في منطقة معينة فقد تسود البرودة في منطقة أخرى، وحيث يكون رطبًا هنا فقد يكون جافًا هناك، وعلى هذا فقس. 

إذًا، فأمر بقاء الفيروس حياً قائم لا محالة (بنظر العقلاء من متابعي وباحثي طرق واحتمالية وظروف انتقال الميكروبات الممرضة على اختلاف مجموعاتها)، بل وإنَّ احتمالية تسببه في العدوى قائم ولا بُدّ أنْ يُؤخَذ بعين الاعتبار. إذًا فالحذر واجب ومكافحته أوجب!

ومع كلّ هذا (وبغض النظر عن الحقائق القائمة)، فإنَّ مقررات مكافحة العدوى تنصّ على ضرورة التعامل مع أيّ نسيج خارجي لشخص مصاب بـ "الإيدز" (أو حتى غير مُصاب!) بموازين الحذر ذاتها قبل الانفصال (دون النظر لِنوعه وَزمن انفصاله)! بل تؤكِّد أنَّ وجوده يقترن بوجود ميكروبات شرسة (نطاقها واسع وأعدادها هائلة)؛ فيُنظَر لها حال العدوى بدلالة المُجْتَمِعَة لا المُنْفَرِدَة (بِنظرة شاملة وحذر واحد)، فلاحظ!

إلا أنَّه ومع كل ما ذُكِر، فإنَّ البعض (وكما يبدو) لم يفق بعد من غفوته، متشبثًا ببعض الجمل غير الواقعية التي قد ينتج عنها ضرر من يُصَدِّقها (إنْ وُجد!)، بل وواضعًا على عاتقه (بعلم أو غير علم!) مُحاربة كُل ما يتعلق بالحقائق العلمية الموثقة التي أفاضت بها البحوث والدراسات المحكمة والمسجلة في المجلات الطبية التي تنص على أنَّ فيروس نقص المناعة المكتسبة قادر على البقاء حياً خارج الجسم البشري، بل وإنَّ أمر تَسببه في العدوى له ما له وعليه ما عليه من احتمالات قائمة، وأن غير ذلك من صياغات كلامية لا تستند لدليل ناهض يجب أنْ تُترك جانبًا وأنْ لا يُؤخذ بها!

المراجع

1. Van Bueren Survival of HIV and inactivation by heat and chemical disinfectants. Eighth Int Conf AIDS, Amsterdam, abstract PoA 2401, 1992

2. Tjotta E Survival of HIV–1 activity after disinfection, temperature and pH changes or drying. J Medical Virology 35(4): 223–227, 1991

3. Abdala N et al. Survival of HIV-1 in syringes. J Acquir Immune Defic Syndr Hum Retrovirol 20(1):73-80, 1999

4. Voeller B Heterosexual transmission of HIV. JAMA 267(14):1917-8, 1992

5. Advisory Committee on Dangerous Pathogens HIV - the causative agent of AIDS and related conditions.Department of Health, 1990

6. Slade JS et al. The survival of human immunodeficiency virus in water, sewage and sea water. Water Science and Technology 21(3): 55-59, 1989

7. Ball J et al. Long lasting viability of HIV after patient's death. Lancet 338: 63, 1991

8. Nyberg M et al. Isolation of human immunodeficiency virus (HIV) at autopsy one to six days post–mortem. Am J Clin Pathol 94(4): 422–425, 1990

9. Thompson SC et al. Blood-borne viruses and their survival in the environment: is public concern about community needlestick exposures justified? Aust N Z J Public Health. 27(6):602-7, 2003

0 comments:

Post a Comment