Thursday, 2 July 2015
July 02, 2015

البرامج الغذائية الهرمية - تعددها وتنوع مجموعاتها؟



البرامج الغذائية الهرمية أنواع (وليست نوع واحد)؛ وكل نوع مدعوم بدراسات إحصائية أو إكلينيكية (محددة) ويناسب فئات معينة بعضها عمرية وبعضها مخصص لحالات مرضية معينة (مزمنة أو حادة)، بل أنَّ بعضها يمتد في تغطيته ليصل للفئات التي تحمل فكر عَقَدي محدد، وهكذا؛ وبعضها- كما تشير الجهات الناشرة لها- تناسب الجميع!

والبرنامج المُشار له في الصورة أدناه (مثلًا) يُسمى بالبرنامج الخالي من اللحوم الحمراء والمناسب لِـ "الخضراويين" (vegetarians) الذي يناسب لحد كبير بعض التوجهات العقدية كالهندوس والبوذة ومجموعات الرفق بالحيوان الموزعة في الدول الغربية؛ إلا أنَّه يتَزَوَّد بالبروتين من مصادر غذائية أخرى غير الحيوانية، وهو يناسب كل الفئات العمرية على حد قول الجهة الناشرة له (أطفال وشباب وشيوخ وحوامل وغيرهم من فئات عمرية أو مرضية). وهو مدعوم من جامعة أريزونا (كما جاء في عام 2002م) ومازال البعض يطبقه، وهو ليس ببعيد عن البرنامج الهرمي الذي طرحته الجمعية الأمريكية الطبية مؤخرًا.


والأهم من هذا كله والذي قد يغفل البعض عنه هو أنَّ النظام أعلاه يعتمد على ما يُسمى بالحصص الغذائية المأخوذة من كل مجموعة في الهرم (كما هو الحال في سائر البرامج الغذائية)؛ وعليه سأسلط بعض من الضوء على هذا البرنامج كمثال توضيحي لتيم بعدها فهم بقية البرامج على اختلاف أنواعها ومجموعاتها. 

فلو بدأنا من قاعدة الصورة أعلاه فسوف يكون الترتيب كالتالي: من المجموعة الكربوهيدراتية نختار على مدار اليوم من ست إلى عشر حصص فقط، ومن حصص الخضروات اليومية نختار من حصتين إلى أربع حصص، ومن حصص الحشائش الخضراء نختار من حصتين إلى ثلاث حصص، ومن حصص الفواكه الجافة نختار من حصة إلى حصتين (كالتين المجفف وما شابه)، ومن حصص الفواكه الطرية نختار من حصة إلى حصتين، ومن حصص البقوليات والأغذية الغنية بالبروتين نختار من حصتين إلى ثلاث حصص، ومن حصص منتجات الألبان نختار ثلاث حصص، ومن حصص الحبوب والمكسرات نختار من حصة إلى حصتين، ومن الزيوت النباتية (كزيت الزيتون) نحصل على ما يُقارب الملعقة إلى ملعقتين؛ لينتهي بعدها اليوم بتشكيلة كاملة من الأغذية المدروسة التي تهدف إلى الحصول على قدر معين من الاكتفاء الجسماني من كل واحدة من مجموعات الغذاء الموزعة على الهرم نفسه (من قاعدته إلى قمته). 

وللعلم، فإنَّه يجب أنْ يتم دعم هذا النظام (أقصد النظام الهرمي أعلاه) بالمكملات الغذائية من الكبسولات الجاهزة صيدلانيًا التي من أهمها: فيتامين "ب12" بمعدل 2-4 ميكرو يوميًا، وفيتامين "د" بمعدل 200 وحدة دولية يوميًا، والكالسيوم بمعدل 600 مليجرام يوميًا. ومن هنأ يأتي السؤال دائمًا عند صياغة أي هرم غذائي: هل ما يزوده من عناصر غذائية تُعّدُّ كافية؟ أم أنَّها تحتاج لمُكملات خارجية في هيئة كبسولات داعمة؟

ويجب الإشارة إلى أنَّ تعريف الحصص قد يختلف من مجموعة غذائية لأخرى (وهذا الأمر لا يتعلق فقط بالهرم الغذائي أعلاه، بل وحتى ببقية الأهرام الغذائية الأخرى)؛ ففي مجموعة الفواكه- مثلًا- تُعَرَّف الحصة بقطعة فاكهة واحدة (وهنا يُقصَدُ بها الفواكه متوسطة الحجم، أي ما جاء في حجم التفاحة والبرتقالة وما شابه، وبما هو مُتعارفُ عليه حجمًا عند عوام الناس)، بينما تُعَرَّف في مجموعة النشويات كما هو الحال عند اختيار الأرز- مثلًا- بما يُعادل نصف كأس، وهكذا؛ أي أنَّ الأمر يجب أنْ يكون دقيقًا ومحسوبًا في بعض المجموعات بينما يكون تقديريًا ونسبيًا في مجموعات أخرى. يُضاف لهذا، أنَّ حجم الكمية (في قاعدة الهرم) لا يعني أنَّ حصصها تكون بالضرورة متساوية مع الكمية الأقل فيما هو فوق القاعدة مباشرةً (كما هو الحال في مجموعتي النشويات والخضراوات والفواكه الجافة والطرية المُشار لهما في صورة الهرم الغذائي أعلاه؛ حيث أنَّ عدد الحصص في النشويات يُعّدُّ نسبيًا أقل من الخضراوات والفواكه بِفئاتها المُتَنَوِّعة)!

الأمر الآخر هو أنَّ البرنامج المشروح أعلاه (كما هو الحال في بقية البرامج الغذائية الهرمية الصادرة من بقية المؤسسات المُعتَمَدة) يَشْتَرِط توزيع أنواع الأغذية من كل مجموعة بطريقة مدروسة (دون ترك أي مجموعة في الهرم)، وإلا فإنَّ عامل الإتزان عند التزود بالغذاء النظامي والكامل من نفس المثلث الغذائي الهرمي سيختل، مما قد يؤثر سلبًا على طبيعة الاستفادة منه (بل وحتى على الصحة). فعند الحديث عن حصص الفواكه (في المثال المذكور) فإنَّ الأمر سيعني- عند ذكر حصتين- أهمية أخذ نوعين مختلفين من الفاكهة، كأكل تفاحة وبرتقالة (أي حصتين)، ومن الكربوهيدرات (عند التأكيد على أخذ حصتين) ستكون الحصص- مثلًا- قطعة خبز بر ونصف كأس من الأرز، وهكذا. 

وفي النهاية فإنَّ تطبيق هذا البرنامج يجب أنَّ يكون متوافقًا مع القيام ببذل جهد يومي يساعد على حرق الزائد من سعرات حرارية قد تتراكم في الجسم (كالمشي لمدة نصف ساعة، كما تتطلب بعض البرامج، أو بحسب ما ينص عليه البرنامج الهرمي المُطَبَّق من شروط محددة ليَتَحقق الهدف المرجو منه). 

ومن الواجب الانتباه أيضًا إلى أهمية عدم زيادة بعض الحصص من مجموعة معينة على بعض الحصص من مجموعة أخرى؛ فلا تكون النشويات- مثلًا- على حساب حصص الخضار، ولا حصص الزيوت على حساب حصص الحشائش الخضراء، وهكذا.

وبعيدًا عما تم الإشارة له أعلاه فهناك برامج هرمية أخرى مدعومة من قبل مؤسسات أخرى (كما لَمَّحْنَا له أعلاه)، كمثلث الغذاء الصادر عن جامعة هارفارد لعام 2005م- مثلًا- الذي يتضمن لحوم حمراء، والذي يُطَبِّقُه البعض لِيومنا هذا، وإنْ ظهرت تحديثات جديدة عليه (المُسمى بالهرم الصحي، كما تظهر الصورة آدناه).


وعلى غرار الشرح السابق في مثلث أريزونا الهرمي والمدعوم من الجمعية الأمريكية الطبية، نستطيع أنْ نفهم مجريات برنامج هارفارد بنفس المفاتيح التوضيحية التي أشرنا لها آنفًا في بداية الحديث.

ويجب علينا أيضًا أنْ لا نغفل عن وجود بعض البرامج الخاصة، كالبرامج الهرمية المُهيئة لبعض الحالات المرضية، والتي من أمثلتها: مثلث الغذاء الهرمي الخاص بمرضى السكر، والمثلث الهرمي الخاص بمرضى الضغط، أو ذاك الخاص بالحوامل، وهكذا. 

وكل هذه البرامج- على اختلافها وتراوح توزيع المجموعات الغذائية فيها- تعتمد بالدرجة الأولى على معطيات معينة وتناسب أشخاص معينين أو عقائد معينة. فالهندوس مثلًا لا يناسبهم البرنامج الهرمي الصادر عن جامعة هارفارد المعتمد على ادخال أغذية بروتينية تتضمن لحوم حمراء وبيضاء، وهكذا.

وألفت إلى أنَّ بعض المجموعات الغذائية قد تتموقع في مناطق مُختلفة من مواقع الأهرام الغذائية المتنوعة؛ حيث يُحدد هذا الأمر طبيعة الصياغة الموضوعة لكل برنامج. ففي بعض البرامج نرى موقع البروتينات يقترب من القاعدة (كما هو الحال في البرامج الغذائية الهرمية الرياضية، أو كما هو الحال عند بعض المرضى)، بينما نراه يبتعد منها ليقترب من القمة في برامج أخرى، وهكذا.

ولو تأملنا بشكل سريع في بعض صور برامج الغذاء المختلفة (التي أستعرضها صوريًا بعد هذه الفقرة)، وفي طبيعة ترتيب مجموعاتها الغذائية وعدد الحصص المخصصة في كل مجموعة والجهد المناسب لكل هرم غذائي الواجب بذله بشكل يومي ليتحقق الهدف من تطبيقه لَفهمنا حقيقة ما يهدف له كل واحد منها.

فالبرنامج- أدناه- مثلًا (المُسمى بالهرم المُعالج)، من جامعة ميشيجن: -


والبرنامج في الصورة التالية صادر من جمعية الزراعة الأمريكية والمُصاغ خصيصًا للأطفال: -


وهذا البرنامج (كم تُوضحه الصورة التالية) من جامعة كاليفورنيا لعام 2005م: -


وهذا التوضيح الهرمي يُسمى بالمثلث السويسري للرياضيين: -


وهذا المثلث الغذائي خاص بدكتور "لو دوجز" لعام 2015م، وهو برنامج حديث مُختلف لحد كبير عن بقية البرامج في طبيعة بنائه الهرمي (ويُوجد اشباه هرمية له في بعض المؤسسات): -


وخلاصة كلامي هو أنَّ التزام الشخص ببرنامج هرمي غذائي محدد يستوجب منه أيضًا الانتباه لشروط نفس البرنامج وعدد الحصص الواجب التقيد بها في كل مجموعة ليتحقق الهدف المنشود من تطبيقه له.

الأمر الأهم هو أنَّه ومع تنوع كل هذه البرامج فإنَّ غالبها يسعى لتحقيق هدف واحد مشترك ولكن بمجموعات غذائية مختلفة وممارسة رياضية مدروسة للفئة المُستهدفة من قبل نفس البرنامج.

ومن جهة أخرى فإنَّ هذه البرامج هي أيضًا برامج متغيرة وليست ثابتة يحكمها تغير نمط الحياة العام وتوفر بعض الأغذية من عدمه ودخول عادات غذائية جديدة وتغير أمزجة الناس تجاه بعض هذه البرامج!

وعليه، فالبرامج الهرمية مُختلفة وبمجموعات تراكمية مُتعددة وبكميات حصصية مدروسة، إلا أنَّ الشخص يجب عليه أنْ يعي تمامًا طبيعة تلك البرامج والهدف من صياغتها بتلك الهيئة وذلك البناء الهرمي؛ فما يُناسب فئة مُعنية قد لا يُناسب فئة أخرى وما يُناسب منطقة جغرافية محددة قد لا يُناسب غيرها؛ بل وأنَّ ما تم صياغته بناءًا على مُعطيات تُناسب أيدولوجيا عقدية أو أخلاقية معنونة بعنوان خاص قد يستدعي دعم بالمُكملات الصيدلانية الضرورية، أو قد يكون من النوع الذي يستدعي بذل جهد ثابت وبشكل يومي، وعلى هذا نقيس. فلا يجوز- مثلًا- أنْ نختار هرم غذائي من مؤسسة مُعينة فنُغير فيه بما يتناسب وأمزجتنا، لأنَّ ذلك (وكما أشرنا آنفًا) سيعني إختلال التوازن الغذائي للعناصر الواجب التزود بها من قبل نفس النظام.

ومن هنا: يأتي السؤال الأهم والأخير، الموجه لك (عزيزي القارئ): ما الذي تُريد أنْ تحققه أنت (وليس أي شخص آخر) لجمسك وبما يتناسب وصحتك البدنية؟ لتُحدد بعدها طبيعة النظام الهرمي المدروس الواجب اتباعه (من قبل المؤسسات الغذائية المسجلة في المنطمات الصحية المُعتَمَدة، وليس من قبل محلات المُتاجرة بصحة البشر كبعض محلات الكوافيرات والمصحات الربحية)؟

وفي الأخير لا يسعني إلا أنْ أدعو لكم بالصحة والعافية ودمتم سالمين،،،

0 comments:

Post a Comment