Monday 30 January 2017
January 30, 2017

تطهير الصحون والأواني المنزلية بالكلوريكس



تسأل الكثير من ربَّات البيوت اللاتي يعتمدن على الكلوريكس (أو على المواد الكيميائية المُبيّضة الأُخرى الشبيهة به والتي تنتمي لنفس الفصيلة) في تطهير الصحون والأدوات المنزلية عن الطريقة المُثلى لاستخدامه.

وقبل التطرُّق لمحاور الإجابة، لابد أنْ أذكر في افتتاحية هذه النشرة بأنَّ هذا السؤال هو من الأسئلة المُهمة الواجب التوقّف عندها، خصوصًا في ظل الفوضى والتجاوز الذي يحدث من قبل البعض عند استخدامهم للكلوريكس (أو ما شابه من مُبيّضات كيميائية) عند تنظيف الصحون والأواني المنزلية. 

ويجب أنْ لا يُفهم من هذا الشرح أنَّه دعوة عامة لاستخدامه، بل هو شرح يأتي في سياق سؤال بعض الأسر عن مدى امكانية ادخاله في عملية التنظيف والتطهير فقط، ومتى ما لزم الأمر له؛ فلاحظ.

وبدايةً أذكر لكم بأنَّه قبل تطهير الصحون والأواني المنزلية بالكلوريكس (المُبيّض الكيميائي الاعتيادي) - من أجل تحقيق الغرض المنشود من وراء استخدامه - فإنَّه لابد من البدء أولًا بغسلها بالماء والصابون من أجل إزالة العوالق الغذائية البيولوجية الموجودة عليها. والسبب الرئيس الذي يدفعنا للقيام بهذه الخطوة كانطلاقة أولية هو أنَّ المواد البيولوجية الموجودة على تلك الأطباق والأدوات قابلة لأنْ تتفاعل مع الكلوريكس مُبطِلةً مفعوله. 

أمَّا خطوة استخدام الكلوريكس في عملية التطهير فتأتي كخطوة ثانية (وهو ما لا يلتفت له الكثير من ربَّات البيوت)، وذلك من خلال نقع الصحون لمدة لا تقل عن دقيقتين في سائل الكلوريكس المُخفّف (وليس المُركّز المأخوذ من العبوة مُباشرةً كما يفعل البعض خطأً)، الذي تم تحضيره بإضافة ملعقتين صغيرتين من الكلوريكس في جالون من الماء (أي إضافة ما مقداره عشر ملليتر من الكلوريكس تقريبًا إلى حدود 3.8 لتر من الماء، من أجل الحصول على تركيز في حدود 200 جزء من الكلوريكس في مليون جزء من الماء: 200 ppm). وهو تركيز يحقق الهدف الذي من أجله تم استخدام الكلوريكس أو أي مادة شبيهة له من عوائل المُعقِّمات الكيميائية مع الأدوات العامة منزليًا.

وتستطيع ربَّة البيت أخذ المقدار المُناسب لها من هذه الكمية لتطهير الصحون ومن ثَمَّ حفظ الباقي؛ بل وتستطيع أيضًا تحضير كمية أكبر لو أرادت وذلك من خلال مُضاعفة المقادير؛ كأنْ تُضيف مثلًا 6 ملاعق من الكلوريكس في ثلاثة جالونات من الماء، وهكذا. هذا في حال أرادت الإحتفاض به حتى حين آخر.

ومن ثَمَّ - في الخطوة الثالثة - (أي بعد نقع تلك الأدوات والأطباق في سائل الكلوريكس المُخفّف)، يتم غسل تلك الأدوات والأطباق بالماء جيدًا مرة أخرى، ومن بعدها يتم تجفيفها عن طريق تعريضها للهواء.

والطريقة هذه هي الطريقة المثالية لتطهير الصحون والأدوات المنزلية - على وجه الخصوص - لمن يُريد أنْ يُطهرها بين الفينة والأخرى من أجل القضاء على الميكروبات الإعتيادية المتوقّع ظهورها على أواني وأطباق المطبخ وبقية أدوات المنزل العامة (لأنَّ استخدام الكلوريكس في المصحات الطبية يأخذ مسار مختلف واحتياطات تخصصية مُغايرة بحسب الغاية المُراد تحقيقها من استخدامه)؛ والطريقة المنزلية هذه هي الطريقة الضامنة أيضًا لعدم تعرّض ربّة البيت لأي أثار صحية غير مرغوب فيها جراء الزيادة المُبالغ فيها في استخدام الكلوريكس التي لن تغيّر من القضية شيء، سوى الرائحة النفاذة المؤدية للجهاز التنفسي ولبقية الأنسجة المُخاطية الحسّاسة الشاملة لأغشية العين والجيوب الأنفية وما شابه من أنسجة مفتوحة، والمؤثِّرة أيضًا على بشرة اليد الخارجية وما شابه من مشاكل صحية، والمُغيّرة كذلك لألوان أسطح المطبخ الخارجية وبقية المواد التي تقع عليها. 

ولابد من الانتباه هنا إلى أنَّ عملية التطهير بالكلوريكس يجب أنْ لا يتم القيام بها مع الصحون المعدنية المصنوعة من غير مادة "الستينلس ستيل" (stainless steel) كالنحاس وما شابه من معادن لأنَّها تتفاعل سلبيًا معه مِمَّا يُغيِّر من لونها وجودتها، وأنْ لا يتم القيام بها أيضًا مع الألمنيوم أو الفضة أو تلك الأواني المصنوعة من مواد بيولوجية طبيعية كالعاج وغيرها من مواد ذوات قوام صلب وتركيب بيولوجي.

أمَّا الأمر الأخر الواجب التنبّه له في هذا المجال فهو أنَّه عند وجود فائض من سائل الكلوريكس المُخفّف فإنَّ ثباته وتماسكه عند التخزين سيعتمد حينها على عدة عوامل من أهمها: جودة الماء المُستخدَم عند تحضيره. فالمياه العَسِرة - مثلًا - التي تحتوي على كميات كبيرة من الأملاح والمعادن تتفاعل مع المادة النشطة الموجودة فيه (أي مادة: هايبوكلورايت الصوديوم) عند التخزين، مما يُسبِّب تفكّكها إلى ملح وماء مُبطِلةً مفعولها. لذا، فإنَّه في حال كان الماء المُستخدَم في عملية التحضير مالحًا، فإنَّ الاكتفاء بتحضير الكمية المُناسبة لحجم الغسيل سيكون هو الحل المثالي.

وعليه، أُؤكِّد في هذه النشرة أنَّه لا خوف من استخدام الكلوريكس في حدوده المُشار لها أعلاه وبالطريقة المُبيَّنة لِمَن يُريد فقط أنْ يُعقِّم أدواته المنزلية به (ودون أنْ يُفهم مِمَّا تقدَّم أنَّه دعوة عامة لإستخدامه)، حيث أنَّ عدم استخدامه لمِنْ لا يرى الحاجة له هو الأمر الاعتيادي عند غالبية الناس. وما أنْ يتم تجاوز تلك الحدود وتلك الطريقة فإنَّ ربّة البيت على وجه الخصوص وأفراد العائلة عمومًا سيكونون – بما لا شك فيه - عرضة لأثاره السلبية التي لا يُحمَد عُقبَاها.

0 comments:

Post a Comment