Thursday, 5 March 2015
March 05, 2015

الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة: المضاد الحيوي الطبيعي


يتداول البعض- في هذه الأيام- أخبار حول العلاج بـِ: [الشرب من ترمس ماء يحتوي على "جنيه فضة فرنسي"]؛ حيث أخذ هذا الموضوع مساحة إعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي! فما هي حقيقة هذا الاعتقاد؟ وهل له أي مصاديق علمية؟

وحتى نبني قاعدة علمية نرتكز عليها فيما يتعلق بالموضوع عنوان هذه القضية، فإنه لابد- أولًا- أن نبدأ بمقدمة تعريفية لِماهية عنصر الفضة- بشكل عام- وعلاقته بالجانب الصحي مُنطلقين مما هو مسجل علميًا ومدروس بحثيًا ومُلاحظ طبيًا.

هنا نذكر في مطلع هذا التحقيق بأن الفضة (كما هو موثق في هذه الأيام) هي من العناصر الطبيعية الموجودة في التربة، ولكن بكميات قليلة؛ وهي من المعادن الضرورية التي تحتاج إليها معظم، إذا لم يكن كل الكائنات الحية المُعقدة (النباتية والحيوانية المتطورة)؛ بل وتُعَّدُ مضادًا حيويًا طبيعيًا فَعَّالا وواقيًا من الأمراض الميكروبية، ولا يوجد خلاف على هذا البتة.

وقبل البدء في مناقشة المراجعات المُختلفة، فإنه حريُ بنا أن نبدأ بتعريف مصطلح "الغَرَويِة" (Colloidal)، والذي سيُرافقنا حتى نهاية هذا التحقيق، والذي يعني (في علوم الكيمياء): ["المادة الذائبة في مادة سائلة أخرى، والمُنتشرة والمتوزعة بين جزيئتها- على المستوى المجهري- بالتساوي"]. ويجب أن نُميز خلال هذا النقاش بين كل من: "الفضة" وَ"الفضة الغروية" وَ"نترات الفضة" أو أي عبارة أخرى تحوي كلمة "فضة"؛ حيث أن كل من هذه العبارات تُشير لمستحضر من الفضة يختلف عن أقرانه.

مقدمة


إن أهم ما تم الإشارة له من مُستحضرات الفضة المذكورة سابقًا، هو "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" (Colloidal Silver)؛ فعندما يتم تصنيعها بطريقة صحيحة وسليمة فإنها تصبح غير سامة وبدون طعم (وهنا نضع خطين تحت عبارة "طريقة صحيحة وسليمةَ"!)؛ وتكون حينها صالحة للتطبيق طبيًا على الجسم البشري (داخليًا وخارجيًا)؛ حيث تعمل حينها على كامل طيف الميكروبات الممرضة، وتكون صالحة للاستخدام كمطهر يعمل على التقليل من طول وحدة الكثير من الأمراض الميكروبية. ولهذه الأسباب- وغيرها من عناوين لا يسعى المجال لتغطيتها في هذا التحقيق المبني على الاختصار- فإن "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" قد أثبتت على أنها أحد الاكتشافات المُثلى في عالم الوقاية من الأمراض، وكأحد المواد الطبيعية في مجال العناية الصحية (كما ينقل علماء وباحثوا هذا التوجه العلمي). فما هو أصل وحقيقة هذا الخلاصة البحثية؟ ومن هنا سنُراجع النصوص البحثية والتاريخية المُرتبطة بهذا الأصل على طريقة "البناء المعلوماتي"!

الفضة في الحضارات القديمة


حينما نقوم بإعادة النظر ونتصفح كتب تاريخ الشعوب السابقة، سنُلاحظ بأن الفضة- بشكل عام- قد اُستخدمت من قبل العديد من الحضارات التي تشكلت عبر العصور السابقة، وفي مختلف مناطق العالم؛ ومن أمثلة ذلك أنه يُذكر بأن اليونانيين القدماء كانوا يزخرفون أوعية طعامهم وشرابهم (على وجه الخصوص) بالفضة؛ وإن ذكرنا لليونانيين لا يعدو سوى مجرد مثال على حضارة من الحضارات القديمة، وإلا فإن غيرها من حضارات سابقة قد سلكت نفس المسلك في تعاملها مع عنصر الفضة؛ بل وكان أطبائهم يستخدمون زهرة الفضة (غبار الفضة الناعمة) لتطهير الجروح؛ وهو الأمر الذي نُقِل عن أبقراط (370-460 قبل الميلاد)؛ فهل كان هذا- فقط- من باب الترف؟ أم أن له مغزى اعتقادي آخر مرتبط بخصائص ومزايا ما يملكه هذا العنصر الثمين؟ (ونحن هنا لا نطلب إجابة على هذا السؤال، إنما نُثيره كاستفهام عام يستحق منا أن نتوقف عنده مُتأملين في تأثيراته الحيوية- إن حقًا وُجدت- المُعتمدة على ما هو موثق من بيانات حديثة!)؛ بل وخصوصًا حينما يكون هناك من الباحثين في زمننا الحالي من يربط ذلك الاستخدام بحقيقة تأثيراته البيولوجية. ليس هذا فحسب، بل أن المقدونيين (وكما سُجل عنهم) كانوا يستخدمون أباريق الفضة لنقل المياه. وتبعهم بعد ذلك العرب في علاج بعض الأمراض (كما نقل البعض عنهم). ولقد استخدم الصينيون الوخز بالإبر المصنوعة من عناصر مُختلفة منذ 7000 سنة تقريبا؛ ولكنهم سرعان ما اكتشفوا التأثير المضاد للميكروبات للإبر الفضية، مما جعل البعض منهم ينتقل للإبر الفضية عند العلاج بالوخز. ولاتزال الفضة تُستخدم- حتى اليوم- في الطب الهندي التقليدي (الأيورفيدا). ولا بأس بأن نُشير- أيضًا- إلى أن التاريخ قد سجل أن بعض شعوب الدول الغربية كانت تضع عملة فضية في وعاء الحليب لحفظه من الميكروبات (دون تبريد)؛ وهو الأمر الذي قد يُربط بحقيقة ما تم تداوله حول "جنيه الفضة الفرنسي" كحقيقة تاريخية نستشهد بها، بل ونعدُّها توثيق لبعض الممارسات التي قامت بها بعض الحضارات القديمة، ولا يُقصد بها (خلال هذه المرحلة من هذا التحقيق) لا التوجيه لذات السلوك ولا أي إرشاد طبي للتعافي من أي مرض، ما لم نتحقق منه أولًا خلال بنائنا للمعلومات المتعلقة بالعنوان موضوع القضية! والذي ستأتي تفاصيله خلال السطور اللاحقة من هذه المراجعة!

اكتشاف المضاد الحيوي الشامل


تُعَّدُ الفضة أحد العناصر المُضادة للميكروبات، والتي تعمل على طيف واسع من الميكروبات (وهذه حقيقة لا يوجد خلاف عليها عند تطبيقها- بشكل عام- في أي وسط بيئي). وحينما يتم استخدام الشكل المُتجانس منها (المُشارة له في المقدمة)، فإنها تكون مُناسبة للعديد من التطبيقات الطبية المتعلقة بعلاج الأنسان؛ وتكون حينها غير سامة. ولقد تم إثبات أن "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" تعمل ضد المئات من حالات الأمراض المعدية؛ علمًا بأن الميكانيكية الحقيقية للتأثير الميكروبي لـ "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" لم يتم الوقوف عليه بشكل كامل، إلا إن النظرية الأكثر قبولًا في هذا المجال هي أن "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" تعمل على تعطيل الأنزيم المسؤول عن عمليات البناء، والذي تستخدمه الأشكال المُختلفة من البكتيريا والفيروسات والفطريات (وسنُبين هذا الأمر لاحقًا). ويجب الإشارة إلى أنه- في عالم الأبحاث- لا يُكتفى بالأخذ بتأثير المواد على العوامل المُمرضة، بل أنه يجب أيضًا في الجانب الآخر التأكد من عدم سمية نفس المادة على الأنسان (وهو ما سيأتي تباعًا في السطور القادمة).

بحوث ودراسات أولية


لقد ذكر العالم "ريفلين" (Ravelin) في عام 1869م بأن للفضة- بجرعات ضئيلة- فَعَّالية ضد الميكروبات الممرضة. وفي عام 1881م، كان العالم "بليبزيغ" (Leipzig) يوصي بوضع محلول مكون من 1% من نترات الفضة في أعين الأطفال حديثي الولادة من أجل منع الالتهابات الميكروبية؛ وكان حينها يحصل على نتائج مبهرة، حيث ساعد ذلك على خفض الالتهابات لتلك الفئة العمرية من 10% إلى 2%؛ مما أدى إلى تعميد هذه الممارسة بشكل رسمي في كل من أمريكا ومعظم الدول الأوروبية. وفي عام 1893م، اكتشف عالم النبات السويسري "كارل فليم فون نجالي" (Carl Wilhelm von Nägeli) أن تركيز 0.0000001٪ فقط من "الفضة الغَرَويِة" يكفي لقتل طحالب المياه العذبة الخضراء التي تنمو وتتكاثر في شكل خيوط.

إعادة اكتشاف "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة"


إن رجوع فكرة العلاج بالفضة لعالم الطب الحديث بدأ في السبعينيات من الألفية السابقة؛ حيث بدأت شرارة هذا اللهيب المتعلق بفكرة العلاج بالفضة بالاشتعال مرة ثانية حينما استلم الدكتور "كارل موير" (Carl Moyer)- عميد قسم الجراحة في جامعة "ست لويس في واشنطن" (University of Washington - St. Louis)- دعمًا ماليًا من أجل تطوير علاجًا مناسبًا لضحايا الحروق. ولم تقتصر الدراسة على الدكتور "كارل موير"، بل شارك معه الدكتور "هاري مارجراف" (Harry Margraf)- والذي كان أحد طاقم العمل والتدريس في نفس الجامعة، وكان عميدًا لقسم الكيمياء الحيوية آنذاك-؛ ولقد أتسعت دائرة الدارسة ليُشارك معهما-حينها- مجموعة من الجراحين. ولقد عمدت كل المجموعة الطبية البحثية على إيجاد مطهر فَعَّال وآمن عند تطبيقه على مساحات كبيرة من الجسم المُتأكل بفعل الحروق من الدرجة المتقدمة. ولقد قام الدكتور "هاري مارجراف" بمراجعة عامة شملت 22 مركب من المطهرات المضادة للميكروبات، ووجد بأنها (كلها!) لم تكن مناسبة (ولأسباب مُتعددة). فالزئبق- وعلى سبيل المثال- كان مناسبًا كمطهر، إلا أنه كان سامًا. ولقد علق الدكتور "هاري مارجراف" على ذلك قائلًا: [نستطيع استخدام المطهرات المعروفة على مساحات صغيرة من الجسم فقط]. وأضاف: [بأن الميكروبات الممرضة تستطيع أن تبني مقاومة ضد الكثير من المضادات والمطهرات الحيوية، مما قد يؤدي لنشؤ سلالات متطورة ومقاومة للكثير من العلاجات، وهو أمر في غاية الخطورة]؛ ويُضيف- أيضًا- قائلًا: [بأن هذه المركبات المطهرة ليست فَعَّالة بما فيه الكفاية ضد الكثير من الميكروبات الممرضة، والتي تشمل الكثير من السُلالات القاتلة لمرضى وحدة الحروق، سميا البكتيريات الزرقاء المُخضرة والتي تُسمى بـ "البكتيريا الكاذبة المحبة للهواء" (Pseudomonas aeruginosa)، والتي دائما ما تظهر على الجلد المُتأكل أثناء الحروق مطلقةً سمومًا خطيرةً].

ومن خلال مراجعة النشرات الطبية، وجد الدكتور "هاري مارجراف" مصادرًا متعددةً- بل ومتكررة- عن الفضة. ولقد وصفت في معظم تلك المصادر: "بأنها من المواد المنشطة- أو المحفزة- التي تعيق تنفس الكائنات الدقيقة من خلال حرمانها من أنزيماتها الاستقلابية فتقتلها". ولقد بقيت هذه النظرية الأكثر قبولًا في عملية قتل البكتيريا والفيروسات والفطريات وبقية الأنواع الميكروبية. وبالاعتماد على ما قدمته تلك المصادر من فهم لميكانيكية عمل الفضة، فإن الميكروبات سرعان ما تموت بعد أن تتعرض لها.

ولهذا، فقد عَمِد الدكتور "هاري مارجراف" لشرح طريقة استخدام أفضل وأشهر مركب من مركبات الفضة المعروفة آنذاك، ألا وهو "نترات الفضة". ومع العلم من كل هذا، فلقد كانت "نترات الفضة" المُرَكَّزة حارقة للأنسجة ومؤلمة جدًا (ربما لكبر حجم جزيئتها كما وضحنا آنفًا). وعليه، فلقد قام "هاري مارجراف" بتخفيف "نترات الفضة" إلى محلول بنسبة 5% فوجد أنها تقتل "البكتيريا الكاذبة المحبة للهواء" (Pseudomonas aeruginosa)، مما ينتج عنها التأم وشفاء الجروح؛ بل ولاحظ- أيضًا- بأن الكثير من الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية والشرسة تختفي تمامًا. إلا أنه لم يغِب عن بال "هاري مارجراف" بأن "نترات الفضة" لم تكن هي المركب المثالي في التطبيقات الطبية؛ حيث أنها كانت: (1) تسبب اضطراب في التوازن الأيوني العام لأملاح الجسم، و(2) كانت كثيفة وصعبة وثقيلة عند الاستخدام، بل و(3) كانت تصبغ كل شيء تلامسه. وعلى إثر هذه النتائج قام "هاري مارجراف" بالبحث عن مُستحضر آخر من مستحضرات الفضة القابلة للتطبيق الطبي. ونظرًا لجهوده المُستمرة، ظهرت مئات الاستعمالات الطبية الجديدة للفضة. ولقد وجد "هاري مارجراف" بأن المجلات الطبية- المنشورة منذ مطلع عام 1900م- قد استعرضت المستحضر الأفضل للفضة، والذي وُصف من قبلها على أنه "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" (Colloidal Silver)، والذي تم وصفه في معظم تقارير ودراسات من نُشر عنه في ذلك الوقت بأنه محلول الفضة الوحيد الذي لا يترسب تحت الجلد مهما كانت كمية وعدد مرات تطبيقاته المستخدمة.

إلا أن تلك النتائج لم تحجب إطلالات وهجوم (كما هي العادة عند تقديم أي أفكار جديدة!) المشككين فيما يتعلق بحقيقة فَعَّالية الفضة كمادة نشطة ومطهرة، مصطادين تلك النتائج البحثية في مستنقع الأخطاء؛ حيث أن ما ساعد على إثارة معظم تلك التعليقات النقدية التي وجهت لـ "هاري مارجراف" وما جاء قبله من تقارير بحثية حول الفضة، هو أن حقيقة ما كان يُطلق عليه بـ "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" والمُشارة لها في تلك النشرات والمُراجعات- منذ مطلع عام 1900م، والتي عمل "هاري مارجراف" على دراستها- كانت غير "غروية ومُتَجَانِسة" بمعناها الحقيقي، بسبب أن تموينها لم يكن بطريقة سليمة وتحضيرها لم يكون بطريقة صحيحة ولم تكن ثابتة عند استخدامها. وما أن تم التعرف بشكل كامل على أن طبيعة ما سُمي بـ "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة"- في العقود السابقة- كانت متأثرة بطبيعة عوامل التحضير المُختلفة، حتى تم التوجه لمعالجة الأمر من خلال المحاولات المتعددة والتي على إثرها ظهرت في عالم الطب مطهرات "الفضة الغَرَويِة" المُحضرة تحضيرًا مُتجانسًا. ومن بعدها تم تقديم مواد أخرى من مستحضرات الفضة في الأسواق الأمريكية وغيرها من أسواق عالمية مُختلفة؛ إلا أن معظم هذه المركبات لم تصمد أمام تحديات عوامل البقاء المُختلفة كالثبات والاحتفاظ بفاعلياتها التطهيرية، مما أدى لتأثر قيمتها بسرعة؛ وعند إعادة فحصها مخبريًا، لوُحظ أنها لا تحتوي على التركيبة النشطة عند استخدامها في عملية التطهير.

ولقد ذكر العالم "ثومبسون" (N. R. Thompson)، في السبعينات من الألفية السابقة، وهو ما تم الإشارة له في كتاب "الكيمياء العضوية الموسعة" (The comprehensive inorganic chemistry) أن: [فَعَّالية الفضة بمقاديرها القليلة، لا تختلف عن أقوى أنواع المطهرات الكيميائية؛ وفي ذات الوقت لا تكون مؤذية للإنسان ولا لمجمل الحيوانات الثدية؛ وهذا ما يعطيها إمكانية أكبر للاستخدام كمطهر ومضاد].

وبالاعتماد على فحوص مراكز الأبحاث، فقد تم توثيق أن الميكروبات الممرضة والفيروسات والفطريات تموت عند تعرضها لـ "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" ولو لبضع دقائق؛ حيث اقتضت البحوث التي قام بها "لاري فورد" (Larry C. Ford)- الاستشاري في قسم النساء والولادة في جامعة كاليفورنيا (لوس أنجلس)، ومركز العلوم الصحية- (The Department of Obstetrics and Gynecology, UCLA School of Medicine, Center For The Health Sciences) في تقرير أرسله بتاريخ 1 نوفمبر من عام 1988م، والذي أفاد فيه ما نصه: [لقد درست وبحثت في محاليل الفضة مستخدمًا مقاييس فحوص المضادات الحيوية المُعْتَمَدَة للمطهرات الميكروبية؛ ووجدت بأن محاليل الفضة كانت فَعَّالة ضد العديد من الميكروبات الممرضة عند تركيز 10 ميكروبات لكل مليلتر، والتي احتوت على البكتيريا السبحية فئة "أ" المُقيحة (Streptococcus pyogenes)، والبكتيرية العنقودية الذهبية اللون (Staphylococcus aureus)، والنيسيريا التناسلية (Neisseria gonorrhea)، والطفيليات التناسلية الأنثوية (Gardenella vaginalis)، والسالمونيلا التيفوئيدية (Salmonella typyi)، والكثير من الميكروبات المعوية الممرضة، بل والفطريات الخميرية البيضاء والتي من ضمنها: (Candida albicans) وَ(Candida galibrata)، وفطريات أخرى ممرضة كـ (Malassezia fufur)، بل وغيرها الكثير من الجراثيم الشرسة].

ولقد اقتضت بحوث "جم بول" (Jim Powell)- والتي نشرها في (Science Digest)، في مارس من عام 1978م- والتي جاءت بعنوان "ميكروباتنا المحاربة والمقتدرة" (Our Mightiest Germ Fighter)، أن يعلق قائلًا: [شكرًا لتلك البحوث التي ساعدتنا على فتح عيوننا على حقيقة عنصر الفضة الثمين، والذي يطل على الطب الحديث كعلاج مدهش بفَعَّاليته؛ والذي يُعَّدُ كمضاد حيوي قاتل لما يُعادل نصف الأمراض التي تسببها الميكروبات، بل أنه يقتل ما يُعادل 650 سلالة مقاومة وشرسة؛ في الوقت الذي لا نُلاحظ- عند استخدامه- بروز أي سلالات جديدة مقاومة من الميكروبات الممرضة المعرضة له. ليس هذا فحسب، بل أن الفضة كما تُشير له معظم الأبحاث التي قمنا بها غير سامة للإنسان]. ولقد لَخَّص الدكتور "هاري مارجراف" (Harry Margraf) كل تلك العبارات في عبارته المُسجلة، وهي: [إن الفضة هي أفضل محارب ميكروبي لدينا].

لماذا "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" (Silver collide)؟


عند الابتعاد عن العمومية والبدء في الحديث عن مركبات الفضة الخاصة (أخذين بعين الاعتبار الآثار الجانبية على المدى البعيد وعلى المدى قريبًا في آن واحد، خصوصًا حينما نعرف بأن أعداد مركبات الفضة التي كانت مستخدمة في القرن التاسع عشر قبل الميلاد قد وصلت إلى 60 مركب من الفضة، وكانت موجودة على قائمة الأدوية المُسجلة)، فإننا لابُد وأن نُحدد أن محور حديثنا الذي نُعاود التأكيد عليه هو: "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة"، والتي ذكرنا بأنها تعمل كمُطهر من خلال إبادتها للكثير من الميكروبات وعلى اختلاف أنواعها وخلال دقائق من تطبيقها، وحتى بتركيزات ضئيلة (تصل لأجزاء من المليون)؛ والتي عُرفت بصفاتها المضادة للأمراض المُعدية عند الأنسان، والتي كانت مستخدمة بكثرة عند الأطباء قبل تطوير المضادات الحيوية، سيما في الأربعينيات من الألفية السابقة. أما في هذه الأيام، فلقد بقيت عند البعض كما هي تُستخدم لِصفاتها المضادة للبكتريا، سيما كقطرات لعيون الأطفال حديثي الولادة؛ بل واتسعت دائرة استخداماتها لتضعها على قائمة مضادات الحروق المُتقدمة، وفي فلاتر الماء، وغيرها من استخدامات مُشابهة. بل أنها بدأت تعود تدريجيًا لدائرة التطبيقات الطبية بعد أن زادت مقاومة البكتيريا للكثير من المضادات الموجودة حاليًا (وإن كان ذلك بشكل خجول!). فلماذا "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة"؟

إن من مزايا "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة"- عند مقارنتها ببقية مركبات الفضة الأخرى- أنه ليس لها تلك الأثار الجانبية، بل وتُعَّد (كما يذكر بعضهم) مادة آمنة وخالية من السمية عند تطبيقها على الأطفال والبالغين والحيوانات الثدية، خصوصًا حينما تُعطى في الحدود المنصوص عليها؛ حيث أن الفضة المُتَجَانِسة- كما يتم تسويقها اليوم- تحتوي تراكيز بين 1 إلى 5 أجزاء من المليون. ونظرًا لمقدرة الجسم على معالجة الذرات الصغيرة جداً من الفضة المُتَجَانِسة، فإن ذلك يجعل من تراكمها في الجسم أمرًا غير قابل للتحقق (حيث أن الفائض منها يُطرح خلال عمليات الإخراج)، وعلى عكس غيرها من مركبات الفضة الأخرى؛ وهو ما تم التأكيد عليه من قبل مركز السيطرة على المواد السامة في وكالة الوقاية البيئية الأمريكية (EPA). ومن هنا نفهم، أن ما تقدمنا به مفاده أن الأحياء المُعقدة (التي تتكون من أكثر من خلية) لا يبدو أنها تتأثر سلبًا بها، على عكس وحيدات الخلية (كالبكتيريا)؛ أما حينما ترتبط بعناصر أخرى فإن ذلك لا يلغي تأثيرها ضد الميكروبات، إنما يجعل منها مركبات ذوات حجم كبير (كما هو الحال في نترات الفضة) والتي من آثارها غير المرغوبة تصبغ الأنسجة بلونها (كما ذكرنا آنفًا)، خصوصًا الجلد والأنسجة المُخاطية؛ ويُعزى هذا إلى أنه عندما يتم حملها بواسطة سائل اللمف (في الجهاز اللمفاوي)، فإن المطاف الأخير الذي تنتهي به هو الجلد مما يؤدي إلى تَصَبُّغه باللون الأزرق؛ ويحدث هذا حينما يسقط الضوء على جزيئات الفضة فيغمق لونها. ولقد تم الإشارة لهذا في تقرير تحدث عن الفضة تصبغ الأنسجة باللون الأزرق، صدر من قبل الحكومة الكندية في أيلول من عام 1986م، حيث لم ينتبه حينها الكنديون لحقيقة أن كبر جزيئات مركب الفضة كانت هي السبب، ويُدّلِّل على ذلك عبارتهم التي جاءت في نفس التقرير والتي تقول: [إن نوعية الفضة التي تسبب تصبغ الجلد في الإنسان غير معروفة تماماً]؛ ولكن العالمان "هيل" وَ"بيلسبري" (Hill and Pillsbury) قد لاحظا- بعد ذلك- أن حقن 1000ملجرام من الفضة بهيأة "فضة أَرْسفينامين" (silver arsphenamine) سببت تلك الحالة؛ أي أن الحقنة لم تكن بـ "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" الصغيرة في الحجم، بل بمركب من الفضة كانت حجم جزيئاته كبيرة مقارنة بـ "الغَرَويِة المُتَجَانِسة".

وللتوضيح، فإن "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" هي نتاج لعملية كهرومغناطيسية، تسحب فيها جزيئات مجهرية من قطعة أكبر من الفضة إلى سائل حامل لها مثل الماء. والفضة بجزيئاتها الصغيرة- كـ "الغَرَويِة المُتَجَانِسة"- لها فوائد كثيرة منها: (1) أنها تستطيع اختراق الجسم والتجول فيه بسهولة أكبر؛ (2) تعمل كمادّة محفزة؛ (3) تثبط الأنزيم الذي تستخدمه كل أنواع البكتريا أحادية الخلية والفطريات والفيروسات لأجل استقلاب الأكسجين فيها (كما ذكرنا سابقًا)؛ (4) وعلى خلاف المضادات الحيوية، لم يعرف عنها أبداً أنها تطور سلالات مقاومة؛ وهو ما أكد عليه العالم "جم بول" (Jim Powell) في مقالته المنشورة في عام 1978م (والتي أشرنا لها في السطور السابقة). والشيء بالشيء يُذكر، فإن المضادات الحيوية ربما تكون فَعَّالة فقط ضد مجموعة محددة من أشكال البكتريا والفطريات، لكنها لا تؤثر أبداً على الفيروسات!

نُعاود طرح السؤال السابق: أينطبق ما تقدم على "جنيه الفضة الموضوع في ترمس الماء"؟

نظرًا لتمتع الفضة بخصائص علاجية واسعة جداً، فقد جعل هذا الأمر الباحثين يصابون بالدهشة مرة تلو الأخرى. ولقد كتب "لفريد سيرال" (Alfred Searle)، مؤسس تكتل الصيادلة في عام 1919م، ما فحواه: [تستمر قوة الفضة بإثبات نفسها عبر العالم في التطبيقات الحديثة، حيث يَستعملُ الأطباء مركبات الفضةَ في 70% من مراكز علاج الحروق في الولايات المتحدة؛ بينما تعتمد معظم الخطوط الجوية (والتي من ضمنها: الخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية السويسرية وشركات طيران إسكندنافية و"لوفتانزا" و"أولمبيك" والخطوط الجوية الفرنسية وشركات طيران المحيط الهادي الكندية والإيطالية والـ "كي إل إم" وشركاتَ طيران اليابان) على الماء المعالج بالفضة لتقليل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالماء؛ وتستخدم "ناسا" (NASA) نظامًا لمُعالجة الماء بالفضة في مركبات الفضاء كما فعل السوفييت ذات الأمر من ذي قبل؛ بل حتى أن الشركات اليابانية تزيل مركبات السيانيد و أكسيد النتريك المنبعثة في الهواء باستخدام الفضة]. وبالنظر إلى قدرة معدن الفضة على السيطرة على الميكروبات، يُضيف "لفريد سيرل": [كل الكائنات الدقيقة التي اختبرناها كانت حساسة لشوارد الفضة المولدة كهربائياً، بما فيها الكائنات الممرضة المقاومة لكل المضادات الحيوية المعروفة]. ونظراً لإدخال الفضة الآمن في الجسم، يُضيف- أيضًا- ما معناه: [لم يكن هناك في أي حالة من الحالات الإسعافية الطارئة المكشوف عليها أي شكوى من اي تأثير جانبي غير مرغوب فيه للمعالجة بالفضة]. ونُضيف على ما جاء به "لفريد سيرال"، أنه في عام 1928م، قام "كراوس" (Krause) بوضع طلاء من الفضة في أنظمة تنقية المياه المنزلية، لتتوالى تعزيزات استخدام الفضة في عملية تعقيم المياه.

ومن الجدير بالذكر أن نُبين بأن النقود الأمريكية الفضية التي كانت مستعملة في عام 1964م- وما قبل ذلك- تحتوي فضة بنسبة 90%، وَ9% نحاس، وَ1% زنك، وكلها مواد تتمتع بخواص مفيدة إذا استخدمت مع مُذيباتها بالشكل "الغروي المُتجانس"؛ ويجب التنبه إلى أنني قد ذكرت بأنه: [في حال تم استخدامها بالشكل " الغَرَويِ المُتَجَانِس"].

ولقد كان البعض (وهذا فقط للتوثيق التاريخي) يقوم بتنظيفها تماماً حتى تلمع ويضعها في خزانات الشرب. وللتوضيح، فإني أذكر هذا الأمر فقط لتضعه في عين الاعتبار، ولا ينبغي على أي أحد استخدامه في الحالات الطبيعية، خصوصًا وأنني أتحدث في هذا التحقيق عن مراجعة تاريخية لبعض التطبيقات، والتي بيَّنت (حتى الآن) فيها أن للفضة مُستحضرات مُختلفة؛ بل ونُضيف على ذلك (وهو من باب البيان العام!) كون أن الشيء بالشيء يُذكر: [يبقى السلك الفضي- المدروسة مكوناته ومعروفة تأثيراته- المادة الأمنة والمضمونة، بل والأسهل عند الاستخدام].

حساسية الأنسان للفضة


وعلمًا من أن للفضة مفعول قاتل للميكروبات (عمومًا) ولجراثيم الماء (خصوصًا)، إلا أننا لابد وأن نذكر ما جاءت به وزارة البيئة في كولومبيا البريطانية في تقرير نشرته في 7 آب لعام 2001م، والذي أكدت فيه على سمية الفضة على جراثيم الماء العذب والمالح، والذي ذكرت فيه أيضًا: [بأن هناك من يتحسس- على غير العادة- من تأثيراتها السمية؛ ومن أمثلة هؤلاء من يعانون نقص في فيتامين "إي" (E)، أو نقص في عنصر السيلينيوم (Selenium)، أو حتى- على النقيض تمامًا- لذا من تحتوي أغذيتهم على كميات كبيرة من السيلينيوم (لا نقصًا فيه)، أو ممن يعانون من أمراض وراثية تكون نتيجتها نقص في عملية استقلاب السيلينيوم أو في فيتامين "إي"، أو ممن لديهم تليف كبدي]. ليس هذا فحسب، بل نُضيف أيضًا على ما جاء في التقرير بأن هناك أيضًا من قد يُعاني من حساسية تجاه الفضة ولأسباب قد تكون غير معروفة وخارج نطاق ما ذكرته وزارة البيئة في كولومبيا البريطانية. إذًا فتأثيراتها الحيوية تُوضع في جانب، وأهمية التنبه للفئة المُتحسسة منه تُوضع في جانب أخر، ليتم بعدها تقييم مدى الاستفادة منه على المستوى الصحي.

احتياج الأنسان اليومي للفضة


تُشير الدراسات إلى أن الحاجة اليومية من الفضة للشخص البالغ تصل إلى ما نسبته 400 مليجرام. ولقد ربط بعض الباحثين بين الحالة المناعية القوية للجسم البشري ونسبة الفضة لديه. وعليه، فإنه (وعلى حد قولهم) في حالات عوز الفضة يكون الشخص أكثر عرضة للأمراض؛ ولو أحتوى الجسم على كفايته من الفضة (كما يُشير بعضهم) لكان كما لو أنه امتلك جهازًا مناعيًا إضافيًا.

مستقبل تطبيقات الفضة الطبية


بالنظر لمجمل النتائج التي تم توثيقها في المجلات العلمية المحكمة من عقود مضت في الألفية السابقة وصولًا ليومنا هذا، نستطيع أن نقول بأن مستقبل "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" يُعَّدُ مستقبلًا مشرقًا (مع ضرورة استخدام عبارة "ولكن!"). ومع كل التطورات التقنية الحديثة، فإنه في حال تم تجنب أخطاء الماضي، وتمت الاستفادة من الكم الهائل مما هو متاح لنا من تقنيات متطورة في وقتنا الحالي، فإن مراكز الأبحاث ستتمكن من الوقاية من- بل ومعالجة الاضطرابات المرضية الناتجة عن- الميكروبات الممرضة.

ومع العلم من أن حقبة الدراسات التي بحثت في استخدام "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" قد طوت ما مجموعه قرنًا كاملًا، إلا أن الأبحاث المُتعلقة باستخداماته الحالية لا تُعَّد كافية. وهنا نؤكد بأنه ومع الازدياد الملحوظ في أعداد الأطباء البشريين وأطباء الأسنان وأطباء البيطرة وأخصائي التغذية والكم الضخم من متلقي الخدمات الطبية، فإن المعلومات المتعلقة باستخدامات "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" في حقبتنا الحالية ستستقطب الأضواء من جديد.

وحري بنا هنا- أيضًا- أن نؤكد مرة أخرى على أن المعلومات المُتعلقة بـ "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" تُثبت بأنها تملك المقدرة على معالجة الاضطرابات المرضية الناتجة عن الميكروبات؛ بل وأن الكثير من الباحثين يعاودون بين الفنية والأخرى إثارة هذا الموضوع وتقديم هذا المطلب ليؤكدوا على أنه يجب ألا يتم تملك تلك الأفكار من قبل أي شركة من شركات الإنتاج على أنه فكرًا جديدًا بحثيًا وعلاجًا فريدًا طبيًا. ومع العلم من أن "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" قد أثبتت امتلاكها لكم هائل من القوة المضادة للميكروبات، إلا أن تاريخها الموثق وبكم ضخم من التقارير الدراسية يُشير- دون أي مُلابسات- لإمكانية استخدامها الآمن ونجاحها في التطبيقات الطبية؛ وأن أعداد الكوادر الطبية والمتخصصين الصحيين المستخدمين لـ "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" من أجل التقليل من طول أمد وحدة المرض الناتج عن الميكروبات الممرضة في نمو طردي وازدياد ملحوظ.

زُبدة هذا التحقيق


من هنا فإننا نفهم بأنه حينما يتم تحضير "الفضة الغَرَويِة" بطريقة مُتجانسة وصحيحة، فإنها تكون- بشكل عام- غير سامة وبدون طعم وبالإمكان تطبيقها على الجسم البشرى عمومًا؛ وتكون حينها مضادة لطيف كبير من الميكروبات؛ وعليه فإنها تقلل من طول وحدة الكثير من الأمراض الميكروبية. ولهذه الأسباب وغيرها من عناوين لا يسعى المجال لتغطيتها بشكل مُفصل (في هذا التحقيق المبني على الاختصار)، فإن "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" قد أثبتت جدارتها كأحد الاكتشافات العلاجية للوقاية والعناية بالصحة الطبيعية، والتي تحتاج لبعض المراجعات الأخيرة من أجل تعميدها بصورة نهائية لذا الجهات الرسمية.

وفي الأخير نؤكد- أيضَا- بأنه مازال هناك بعض المشككين وبعض ردود الفعل النقدية تجاه "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" التي استعملت في العقود الماضية، إلا أن سوء تحضير المحاليل المُتَجَانِسة غير المستقرة قد يكون سببًا لهذا الموقف. أما اليوم (وبعد حقبة زمنية مرت على ما تم توثيقه في الألفية السابقة، من فهم وتحديد لطبيعة مُستحضرات الفضة التطهيرية)، بدأت "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" تعود- بشكل تدريجي- كمضاد ومطهر في المجالات الطبية.

أخيرًا وليس أخرًا، وكما يظهر عند التأمل في مجمل الملاحظات البحثية والدراسية، فإن فَعَّالية وأمان استخدام "الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة" في علاج العشرات من الأمراض الميكروبية المعروفة مازال محصورًا في نظريات وخيال وتصور العلماء والباحثين والأطباء المُشار لهم في هذا التحقيق (كون تطبيقاته الطبية المُختلفة والمُتعددة لم تُعتمد بشكل كامل ونهائي رسميًا من قبل المُنظمات الصحية العالمية!).

0 comments:

Post a Comment