Tuesday, 5 November 2019
November 05, 2019

هل المياه التي تصّب في الحوض البحري للقطيف وسيهات مياه مجاري؟ أم مياه صرف صحي؟


تُسمَّى: "أنابيب الصرف الصحّي"، إلَّا أنَّ هذا لا يكفي، "إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم".

وللتوضيح، فهي - في حقيقة الأمر - تصرِّيف لمياه قادمة من المزارع وما يتم سكبه فيها من مياه غير مرغوب فيها، إلا أنَّ هناك ورش ومصانع تسكب أيضًا مخلفاتها الكيميائية والبيولوجية فيها. وما تشكُّل البقع الوردية اللَّون على سواحل سيهات وتدفق المياه السوداء اللَّون عبر بعض هذه الأنابيب على سواحل القطيف في الماضي القريب إلَّا بسبَّبها! وهذا يُثير ألف سؤال وسؤال حول هذا الموضوع! 

وللمعلومية، فإنّه عندما شممنا رائحتها، ومن ثَمَّ عايَّناها، ومن بعد ذلك أخذنا عينات منها وفحصناها: لم نرى اختلاف في معاييرها مع بقية مياه المجاري. وهنا يكفي أنْ يمر بقربها أي باحث عن الحقيقة في وقت انحسار الماء ليتيَّقن مِمَّا نقول بعد أنْ يشم رائحتها (وهذا بالمناسبة لا يحتاج لمتخصِّص!).

وللإضافة، فإنَّ التصرِّيف الصحي يعني ضرورة التأكّد من أنَّها أصبحت آمنة وصحية على البيئة بمعاييرها المُتعارف عليها عند المؤسَّسات الرسمية على جميع المستويات، ومن ثَمَّ التخلُّص منها بطريقة مدروسة.

فما فائدة تغيير الاسم إذا كانت المعايير واحدة!

والصحيح هنا إذا أردنا توصيفها أنْ نقول: بأنَّها خليط مِمَّا أُصطُلِح عليه بـ "مياه الصرف الصحي" ومياه المجاري القادمة من الاستراحات والمقاهي الخاصة والعامة وصالات الأفراح والمحلات القريبة من السدود والمزارع والطرق السريعة وغيرها من مياه غير صالحة، وهي ملوّثة بشكل كبير بالكثير من الميكروبات والمواد الكيميائية (كما تثبت الفحوص). وما تسميتها بِـ "أنابيب الصرف الصحّي" إلَّا رسم لا يُغيِّر من القضية شيء.

أمَّا على مستوى الإحصاءات (كما وردنا)، فيبلغ عدد هذه المصارف التقريبي من شمال القطيف حتى نهاية بحيرة سيهات في حدود عشرة مصارف رئيسة، ومن ضمنها (كما وردنا أيضًا): خط التصرِّيف الصحي القادم من محطة معالجة مياه الصرف الصحي الواقعة على طريق الظهران السريع.

وعلى كلٍ، فإنَّ أي تحليل بكتيري للمياه أو كيميائي لنسبة الأمونيا وبقية العناصر الكيميائية الخطرة على البيئة من أي جهة مُتخصِّصة (على المديين: القصير والبعيد) سيثبت صحة توصيفنا لها. وما أعنيه هو: أنَّ مَن يريد أنْ يُقدِّم صورة مُتكاملة عن طبيعة المياه القادمة عبر هذه الأنابيب فما عليه إلَّا أنْ يقوم بمُعاينتها وفحصها بيولوجيًا وكيميائيًا خلال مراحل زمنية مُتقطِّعة على مدار العام ليتمكَّن بعدها من وضع النقاط على الحروف.

وعليه، أعاود طرح نفس السؤال عنوان هذا المقال: هل الأنابيب التي تصّبُّ في الحوض البحري للقطيف وسيهات هي: "مياه مجاري"؟ أم "مياه صرف صحي"؟

0 comments:

Post a Comment