بخصوص المقطع الذي بالغ المُتحدِّث فيه عن فوائد القهوة والشاي، بل والدعوة للإسراف في شربهما دون قيد أو شرط!
نُبيِّن التالي:-
- إنَّ الأصل في استهلاك الأغذية: الوسطية وعدم الإسراف (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا). وغالبًا ما يُساء فهم عبارة "الوسطية" من قبل الكثير من الناس، بسبب عدم اطلاعهم على طبيعة المعايير التي تُحدِّد إطارها (ولا يسع المجال لذكرها على نحو مفصل في هذا الشرح المبني على الاختصار). إلَّا أنَّ ما يجب قوله هنا هو: إنَّ الذي يستطيع الحديث عن المقادير والحدود المنصوص عليها في استهلاك مجموعات الأغذية المُختلفة، والقول بأنَّها ضمن النطاقات الوسطية من عدمه، هو المُتَخصِّص والعارف بطبيعة تراكيب هذه الأغذية وكيفية تعاطي الجسم البشري معها عبر تحقُّقه دراسيًا منها على المستوى التطبيقي في الدوائر الإكلينيكية، ومن ثَمَّ عرضها في النشرات العلمية بعد مراجعتها من قبل أهل الخبرة والاختصاص، أو أنْ يرتكز (بدلًا من ذلك) على الخلاصات الموثّقة لما تم وضعه في مجمل النشرات ذات العلاقة (بعد الاطلاع على جميع زواياها).
- وأمَّا فِي حال أردنا الخروج باستثناء عن الوسطية في استهلاك بعض الأغذية (ولا ريب في وجود الاستثناء)، فيجب حينها دعمه أيضًا بملاحظات علمية ونظرة واقعية يتلمَّس المتخصصون المنطق في فحوى نتائجها.
- ومن هنا، نستطيع القول: بأنَّ ما ذكره المُتحدِّث هو من قبيل الرأي الشخصي الذي (لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ)؛ والآراء الشخصية ليس لها محل من الإعراب على الإطلاق في دائرة البحث والتحقِّيق (بغض النظر عن زي صاحبها أو القناة الداعمة له).
0 comments:
Post a Comment