قبل الدخول في بعض المحاور التي تُحاكي موضوع عنوان هذه التحقِّيق، أذكر لكم بدايةً: بأنَّي لا أحبذ استخدام أوراق الشاي ولا أنصح بها في ظل توفُّر ورق الشاي الخالص (التلقيمة)! وهي المقولة التي طالما رددتها أمام المُقرَّبين مني (بعيدًا عن النقاط البحثية والدراسية التي سأتطرَّق لها في فقرات هذا التحقِّيق).
فَـ ورق الشاي قد صُنِع في الأساس خدمةً لمن لا يعرف المقاييس في العالم الغربي عند تحضِّيره للشاي واختصارًا للوقت والجهد بالنسبة له، ولم يُصنَع للعارفين بكيفية تحضِّيره ومن لديهم الخبرة في شؤونه ويملكون وسائل الحصول عليه (النابعة من وجوده لديهم بكميات وجودة عاليتين).
حيث كانت بداية استخدام ورق الشاي الفعلية في عام 1908م في مدينة نيويورك عندما قام أحد تجّار الشاي، اسمه توماس سلفيان (Thomas Sullivan) بإرسال عينة من الشاي إلى زبائنه في أكياس مصنوعة من السلك. وهو الأمر الذي دفع الكثير من زبائنه في تلك المدينة من غير العارفين بحقيقة تحضِّير الشاي بوضع تلك الأكياس في الماء المغلي. ولعلها (كما يُروى) كانت هي البداية التي جاءت عن طريق المًصادفة في ولادة ما يُطلَق عليه حاليًا بأكياس الشاي الورقية. ومن بعدها بدأت هذه الصناعة تتجه صوب مادة الشاش. ومن ثَمَّ في عام 1920م بدأ الورق في أمريكا يستقطب شركات تصنيع أكياس الشاي لرخصه ووفرته، حيث كانت الفكرة تتمحور في وضع كميات من الشاي في تلك الأكياس تناسب ما سعته كوب واحد من الماء الحار تسهيلًا على المستهلكين الغربين عند تحضّيرهم له. وعلى هذا الأساس بدأت تنتشر طريقة التحضير هذه في الدول الغربية، حتى جاءت في وقت مُتأخَّر للدول العربية فتبنوّها وأصبحت ضمن عادات الكثير منهم!
وأمَّا بخصوص حقيقته الورقية من عدمها؟ فهذا سيدفعنا للحديث عن عملية الطلي التي تخضع لها غالب منتجات ورق الشاي، والتي تتم عادةً ببعض المواد غير الورقية (كبعض المواد البلاستيكية، سواء كانت أمنة أو لم تكن) كي يبقى متماسكًا في درجات حرارة عالية. وهذا الأمرٌ ليس سرًا ولا يحتاج لمختبرات خاصة تعمل على اثباته. فبداية انطلاقة تصنيع مثل هذه الأوراق قد بُنيَت على هذا الأساس ومازالت غالب الشركات تنحو هذا النحو، ولا يُوجَد شيء اسمه ورق مقوى، فالورق بطبيعته يذوب في الماء المغلي، وأنَّ تقويته تعني مزجه ببعض المواد غير مادة الورق (وهذا الكلام لا يعني بالضرورة أنَّها مسرطنة). بل وأنَّ بعض هذه المواد الدخيلة معروفة للقاصي والداني ولا ينكرها أحد (ومن يقول بغير هذا فهو لا يعلم بحقيقة هذه الصناعة). إلَّا أنَّ الجدل الدائر حول بعضها هو في كونها ضارة؟ أو لا؟ وأيضًا في كونها تمتزج بالسائل الذي وُضِعت فيه؟ أو لا؟ وأنا هنا لن أدخل في ملفها الكامل والشامل لخبايا أسمائها العلمية الدقيقة كي لا أستهلك المزيد من المساحة المُخصَّصة لهذا المقال (ولكن سأشير لبعضها من أجل توضِّيح هذه الحقيقة في الفقرة القادمة). وكون أنَّ بعضهم قال بأنَّها آمنة، فهو لا يُغيِّر من حقيقة الجدل الدائر عند بعضهم الأخر بخصوصها.
حيث إنَّ طُرق تحضِّير الكثير من هذه الأوراق يعتمد بالدرجة الأولى في مثل هذه الأيام على أحد المواد القادمة من منتجات شجرة الموز الفلبينية أو تلك القادمة من الأكوادور وهي القنب وتُدعى مادة (abacal hemp). ويُطلق عليها أيضًا (Manila hemp). وبالطبع، فإنَّ هذه المادة يتم غسلها بمنظفات كيميائية من أجل مُعالجتها، ومن ثَمَّ يتم طليها من الداخل بمواد مقاومة للحرارة مثل (PVC) أو (polypropylene) أو (polyethylene terephthalate) أو (PET) التي تدخل في صناعة بعض علب المياه المُعبأة أو حتى طليها بالنايلون. والأخيرتين من المواد الجدلية في هذه الصناعة. وهناك غيرها من مواد قوامها يختلف كتلك المصنوعة من مادة الموسلين (Muslin) أو السلك أيضًا - لما تتمتَّع به مادة السلك من مقاومة بيولوجية للتفكُّك (biodegradability) - أو ما شابه من مواد. ولقد أشرنا لطرق تحضيرها في أكثر من مناسبة مُرتكزين في ذلك على القواعد الواضحة في معايير انتاج شركات الشاي لمثل هذه البضاعة.
وعند إشارتنا السابقة (في إحدى التعليقات السريعة) لقول البعض من الباحثين المُتخصِّصين في مجال البوليمرز والمواد البلاستيكية وكذلك بعض الجهات البحثية بأنَّهم يرون في بعض المواد المُستخدَمة في هذه الأغراض بأنَّها في الأساس يتم تصنيفها بأنَّها مسرطنة، فهو كلام قد بُني على إفاضاتهم البحثية وليس وجهات نظر هامشية، وسواء أخذنا بكلامهم أم لا، فلا بُدَّ أنْ نحترمه. وهذا الكلام لا يعني بالضرورة بأنَّ كميات التحلُّل التي قد تنتج من هذه المواد في السوائل الحارة هي كميات فعلًا ضارة، فتطمِّين البعض بخصوصها دائمًا ما يأتي في نطاق أنَّها لا تتجاوز حدود الأمان المنصوص عليها. حيث إنَّ التحدي دائمًا ما يُناقش درجة حرارة انصهار هذه المواد. والموضوع لا يقتصر فقط على درجة الانصهار، بل ويُناقش أيضًا ما يُسمَّى بدرجة حرارة "التحوّل الزجاجي" (glass transition)، وهي الدرجة التي تبدأ فيها جزيئات المواد بالتفكُّك. حيث إنَّ هذه الدرجة هي أقل من درجة الانصهار، وهنا تكمن محاور النقاش العلمية عند المُتخصَّصين. فَدرجة التحوُّل الزجاجي لمادة (PET) مثلًا، هي في حدود 76 درجة مئوية، ودرجة التحوُّل الزجاجي لمادة النايلون هي في حدود 46 درجة مئوية. وحيث إنَّ الماء يغلي عند درجة حرارة 100 درجة مئوية، فإنَّ هذا الأمر يُشكَّل مُعضلة حقيقية بالنسبة لهاتين المادتين فيما يتعلَّق بتفكُّكهما حال دخلتا في صناعة أوراق الشاي. ومن هنا، فإنَّه عند سؤال المُتخصِّص في البوليمرز والمواد المطلية في (Cal Poly San Luis Obispo) البروفيسور راي فرناندو (Ray Fernando): هل ينتج تسرُّب لهذه المواد بعد وصولها لدرجة التحوُّل الزجاجي؟ كانت إجابته: "نعم".
وحتى يتم حماية أوراق الشاي من التفكُّك أو التمزُّق، فإنَّ الكثير منها يُعالَج أيضًا بمُركُّب (epichlorohydrin)، وهو المُركَّب الذي يُستخدَم في انتاج ما يُطلَق عليه بـ حبيبات الإبوكسي (epoxy resins) الحاملة لمزايا المواد المُسرطِّنة كما يتم تقدِّيمها من قبل المعهد الوطني للصحة والأمان الوظيفي (National Institute for Occupational Safety and Health). وللتوضيح، فإنَّ هذا المُركَّب يُستخدَم كمادة قاتلة للحشرات أيضًا. بل وأنَّه عند اختلاط هذا المُركَّب بالماء، فإنَّه يتحلَّل إلى مُركَّب الـ (3MCPD) المعدود مُسرطِّن، والذي يتم ربطه بالعقم وتثبيط المناعة. وكل هذا ناتج من اختلاط هذا المُركَّب بالماء. ولاحظ بأنَّ هذا الكلام هو الشرح الذي وضعه المعهد الوطني للصحة والأمان الوظيفي، وليس كلامي.
وصحيح أنَّ بعض الشركات الحديثة بدأت تتجه نحو الأوراق المصنوعة من الخيوط الداخلة في صناعة القماش (أو ما شابه من مواد)، والتي أخذت تبيعه بأسعار عالية؛ إلَّا إنَّ هذا الأمر ليس حلًا أيضًا في ظل توفّر الشاي بصيغته الطبيعة الذي سار عليه الآباء ومن قبلهم الأجداد. فالناس تشرب الشاي من أجل الاستمتاع بنكهته لا من أجل فخامة ورُقِي ورقه.
وأنا أرى بأنَّه في أسوأ الأحوال وعند عدم توفّر الشاي الخالص (التلقيمة)، فيُكتفي حينها بقص الكيس وتفرّيغ محتواه. علمًا بأنَّ بعض من تحدَّثنا معهم من التجّار الثقاة من القارة شبه الهندية (وهذا للمعلومية) قد أخبرونا بأنَّ الشاي الجيد هو ذاك الذي يتم تعليبه بصورته الأصلية (التلقيمة) لأنَّه يحتوي أورق الشاي المُجفّفة وليس بقايا الشاي المخلوط ببعض الأوراق المطحونة. بل وأنَّ محلات بيع الشاي المُتخصّصة (كما لاحظنا) في أكثر من مكان لا تتنزّل لبيع الشاي الورق لأنَّها لا تراه ذو جودة عند من يبحث عن الشاي الأصيل.
وفِي شأن كاسات الشاي الورقية، فلقد لاحظنا أيضًا على مستوى الفحص بالمجاهر المخبرية للشاي (أو أي مشروب ساخن أخر كالقهوة مثلًا) المصبوب فيها، ومن ثَمَّ مُقارنته بالشاي المصبوب في كاسات زجاجية: بأنَّ نقاوة الشاي المصبوب في الكاسات الزجاجية كانت أعلى. وهو الأمر الذي لاحظه أيضًا الكثير من غير المُتخصِّصين بالعين المُجرَّدة في هيئة عكارة نسبية. وهو الأمر الذي يتحدَّث عن نفسه بنفسة. ولقد بيَّنا هذا الأمر مُسبقًا في أحد الفيديوهات على قناتنا في اليوتيوب.
فَـ ورق الشاي قد صُنِع في الأساس خدمةً لمن لا يعرف المقاييس في العالم الغربي عند تحضِّيره للشاي واختصارًا للوقت والجهد بالنسبة له، ولم يُصنَع للعارفين بكيفية تحضِّيره ومن لديهم الخبرة في شؤونه ويملكون وسائل الحصول عليه (النابعة من وجوده لديهم بكميات وجودة عاليتين).
حيث كانت بداية استخدام ورق الشاي الفعلية في عام 1908م في مدينة نيويورك عندما قام أحد تجّار الشاي، اسمه توماس سلفيان (Thomas Sullivan) بإرسال عينة من الشاي إلى زبائنه في أكياس مصنوعة من السلك. وهو الأمر الذي دفع الكثير من زبائنه في تلك المدينة من غير العارفين بحقيقة تحضِّير الشاي بوضع تلك الأكياس في الماء المغلي. ولعلها (كما يُروى) كانت هي البداية التي جاءت عن طريق المًصادفة في ولادة ما يُطلَق عليه حاليًا بأكياس الشاي الورقية. ومن بعدها بدأت هذه الصناعة تتجه صوب مادة الشاش. ومن ثَمَّ في عام 1920م بدأ الورق في أمريكا يستقطب شركات تصنيع أكياس الشاي لرخصه ووفرته، حيث كانت الفكرة تتمحور في وضع كميات من الشاي في تلك الأكياس تناسب ما سعته كوب واحد من الماء الحار تسهيلًا على المستهلكين الغربين عند تحضّيرهم له. وعلى هذا الأساس بدأت تنتشر طريقة التحضير هذه في الدول الغربية، حتى جاءت في وقت مُتأخَّر للدول العربية فتبنوّها وأصبحت ضمن عادات الكثير منهم!
وأمَّا بخصوص حقيقته الورقية من عدمها؟ فهذا سيدفعنا للحديث عن عملية الطلي التي تخضع لها غالب منتجات ورق الشاي، والتي تتم عادةً ببعض المواد غير الورقية (كبعض المواد البلاستيكية، سواء كانت أمنة أو لم تكن) كي يبقى متماسكًا في درجات حرارة عالية. وهذا الأمرٌ ليس سرًا ولا يحتاج لمختبرات خاصة تعمل على اثباته. فبداية انطلاقة تصنيع مثل هذه الأوراق قد بُنيَت على هذا الأساس ومازالت غالب الشركات تنحو هذا النحو، ولا يُوجَد شيء اسمه ورق مقوى، فالورق بطبيعته يذوب في الماء المغلي، وأنَّ تقويته تعني مزجه ببعض المواد غير مادة الورق (وهذا الكلام لا يعني بالضرورة أنَّها مسرطنة). بل وأنَّ بعض هذه المواد الدخيلة معروفة للقاصي والداني ولا ينكرها أحد (ومن يقول بغير هذا فهو لا يعلم بحقيقة هذه الصناعة). إلَّا أنَّ الجدل الدائر حول بعضها هو في كونها ضارة؟ أو لا؟ وأيضًا في كونها تمتزج بالسائل الذي وُضِعت فيه؟ أو لا؟ وأنا هنا لن أدخل في ملفها الكامل والشامل لخبايا أسمائها العلمية الدقيقة كي لا أستهلك المزيد من المساحة المُخصَّصة لهذا المقال (ولكن سأشير لبعضها من أجل توضِّيح هذه الحقيقة في الفقرة القادمة). وكون أنَّ بعضهم قال بأنَّها آمنة، فهو لا يُغيِّر من حقيقة الجدل الدائر عند بعضهم الأخر بخصوصها.
حيث إنَّ طُرق تحضِّير الكثير من هذه الأوراق يعتمد بالدرجة الأولى في مثل هذه الأيام على أحد المواد القادمة من منتجات شجرة الموز الفلبينية أو تلك القادمة من الأكوادور وهي القنب وتُدعى مادة (abacal hemp). ويُطلق عليها أيضًا (Manila hemp). وبالطبع، فإنَّ هذه المادة يتم غسلها بمنظفات كيميائية من أجل مُعالجتها، ومن ثَمَّ يتم طليها من الداخل بمواد مقاومة للحرارة مثل (PVC) أو (polypropylene) أو (polyethylene terephthalate) أو (PET) التي تدخل في صناعة بعض علب المياه المُعبأة أو حتى طليها بالنايلون. والأخيرتين من المواد الجدلية في هذه الصناعة. وهناك غيرها من مواد قوامها يختلف كتلك المصنوعة من مادة الموسلين (Muslin) أو السلك أيضًا - لما تتمتَّع به مادة السلك من مقاومة بيولوجية للتفكُّك (biodegradability) - أو ما شابه من مواد. ولقد أشرنا لطرق تحضيرها في أكثر من مناسبة مُرتكزين في ذلك على القواعد الواضحة في معايير انتاج شركات الشاي لمثل هذه البضاعة.
وعند إشارتنا السابقة (في إحدى التعليقات السريعة) لقول البعض من الباحثين المُتخصِّصين في مجال البوليمرز والمواد البلاستيكية وكذلك بعض الجهات البحثية بأنَّهم يرون في بعض المواد المُستخدَمة في هذه الأغراض بأنَّها في الأساس يتم تصنيفها بأنَّها مسرطنة، فهو كلام قد بُني على إفاضاتهم البحثية وليس وجهات نظر هامشية، وسواء أخذنا بكلامهم أم لا، فلا بُدَّ أنْ نحترمه. وهذا الكلام لا يعني بالضرورة بأنَّ كميات التحلُّل التي قد تنتج من هذه المواد في السوائل الحارة هي كميات فعلًا ضارة، فتطمِّين البعض بخصوصها دائمًا ما يأتي في نطاق أنَّها لا تتجاوز حدود الأمان المنصوص عليها. حيث إنَّ التحدي دائمًا ما يُناقش درجة حرارة انصهار هذه المواد. والموضوع لا يقتصر فقط على درجة الانصهار، بل ويُناقش أيضًا ما يُسمَّى بدرجة حرارة "التحوّل الزجاجي" (glass transition)، وهي الدرجة التي تبدأ فيها جزيئات المواد بالتفكُّك. حيث إنَّ هذه الدرجة هي أقل من درجة الانصهار، وهنا تكمن محاور النقاش العلمية عند المُتخصَّصين. فَدرجة التحوُّل الزجاجي لمادة (PET) مثلًا، هي في حدود 76 درجة مئوية، ودرجة التحوُّل الزجاجي لمادة النايلون هي في حدود 46 درجة مئوية. وحيث إنَّ الماء يغلي عند درجة حرارة 100 درجة مئوية، فإنَّ هذا الأمر يُشكَّل مُعضلة حقيقية بالنسبة لهاتين المادتين فيما يتعلَّق بتفكُّكهما حال دخلتا في صناعة أوراق الشاي. ومن هنا، فإنَّه عند سؤال المُتخصِّص في البوليمرز والمواد المطلية في (Cal Poly San Luis Obispo) البروفيسور راي فرناندو (Ray Fernando): هل ينتج تسرُّب لهذه المواد بعد وصولها لدرجة التحوُّل الزجاجي؟ كانت إجابته: "نعم".
وحتى يتم حماية أوراق الشاي من التفكُّك أو التمزُّق، فإنَّ الكثير منها يُعالَج أيضًا بمُركُّب (epichlorohydrin)، وهو المُركَّب الذي يُستخدَم في انتاج ما يُطلَق عليه بـ حبيبات الإبوكسي (epoxy resins) الحاملة لمزايا المواد المُسرطِّنة كما يتم تقدِّيمها من قبل المعهد الوطني للصحة والأمان الوظيفي (National Institute for Occupational Safety and Health). وللتوضيح، فإنَّ هذا المُركَّب يُستخدَم كمادة قاتلة للحشرات أيضًا. بل وأنَّه عند اختلاط هذا المُركَّب بالماء، فإنَّه يتحلَّل إلى مُركَّب الـ (3MCPD) المعدود مُسرطِّن، والذي يتم ربطه بالعقم وتثبيط المناعة. وكل هذا ناتج من اختلاط هذا المُركَّب بالماء. ولاحظ بأنَّ هذا الكلام هو الشرح الذي وضعه المعهد الوطني للصحة والأمان الوظيفي، وليس كلامي.
وصحيح أنَّ بعض الشركات الحديثة بدأت تتجه نحو الأوراق المصنوعة من الخيوط الداخلة في صناعة القماش (أو ما شابه من مواد)، والتي أخذت تبيعه بأسعار عالية؛ إلَّا إنَّ هذا الأمر ليس حلًا أيضًا في ظل توفّر الشاي بصيغته الطبيعة الذي سار عليه الآباء ومن قبلهم الأجداد. فالناس تشرب الشاي من أجل الاستمتاع بنكهته لا من أجل فخامة ورُقِي ورقه.
وأنا أرى بأنَّه في أسوأ الأحوال وعند عدم توفّر الشاي الخالص (التلقيمة)، فيُكتفي حينها بقص الكيس وتفرّيغ محتواه. علمًا بأنَّ بعض من تحدَّثنا معهم من التجّار الثقاة من القارة شبه الهندية (وهذا للمعلومية) قد أخبرونا بأنَّ الشاي الجيد هو ذاك الذي يتم تعليبه بصورته الأصلية (التلقيمة) لأنَّه يحتوي أورق الشاي المُجفّفة وليس بقايا الشاي المخلوط ببعض الأوراق المطحونة. بل وأنَّ محلات بيع الشاي المُتخصّصة (كما لاحظنا) في أكثر من مكان لا تتنزّل لبيع الشاي الورق لأنَّها لا تراه ذو جودة عند من يبحث عن الشاي الأصيل.
وفِي شأن كاسات الشاي الورقية، فلقد لاحظنا أيضًا على مستوى الفحص بالمجاهر المخبرية للشاي (أو أي مشروب ساخن أخر كالقهوة مثلًا) المصبوب فيها، ومن ثَمَّ مُقارنته بالشاي المصبوب في كاسات زجاجية: بأنَّ نقاوة الشاي المصبوب في الكاسات الزجاجية كانت أعلى. وهو الأمر الذي لاحظه أيضًا الكثير من غير المُتخصِّصين بالعين المُجرَّدة في هيئة عكارة نسبية. وهو الأمر الذي يتحدَّث عن نفسه بنفسة. ولقد بيَّنا هذا الأمر مُسبقًا في أحد الفيديوهات على قناتنا في اليوتيوب.
وعليه، فإنَّنا نستغرب من إصرار البعض على استخدام الورق المطلي بمواد دخيلة (بغض النظر عن أمانها الصحي من عدمه وعن الجدل الدائر حوله) في ظل توفّر البدائل ذات الجودة والطعم الجيدين والمزايا الطبيعية التي لم يتم تعلِّيبها في مواد عليها ما عليها من علامات استفهام (سواء قلنا بأنَّها أمنة أم لم نقل بذلك).
---------------------------------------------------------------
مواضيع ذات صلة: -
0 comments:
Post a Comment