Tuesday, 5 March 2019
March 05, 2019

يذكر البعض بأنَّ نبتة الدفلة السامة موجودة في المنطقة من سنين مضت وأنَّها لم تُسبِّب ضرر لأحد، فهل هذا الكلام دقيق؟


إنَّ سُمِّية هذه النبتة على الإنسان لا تنحصر فقط في عنوان الوعكات الصحية المُبَاشِرة التي تستدعي - عند دخول أحد أجزائها للجسم البشري - الحاجة الطارئة للذهاب للمستشفى أو فقدان الحياة على الفور (كما يتصوَّر بعضهم لمفهوم السُمِّية). حيث إنَّ بعض أضرارها المُرتبِطة بها قد تتشكَّل بعد حين، وتظهر في هيئة أعراض جانبية مجهولة السبب عند من يُعاني منها مثل القيئ أو الإسهال أو بعض الإضطرابات الهضمية أو احمرار الجلد أو تهيُّج الجيوب الأنفية أو تضرُّر أغشية العين بعد فركها باليد الملوثة بمُخلِّفاتها السُمِّية (وهو ما قد يقوم به الأطفال)، أو ما شابه من أعراض تدفع البعض بحسن نية لنسبها لأسباب أُخرى دون التفكِّير فيها (أي الدفلة) كسبب رئيس. 

فدخول بعض أجزائها للجسم سيعني حينها بما لا شك فيه الضرر المُؤكَّد وتأثِّير سُمِّها على القلب مُباشرةً (كما حدث قبل أيام لأحد أبناء المنطقة)، بينما مُلامَسة أجزائها السامة لبعض الأنسجة الخارجية قد ينحصر فقط في تأثِّيرها على النسيج الخارجي. وهذا يرجع بالدرجة الأولى لاختلاف تركيز ونوعية السموم التي تحملها هذه النبتة على أصنافها المُتعدِّدة. 

ومن هنا فإنَّ قول البعض بأنَّها موجودة في المنطقة ولم تُسبِّب أي ضرر لأحد هو كلام غير دقيق ولا يشرح حقيقة المُشكلة المُرتبِطة بتعدُّد عناوين سُميِّتها التي يصعب على البعض تشخيصها على نحو دقيق. وعليه، قد تضيع الحسابات في فهم مخاطر هذه النبتة عند البعض وللأسف الشديد.

وأمَّا بخصوص سُميَّتها على الحيوانات فهو أمرٌ واضحٌ للعيان ويعلم به أصحاب الماشية ومن يرعون الحيوانات التي تقتات على الأعشاب والنباتات جيدًا. حيث إنَّ هؤلاء الرعاة قد عرفوا بخُبراتهم الطبيعية بأنَّ ما لا يقتربه الحيوان من نباتات وأعشاب لا بُد وأنَّ يكون أمره مُريب ويستدعي من الإنسان الحيطة والحذر.

ويكفي هنا أنْ أذكر بأنَّنا في أحد البحوث التي كنا ندرس فيها سُمِّية بعض البروتينات التي تفرزها بعض الأنواع البكتيرية قبل سنوات طويلة مضت في مدينة مانشستر ومُقارنتها في المراجعات العلمية بسموم بعض الزواحف والحشرات وبعض النباتات، تفاجئنا من خطورة ما تحمله بعض النباتات من محتويات سُمِّية بالنسبة لغيرها من كائنات حية.
___________
روابط ذات صلة
انتشار نبتة الدفلة السامة في حدائق البيوت وحول أسوارها
المقطع الدعائي للتحقيق حول موضوع انتشار نبتة الدفلة السامة في حدائق البيوت وحول أسوارها
تحذير من ثمرة الأوليندير السامة
هل تُوجَد أسماء أخرى لنبتة الأوليندير السامة (الدفلة)، لأنَّنا سمعنا البعض يقول بأنَّها نبتة الـ تفيتا؟
توضيح بشأن اعتقاد البعض بأنَّ نبتة الـ تفيتا تختلف عن نبتة الدفلة

0 comments:

Post a Comment