بعض من يستخدمون أجهزة تحليل الماء الكهربائية التي تقوم في الوضع المُتعارف عليه بفصل الأملاح التي غالبها ضمن تركيبة الماء الطبيعية ويحتاجها الجسم والمُندَرِجة تحت عنوان المواد الصلبة الذائبة (TDS)، ومن ثَمَّ تُعطيها بعد الفصل لون عكر ورغوة على السطح هم واهمون ويوهمون الناس بأنَّ المياه ملوثة! لذا، نقول لهم: ما هكذا تورد الإبل ولا هكذا تُعالَج القضايا!
والحقيقة هنا هي أنَّه حينما يمر التيار الكهربائي عبر القطب الموصَّل بالجهاز (والذي يتم غمسه في الماء) تتفكَّك بعض جُزيئات الماء إلى أوكسجين وهيدروجين. وحيث إنَّ المادة الداخلة عادةً في صناعة القطب الكهربائي هي الحديد القابل للتفاعل، يتأكسَّد حينها ليكوِّن أوكسيد الحديد الذي يظهر باللون الداكن.
وعليه، فإنَّ اللون الذي يتكوَّن هو بسبب أكسيد الحديد القادم من القطب وليس من المياه نفسها ولا من الأنابيب أو الخزانات (كما تدعي بعض المقاطع المصورة أو كما يقول الكثير من مسوِّقي أجهزة التحلية عند زيارتهم للمنازل وفحصهم لعينات الماء)، هذا أولًا. وثانيًا هو أنَّ بقية الألوان التي تتشكَّل على درجات بطريقة مُخيفة أثناء هذه العملية تكون حينها ناتجة من تفاعل القطب الكهربائي نفسه مع المكوِّنات المعدنية الطبيعية في الماء المعدودة عادةً أمنة عند الشرب مثل الكالسيوم والمغنيزيوم. وبعبارة أُخرى، فإنَّ الذي يتفاعل عمومًا (بغض النظر عن المادة التي صُنِع منها القطب) هو المواد الذائبة الصلبة وليس الملوثات الكيميائية أو الميكروبات المجهرية (مثل البكتيرية والفيروسات وما جاء على غرارها) التي تدَّعيها الشركات التجارية والتي تضعها في اعلاناتها على الشبكة العنكبوتية والتي انخدع بها البعض وصدّقها!
مواضيع ذات صلة/
0 comments:
Post a Comment