Saturday, 18 April 2020
April 18, 2020

من متطلبات العالم الجديد بعد كورونا


لطالما كنا نعمل عن بعد (وأعني من مكاتبنا الخاصة وعبر الأثير) في تحليل الكثير من البيانات البحثية والدراسية وإجراء اجتماعاتنا "أونلاين" مع المجموعات العلمية المتوزعة على أرجاء المعمورة، الأمر الذي كان يدفع الكثير من الأحبة لمواصلة طرح السؤال القائل: وكيف لكم أنْ تنهوا أعمالكم بهذا الطريقة؟ وكيف لكم أن تقولوا بأنَّكم مشغولون وأنتم تتواجدون في المنزل؟ وما شابه من استفسارات.. إلا أنَّه مع الدخول في أزمة كورونا، اضطرت غالب (إذا لم يكن كل) الشركات للسير على هذه الخُطى (مرغمةً لا بطلة)، فدفعت هي الأخرى موظفِّيها لخوض هذه التجربة الفريدة! وبما لا شك فيه فإنّ هذه الشركات على اختلاف قطاعاتها قد استخلصت الكثير من الدروس من هذا الواقع الذي أُجبِرت على التعايش معه، وكوّنت عبره دراسات جودة تقييمية تهدف لفهم قابلية تثبّيتها في المستقبل (ولقد أطلعنا على بعض هذه الدراسات مؤخّرًا). ومن هنا، فإنَّ هذا الطرح حتمًا سيفتح لنا آفاقًا جديدةً لتصوّر المستقبل العملي وطبيعة قواعده التطبيقية.

وخلاصة الكلام الذي أردت التأكِّيد عليه، هو أنَّ ما جاء في هذا "البوست" أمر يستدعي من أبنائنا أنْ يفكّروا مليًا فيما ترمي له هذه السطور من مغازي ويهيئوا أنفسهم لوظائف ستكون مبنية على هذا الأساس.

ولا أخفيكم بأنَّ تصوري الموضوع للمستقبل لا يقتصر فقط على البيئات الوظيفية، بل هو تصوّر يرى في نظرته البعيدة البيئات التعلّيمية بصياغتها الجديدة أيضًا (لا أقلها في صورها الجزئية).

على كل حال، إنَّه عنوان من ضمن عناوين النظام العالمي الجديد (وليس العنوان الوحيد طبعًا) الذي سنضطر جميعًا للتعايش معه عاجلًا أم أجلًا في القادم من الأيام والذي أعدّه انتقالة حقيقية نحو واقع حياتي مغاير لواقع الحياة السابقة!

0 comments:

Post a Comment