Monday, 7 December 2015
December 07, 2015

الجبن السائل.. أسئلة وإجابات



يسأل البعض: هل لاحظت- أنا شخصيًا- توفر الجبن السائل في الدول الغربية من عدمه؟


وهنا سأُجيب (مُتَحَدِّثًا كمُلاَحِظ وليس كمتخصص): نعم إنَّها موجودة، الا أنَّها غير منتشرة لديهم (كما هو الحال لدينا). وعدم انتشارها غير مرتبط بحظرها لديهم؛ والأسباب في ذلك غالبها تجارية وتوزيعية وخاضعة للذوق العام عند الغربيين، لأنَّهم يميلون للجبنة الـ (gouda)، وما شابه من أجبان مطبوخة صلبة. بل أنَّ بعض الأجبان الدنماركية والهولندية غير متوفرة في الأماكن التي عادة أزورها (وهذا لا يعني حظرها!)؛ بل أنَّهم- وعلى سبيل المثال- لا يبيعون اللَّبَن الموجود لدينا أيضًا (إلا أنَّهم يرغبون للروب، وهو متوفر لديهم)؛ بل أنَّ أنواع اللَّبْنَة الموجودة لدينا غير متوفرة لديهم أيضًا؛ والجبن الصلب كالكرافت (وما شابهه) غير متوفر بكثرة لديهم كذلك (لوجود منافسين محليين يتمتعون بجودة عالية وينتجون مثيلاتها طازجة). وهناك أجبان أجدها في بلد ولا أجدها في بلد آخر، وهكذا. اذًا، الموضوع مرتبط بطبيعة السوق ووفرة الإنتاج الصناعي المحلي لديهم وذوق أغلبية السكان المحليين الغربيين في كل بلد على حدة. والشيء بالشيء يُذكَر، فإنَّنَا نجد- مثلًا-أجبان خاصة في بعض الدول العربية كمصر (كالجبن الرومي ذو الطبقة المُتَعَفِّنة) ولا نجدها في مكان ثاني (فهل يستطيع أحدهم القول أنَّها ممنوعة لدينا!). ومن هنا، أقول: "إذا عُرف السبب بطل العجب!". وعليه، أُؤكد أنَّها- في نهاية المطاف- موجودة في الدول الغربية لمن يبحث عنها!

وهل صحيح أنَّ توفرها في العالم الغربي ينحصر على البقالات الشرق أوسطية؟


هنا أقول: أنَّنَا لو قبلنا بهذا القول سيعني إقرارنا بتوفرها في ذلك البلد الموجودة فيه تلك البقالة؛ وهذا يعني دخولها لتلك البلدان ومرورها من خلال الجهات الرقابية. وفي حال اعترضنا على الجملة السابقة، فإنَّ ذلك سيعني تلميحنا إلى أنَّ الغرب يرضى بعرضها في البقالات الشرق أوسطية ويرفض عرضها في أسواق الأغذية الأخرى الخاصة بهم (وهو ما يرفضه- جملةً وتفصيلًا- كل من عاش في الدول الغربية ويفهم النظم والقوانين لديهم)؛ وهو ما ترفضه مؤسسات حماية المُستهلك لديهم أيضًا! (علمًا- وللتأكيد- بأنَّي أجدها أيضًا في غير الشرق أوسطية). على كل؛ أؤكد بأنَّ هذه النقطة قد تم الدخول منها للقول بأنَّ الأجبان السائلة ممنوعة في العالم الغربي وهذا ليس بصحيح لأنَّي أتردد باستمرار على دول غربية مُختلفة وعلى مدار السنة ولم ألحظ هذا الأمر مُطلقًا. وللتوضيح، فجميع البهارات الهندية والأغذية المُعلبة المتعارف عليها لدينا لا تتوفر إلا في البقالات الشرق أوسطية؛ فماذا يعني هذا الكلام؟ هل هي ممنوعة أيضًا لديهم؟ وهناك معلبات وبهارات (بل وخضراوات) لا تتوفر إلا في البقالات الصينية دون غيرها في الدول الغربية (فماذا يعني هذا أيضًا؟). ويجب الالتفات- للتأكيد- إلى أنَّي لا أقول بأنَّها مفيدة وخطرها (كما بينت في القصاصة السابقة المرتبطة بموضوعها) مُشابه لبقية الأجبان الدهنية من ذوات الملاح العالية والتركيبة الصناعية، بل أجادل هنا- بالحجة المنطقية- بخصوص عدم حظرها في الدول الغربية!

وبخصوص اعتماد البعض على "المُتَخَصِّصين مجهولي الهوية!" أو "ناسجي القصص الخيالية أو المبالغ فيها" القائلين بأنَّها ممنوعة في العالم الغربي؟


فهنا تقع مشكلتنا؛ أنَّنَا اليوم أمام كم كبير من المعلومات القادمة من شبكات التواصل الاجتماعي غير المُكتَمِلة أو غير المُحكَمة أو المبنية فقط على المُلاحظة العامة دون معرفة الحقيقة! فَـ"حدث العاقل بما لا يليق، فإنْ صدقك فلا عقل له"!

يسأل البعض عن بديل الأجبان المصَنَّعة؟


البديل الحقيقي يكمن في الأجبان الطبيعية، أو القريبة من الطبيعية (في أقل التقديرات)، كالأجبان البيضاء غير المعالجة بالمواد الحافظة والإضافات الخارجية والمُنتَجة من المزارع؛ إلا أنَّ هذه النوعية من الأجبان- للأسف الشديد- لا تتوفر بسهولة إلا في بعض الدول (منها العربية ومنها الغربية)!

وهناك سؤال عن الحليب طويل الأجل وقصير الأجل، وهل صحيح أنَّ طويل الأجل مصنوع من "البودر"؟


وهنا أقول: أنَّ غالب الحليب طويل الأجل مصنوع- للأسف الشديد- من "البودر" المُجفَف والمُعاَلج بالمواد الحافظة؛ إلا أنَّ هذا الكلام لا يعني أيضًا أنَّ الحليب قصير الأجل بريء من هذه المعالجات؛ فللأسف، فإنَّ بعض الحليب المسمى طازج- أي قصير الأجل- مصنوع من "البودر" أيضًا؛ وإنْ كُتِب عليه غير ذلك، لأنَّ الالتفاف على القوانين ليس صعب عند بعضهم!

أمَّا السؤال المُتعَلَّق بالمقارنة بين اللَّبْنَة عمومًا والأجبان السائلة؟


فأقول: أنَّه- بشكل عام- حينما يُصنَّف منتج على أنَّه غير مفيد، فإنَّ الابتعاد عنه سيكون حتمًا هو الخيار الصائب؛ وكلما اقترب الأنسان مما هو مفيد سيكون أمرًا منصوحًا به (للتمتع بصحة جيدة). أما بخصوص اللَّبْنَة (سيما الطبيعية أو البيضاء القريبة من الطبيعية)، فإنَّها أفضل صحيًا- بكثير- من الأجبان المطبوخة أو تلك المُعلَّبة في علب معدنية. أمَّا بخصوص السائلين عن لَّبْنَة "كيري" على وجه الخصوص، فأعدُّهَا- أنا شخصيًا- أقل سوءًا من بعض الأجبان السائلة، إلا أنَّها قد تكون أسوء من بعض أخواتها من أجبان ولَّبْنَة صناعية، لإرتفاع كمية الدهون بها (لأنَّها مُعدَّة للدَهْن) ولأنَّها عمومًا مُصَنَّعة وليست طبيعية!

أمَّا بخصوص المقارنة بين الزبادي والأجبان؟


فالزبادي يحتوي على بعض الميكروبات الفارزة للأحماض المفيدة التي تقوم بتوفير وسط متعادل (بل وتمنع نمو الميكروبات الضارة) في الأمعاء. وعليه، فإنَّ إدخال الزبادي في الوجبات اليومية (ولو لِمرة واحدة يوميًا) يُعَدُّ- عمومًا- أمرًا صحيًا؛ وهو كفيل بتوفير مجموعة لا بأس بها (وليس كل) الاحتياجات الموجودة في بقية الأجبان من عناصر كالكالسيوم وما شابه. أمَّا بخصوص الأجبان (سيما المطبوخة الدهنية وغير الطبيعية) فهي ليست محل للمقارنة هنا، إنَّما المقارنة بالروب فتستهدف الأجبان الطبيعية التي إنْ توفرت فأكلها باعتدال يُعطِي الكثير من العناصر الطبيعية المُرَكَّزة والموجودة أساسًا في الحليب. أمَّا حينما تكون الجبنة الطبيعية مصنوعة من المنفحة البكتيرية الطبيعية، فإنَّها- حتمًا- ستكون الأفضل!

أمَّا بخصوص السؤال عن معنى "بقايا الحليب" الداخلة في تركيبة الأجبان السائلة والمذكورة في القصاصة السابقة المتعلقة بهذا الموضوع؟


فبعد إزالة المادة الصلبة (أي المادة البروتينية المتخثرة- بعد اضافة المنفحة- المستخدمة في صناعة الجبن الطبيعي) التي يتم ضغطها وتجفيفها، فإنَّ ما يتبقى من مادة سائلة بروتينية من الحليب (غير المُتخثرة) بعد انتزاع المادة الصلبة تُسمَى بِـ "بقايا الحليب" أو "بلازما الحليب"!

أمَّا المعلومة الأهم التي بها أختم


هي أنَّ ما يُعاَدل برميل ضخم من الحليب الطازج، لا يُنتِج إلا كمية بسيطة من الجبن. وعليه، فالموضوع برمته تجاري (سواء كان سائلًا أم صلبًا أم هُلاميًا)! 

  • وبالامكان الإطلاع على القصاصة المتعلقة بهذا الموضوع، من خلال الدخول عليها من هنا

0 comments:

Post a Comment