مرض كورونا الفيروسي أو الفيروس التاجي (والذي سمي بهذا الاسم لأنه يظهر تحت المجهر على شكل تاج أو هالة) هو أحد الأمراض التنفسية الحادة والتي تشمل سُلالات مُتعددة تصيب الإنسان في مختلف الأعمار وتُصيب أيضًا الحيوانات الثدية والطيور.
وينتقل فيروس كورونا بشكل عام عن طريق الرذاذ الملوث من المريض (والتي تشمل العطاس والسعال)، وسوائل وإفرازات المريض التي تلوث الأسطح فتتسلل للجهاز التنفسي عن طريق الأنف أو الفم والأيدي الملوثة.
ومع العلم من كل هذا فإن فيروس كورونا بنسخته الجديدة (MERSn-CV) لعام 2013 ميلادي أصابه الغموض في كيفية انتشاره بسبب صعوبة انتقاله للمخالطين. وحيث أن قدرة الفيروس على الانتقال من شخص إلى أخر ضعيفة جداً، فإن أعداد الحالات المسجلة بفيروس كورونا الجديد خلال النصف الأول من هذا العام محدودة في العالم.
وتتراوح أعراض فيروس كورونا بين نزلات البرد الشائعة، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد "السارس" وأمراض أخرى غير تنفسية مثل النزلات المعوية والفشل الكلوي.
وعند الحديث عنه كفيروس (يُصيب بشكل مبدئي الجهاز التنفسي)، نستطيع القول أن أعراضه تتشابه بشكل عام مع بقية فيروسات الجهاز التنفسي (مثل الأنفلونزا) والتي تشمل العطس المستمر وألام الرأس والآم الحنجرة المصحوبة بسعال (حيث يشعر المريض بالاحتقان في الحلق) والتهاب الجيوب الأنفية والتي يصاحبها إفرازات وضيق في التنفس. وكما هو الحال عند الإصابة بالإنفلونزا، فإن فيروس كورونا تصاحبه ألام في العضلات. وما يجب الالتفات له هو أن الشخص المصاب عادة ما يتعرض لارتفاع في درجة الحرارة، وقد يتسبب بالتهاب في المعدة والأمعاء. ومع كل هذا قد يتماثل المريض بعدها للشفاء إذا لم يكن يُعاني من أي أمراض مُصاحبة.
ومع العلم من تشابه أعراض فيروس كورونا مع بقية الفيروسات التنفسية، نستطيع القول بأن أهم الأعراض الملفتة للنظر والاشتباه بالإصابة بفيروس كورونا والمحفزة للذهاب للطبيب هي ارتفاع درجة الحرارة (والتي قد تصل إلى أعلى من 38 درجة مئوية وقد تستمر لمدة 10 أيام) مع ضيق في التنفس والسعال.
ويزيد معدل الاشتباه بالمرض (عند حدوث الأعراض المذكورة) التواجد في منطقة موبوءة او عند مخالطة حالة معلومة (دون أخذ الاحتياطات المنصوص عليها) ولمدة طويلة وفي مكان صغير ومغلق (أي لا توجد به تهويه كافية).
في أحيان معينة ونتيجة لوجود أمراض أخرى مصاحبة أو نظرًا لضعف الجهاز المناعي تتطور الأعراض إلى التهاب حاد في الرئة بسبب تلف الحويصلات الهوائية وتورم الأنسجة الرئوية، حيث أن الفيروس يمنع وصول الأكسجين بعدها الى الدم مما يؤثر على وظائف أعضاء الجسم ومن ضمنها الكلى (مسببًا فشل كلوي) وقد ينتج عن ذلك الوفاة. وهذا ما يوضح ارتفاع معدل الإصابات (المُسجلة) والوفيات عند كبار السن وذوي الامراض المزمنة والمناعة الضعيفة، بينما يكون المرض أقل حدة عند الأشخاص من ذوي البنية القوية كالشباب الأصحاء.
وحيث أن فيروس "السارس" والذي انتشر في الصين في عام 2003 ينتمي لنفس العائلة، فإنه يجب توضيح أن الفرق بين السارس والفيروس الحالي يكمن في التركيبة الوراثية بين الفيروسين وفي طريقة انتقاله وتسببه في المرض وكذلك انتشاره. إضافة لهذا، فإن مصدره غير معلوم بشكل نهائي (اي الفيروس الكوروني الحالي).
ويتم تشخيص الحالة بعد فحص المريض من خلال المعلومات والمعايير التي تعتمد على النتائج السريرية والوبائية والمخبرية.
وللوقاية من فيروس كورونا أو أي فيروس آخر، فإن لبس الأقنعة الخاصة وكذلك الالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون أو باستخدام المعقمات الطبية قبل لمس الأنف أو الفم أو العينين سيكون كفيل لحد كبير لمنع انتشار الفيروس. ويجب التأكيد على ضرورة تهوية المكان وكذلك الاهتمام بالتغذية والتي تشمل الفواكه والخضروات لتقوية الجهاز المناعي ومقاومة العدوى والإكثار من شرب السوائل خصوصاً المياه الطبيعية. هذا ونؤكد على أهمية ابتعاد الأصحاء عن أي حالة يظهر عليها الأعراض المذكورة أعلاه وعدم الاختلاط بها، وفي حال استدعى الأمر ذلك فإنه لابد من إتباع سبل الوقاية المذكورة.
ويجب التأكيد على أن معظم المنظمات لا توصي بفرض أية قيود على أنشطة السفر والتجارة تحسباً لهذا الحدث.
ويجدر بالذكر أنه لا يوجد لقاح ضد هذا الفيروس حتى الآن.
ومازالت المعلومات تجمع بشأن هذا السُلالة الفيروسية الجديدة من أجل معرفة حقيقتها الوبائية والمرضية.
0 comments:
Post a Comment