سؤال: الدكتور1
هل نبدأ بالتّشكيك في منظمة الصحة العالمية كهيئة صحية معتبرة ومحايدة؟
فقد نشر موقعها على هذا الرابط: -
مختصرًا لثلاث دراسات علمية حول الوباء، وكلّها تُنذر بالخطر من ناحية تداعي أجهزة الرعاية الصحية كنتيجة لكثرة عدد المصابين في وقتٍ واحدٍ.
ثم إنني استغربت رفضك هنا للرأي القائل بتماثل لقاح الأنفلونزا الموسمية مع لقاح أنفلونزا الخنازير بعد تبنّيك له في مقال سابق. فهل هناك أسباب لتغيّر رأيك؟
جواب
أشكرك على مُداخلتك التي هي إن شاء الله مجال لإثراء هذا الموضوع.
أولاً: إن جميع ما ذكرناه لم يكن وجهة نظر أو رأيًا شخصيًّا، وخصوصًا ذلك المُتعلّق بالحقائق العلمية أو التاريخية، فنحن نذكرها كما هي دون تغيير أو تحوير في معناها. حيث إن هناك فرقًا شاسعًا بين الحقيقة المثبتة والفرضية التي ما تزال في طور الدراسة.
ثانيًا: لم تتولّد لي أيّ قناعات مختلفة في هذا الموضوع عن سابقاتها، حيث إن المقالات تناقش زوايا مختلفة تتعلّق بكلّ ما هو دائر من تساؤلات حول موضوع أنفلونزا الخنازير. وجميع هذه الزوايا منفصلة لحدٍّ ما عن غيرها. وهو دائمًا ما يترك القارئ من الطّبقة المثقفة مع تلك الحقائق ليأخذ قراره بنفسه.
ثالثًا: بخصوص اللقاح، فإن إجاباتي السابقة كانت تشير إلى التماثل بين اللقاح الموسمي ولقاح الخنازير في طبيعة المواد الحافظة فقط ولم نتطرق لأيِّ شيءٍ آخر، ولقد كانت إجابة عن سؤال ولم تكن عنوانًا لموضوع مستقلّ. وحيث إن هناك من يظلّ مصرًّا على أنهما متطابقان، فلقد أثرنا هذه النقطة بذكر ما هو مكتوب في منظمات الغذاء والدواء في الكثير من الدول التي تتضمّن النصوص المتّبعة عند إقرار أيّ مركب دوائي أو لقاح حينما يحتوي سُلالة جديدة. وأعتقد بأن كل ذلك موجود على مواقع المنظمات.
رابعًا: إن ما ذكرناه في هذه المقالة هو شيء معترف به من قبل منظمة الصحة العالمية نفسها، وأنا لم أقل شيئًا جديدًا. وهو الذي دفع بكبار العلماء والمسؤولين عن الصحة في العالم في أيّار من العام الحالي لمناقشة احتمال انتشار الأنفلونزا كوباء، وإمكان إنتاج لقاحات أو أمصال مضادّة لها. ومن بين الموضوعات التي ناقشها الاجتماع كان إمكان إنتاج لقاح للفيروس الجديد من السُّلالة الجديدة، ولقد كان الاتفاق على أن العالم مقبل على وباء، وهو الاستثناء الذي من خلاله تستطيع المنظمة أن تُسَرِّع من إقرار اللقاح.
وفي كلمتها أمام الحاضرين للمؤتمر، قالت مرغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية: "إن الوقت الرّاهن تسوده التباسات كثيرة وتعاني بسببه الحكومات ووزراء الصحة ومنظمة الصحة العالمية من ضغوط كبيرة. وإنني أعتبر نفسي مسؤولة مسؤولية شخصيّة عن أن يكون العالم كلّه على دراية بكلّ التطورات، وعن تعديل التّوصيات والتّسريع من إقرار اللقاح دون الخضوع لكلّ الرّوتين المتّبع مع غيره من اللقاحات التي تحمل سُلالات جديدة، وبما يتناسب مع تطورات الوضع والاستعداد للتحرك بشكل جماعيّ لمواجهة كافّة الاحتمالات المتوقّعة في المستقبل".
وهو أيضًا ما صرّح به فيجي فوكودا، مساعد المدير العام لمدير الصحة العالمية لشؤون الأمن الصحي والبيئة، في مؤتمر صحفي يوم 14 أيار/مايو بـ "أن السُّلالة الجديدة قد تكون مختلفة في تركيبتها الجينية عن غيرها من السُّلالات الموجودة في اللقاح الموسميّ، وأنه يجب تسهيل عمل الشركات المنتجة لاختبار إمكان تحويله إلى لقاح؛ لأن الخوف من انتشار المرض قد يكون سريعًا".
وأخيرًا، ففي مؤتمر المنظمة في هونج كونج في أيلول من هذا العام، وبعد مرور ستة أشهر من بداية ظهور الخبر، فقد قالت مارجريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة: "قد يظهر بأن أنفلونزا الخنازير لم يُسبِّب وباءً حتى الآن وهذا شيء جيّد".
إنّ كل ما ذكرته أعلاه هو على لسان مسؤولي المنظمة ولم أتحدّث بشيءٍ جديدٍ. ثم إنني لست أهلاً لأن أكون ضدّ المنظمة في الوقت الذي نرى فيه الكثير من المنظّمات المُستقلة تقف في وجه منظمة الصحة نتيجة لعدم اقتناعها بما تُصدره من قرارات.
ولكي أكون واضحًا، كما ذكرت سابقًا: أنا لست معارضًا أو مؤيّدًا للقاح، ولكني أعيش في دولة لم تَقُر اللقاح لعوام الناس حتى الآن، لا في المدارس ولا على مستوى المؤسّسات العامّة. وها هي عائلتي تسمعني دائمًا أصرّ على أن لا أجيب عن السؤال القائل: هل نأخذ اللقاح؟ ... حيث إني أفضّل أن أناقش السؤال علميًّا وبالحقائق. علمًا بأني حريص مثلك ومثل باقي الأخوة الأفاضل على اتّباع السبل المثلى للوقاية من الأمراض.
وإن رسالتي كانت دائمًا وما زالت، هي: واقعًا، وحتى الآن لا يوجد وباء، كما قالت مارجريت. وإن الخوف المنتشر في دولنا العربية الذي لا نرى وجودًا له في أوروبا لا يعدو كونه غير مبرِّر، وكثيرًا ما يُسبّب مشكلات اجتماعية لا داعي لها.
وحيث إنني أكتب لك على عجالة، فإنه لا بأس لديّ أن أطلعك على كلّ المصادر المتعلقة بهذا الردّ لو أردت ذلك، على الرغم بأنها جميعا متوفرة لك إن شاء الله.
وأتمنّى أن نكون جميعًا يدًا واحدة لتقديم كلّ ما هو مفيد لأبناء مجتمعنا، وأن نكون قد بلّغنا رسالتنا بما يُرضي الله، وشكرًا على إثارة هذه النقطة.
تعليق 1: طبيب
القاعدة هي أنه عندما يَتِمّ إصدار أيّ لقاح يحتوي سُلالة جديدة، فإنه يعني أن يَمُرّ على سلسلة الأبحاث الاعتيادية ... وكلّ الباحثين يذكرون هذه المسألة على أنها هي العائق أمام هذا اللقاح.
تعليق 2: استشاري أمراض معدية
أرجو المعذرة لو أقحمت نفسي في التعليق ...
يجب التأكيد على أن التماثل بين المكونات الحافظة في لقاح الأنفلونزا الموسمية والخنازير لا يعني التطابق بينهما، فالسُّلالة تختلف جينيًّا.
فالسكوالين وُثِّقَ رسميًّا قبل 10 أعوام فقط وهو لا يدخل في تركيب باقي اللقاحات، وهناك مغالطة أخرى وهي بما يتعلّق بالزئبق، فهو ليس جزءًا من كلّ اللقاحات، وهذا واضح ولا يحتاج لنقاش، ومن ثمّ فإن أيّ لقاح بأيِّ صيغة جديدة يجب إخضاعه للفحوص العامّة، وكلّنا يعرف بأن بيانات المنظّمة تشمل استثناءات منها وجود وباء، التي تسمح لها بتمرير بعض القرارات.
سؤال (يتضمّن تعليقًا على ما سبق ذكره): الدكتور 1
عزيزي الدكتور محمد المحروس, أشكرك كثيرًا على ردّك المنهجي بالرغم من أنه أوحى للكثيرين، وأنا منهم، أنك متخوِّف من اللقاح. إذ يبقى السؤال، وهو: هل يَحقّ لنا أن نُعَمِّمَ الحكم بالتقليل من خطورة المرض بناء على الأعراض السريرية ونسب المضاعفات في مقابل سرعة الانتشار وارتفاع نسب الإصابة. ألا تَتَّفق مثلاً مع التوقّعات بارتفاع معدلات الانتظار في غرف الطوارئ والإشغال لأسرّة المستشفيات وخصوصًا العناية المركزة أكثر مما هو حاصل الآن؟
فهيئات الرعاية الصحية مسؤولة عن صحة المجتمع وعن تقديم الرعاية الصحية لجميع الفئات وجميع الأمراض. وبرغم أن الشخص السليم على الأغلب لن يحتاج للقاح, إلا أنه سيبقى إمّا ناقلاً للمرض لمن لا يحتمله, أو محتاجًا للرّعاية وزائرًا في غرفة الطوارئ ومنافسًا على أسرّة المستشفيات والأدوية باحتمال إصابته بالمرض ... ففي رأيك، أيّهما مخيف أكثر, مضاعفات محتملة للقاح؟؟؟ أم إشغال زائد للمستشفيات؟
الأخ العزيز استشاري الأمراض المعدية (تعليق 2)
هناك تقارير كثيرة تشير إلى أن السكوالين لم يستعمل أساسًا في لقاح مرض الجمرة الخبيثة أثناء حرب الخليج، وهذه التقارير نشرتها الFDA ,WHO وال CDC ويمكنني أن آتيك بمصادرها إن أردت. كما أن هناك أكثر من 22 مليون جرعة من الـ FLUAD ومنذ العام 1997 أعطيت في أوروبا وبدون أي مضاعفات مماثلة.
Squalene emulsions for parenteral vaccine and drug delivery.
Fox CB. Molecules. 2009 Sep 1;14(9):3286-312.PMID: 19783926 [PubMed - in process]
جواب
إنني أقدِّر لك تلك المشاركة، ولكني أستغرب أيضًا لاختيارك لفقرات معينة وترك الباقي. فالموضوع متداخل مع بعضه البعض ولا نستطيع أن نجزّئه كما تفضلت في ردّك.
إنني من النّاس الذين دائمًا ما يقارنون مضاعفات أيّ مرض مع تأكيد أو احتمال وجود آثار جانبية قد تنتج من الأدوية أو الأمصال المستعملة لعلاجه أو الوقاية منه.
ولأنني مؤمن بعدم وجود وباء، وأنّ كلّ الإحصائيات تشير إلى ضعف الفيروس وعدم تمكّنه من إحداث أي مضاعفات مختلفة عن تلك الناتجة عن الفيروس الموسميّ (هذا إذا لم يكن أقلّ منه)، لذا فإنه من الطبيعي أن أستعرض تلك النقاط بصورة تضعنا أمام الأمر الواقع.
وإن كثيرًا من النقاش كان يدور حول إخضاع الناس للخوف والرّعب من المرض وترغيبهم في اللقاح (وهو شيء مستغرب للغاية، وعليه الكثير من علامات الاستفهام) وهو أيضًا ما قد أوحى لي وللكثيرين من المتابعين لأحوال مجتمعنا العزيز علينا جميعًا بأنه غير واقعي، في الوقت الذي نرى فيه مسؤولي الصحة في الدول الأوروبية والكثير من المنظمات المستقلّة تتعامل بشكل معاكس (وهو ما نلاحظه جميعًا في بريطانيا مثلاً). أرجو منك الرجوع للمقالة رقم 5، لتتعرف أكثر على وجهة نظري بخصوص هذه المسألة.
أمّا بخصوص نقل المرض من الشخص السليم إلى من لا يتحمله، فإنه (وبالاعتماد على ما تمّت الإشارة إليه أعلاه (وكما وضّحته في مقال رقم 5) يعني أننا يجب أن نتعامل بمثلها من الاحتياطات مع الفيروسات الموسمية التي لا يلتفت لها أحد. حيث إن هذا بدا وكأنه يعني بأن الاهتمام بالأنفلونزا قد ظهر فجأة وكأننا لا نُعاني منها في كلّ شتاء.
وبخصوص ردّك على الدكتور استشاري الأمراض المعدية ، فلا بأس لو كنت جزءًا من هذا الحوار أيضًا.
لقد اقتطعت هذه الفقرة من المقال رقم 4 وذلك من أجل المشاركة فقط وكان ذلك:
في ردّ المعارضين للقاح -
ويعود تاريخ "مزاعم" كون السكوالين مادة مساعدة إلى فترة حرب الخليج الأولى حين حُقِنَتْ للمرّة الأولى كمادة مُحفِّزة مع لقاح الجمرة الخبيثة للجنود الأمريكان، وقد أُصيب العديد من الجنود الذين تلقوا التطعيم بأعراض تعرف الآن جملة باسم متلازمة أعراض حرب الخليج في عام 1991م، حيث قُدِّرت نسبتهم بربع الجنود المشاركين في الحرب (27+29)، وقد شمل هذا المرض عددًا كبيرًا من الأعراض، من أهمها الشَّلل الدّائم وأعراض أخرى كانت غير مُحدّدة، مثل: الخمول والتعب المزمن، ضعف في العضلات، صداع، مشكلات في الذاكرة، ألم في المفاصل، وطفح جلدي. ولا يزال المسبِّب في نظر المنظمات الصحية لهذه الأعراض غير معروف، حيث إن هناك العديد من النظريات التي تسعى للتعرف عليه. ولكن المُعارضون للتطعيم يُشيرون بأصبع الاتهام إلى السكوالين، حيث إنهم يستندون في ادِّعائهم إلى تقرير نُشِرَ آنذاك، أشار إلى أن بعض الجنود الذين تَمَّ فحصهم وجدت عندهم أجسام مُضادة للسكوالين في دمهم وهو الشيء الذي لا يُعدُّ أمرًا عاديًّا (27+29)، وذلك لأن الإنسان في حالته الطبيعية لا يقاوم جسمه هذه المادة.
بينما يردّ المؤيّدون للقاح: -
فالسكوالين، على سبيل المثال، الذي استُعْمِلَ في لقاح الجمرة الخبيثة في أثناء حرب الخليج، وتم ربطه بمتلازمة حرب الخليج عند الجنود الأمريكان، لا يوجد ما يثبت علاقته بما نتج من أعراض. حيث إن فيدرالية الغذاء والدواء قد أصدرت في عام 2005م ما يُفيد على أن اللقاح الذي استُعْمِلَ في أثناء حرب الخليج كان سليمًا، ولكن ظلَّت شكوى المُعارضين بأن ما تم فحصه لم يكن مُطابقًا للقاح الذي استُعْمِلَ في أثناء الحرب (29)".
عزيزي الدكتور
هناك الكثير من الباحثين الذين أشاروا إلى عدم تطابق العيّنات المفحوصة للجنود، وكان مبرِّرهم آنذاك هو تعمّد إقفال الموضوع بقرار سياسيّ من أجل الحفاظ على هيبة مسؤولين كبار، وحتى لا تثار إعلاميًّا وتؤثِّر على سمعة الجيش (هذا على لسانهم) ومن تلك المراجع:
COMMITTEE ON GULF WAR VETERANS’ ILLNESSES. NOVEMBER 2008. GULF WAR ILLNESS AND THE HEALTH OF GULF WAR VETERANS. RESEARCH ADVISORY. (http://sph.bu.edu/insider/images/stories/resources/annual_reports/GWI%20and%20Health%20of%20GW%20Veterans_RAC-GWVI%20Report_2008.pdf RESEARCH ADVISORY).
COMMITTEE ON GULF WAR VETERANS’ ILLNESSES. DECEMBER 12-13، 2005 COMMITTEE MEETING MINUTES «PAGE 73».
لقد تُرك الموضوع على ما هو عليه منذ ذلك الوقت، وأخذ بعض الباحثين جانب الحياد في السكوت عند استعمال السكوالين كمادّة محفِّزة أو حتى الزئبق، خصوصًا عند كبار السّن الذين كانوا يعانون من مضاعفات شديدة نتيجة للفيروس الموسميّ. لكن ذلك لم يمنع من اتخاذ إجراءات صارمة في بعض الولايات الأمريكية مع الزّئبق وسحبه من الأسواق في ذلك الوقت. وحيث إن الكفّة عند هذه الفئة من المرضى (كبار السن) تميل لترجيح استعمال اللقاح على مضاعفات المرض، فلقد دفع هذا الكثير للواقعيّة عند إثارة الموضوع، ولكنهم ظلّوا يصرّون على إثارة البحث عن بديل ومطالبة الشركات بالابتعاد عن الكسب المادّي. وهو ما دفع الكثير من الشركات للبحث فعليًّا عن بديل لا يحتوي تلك المواد واعتبار ذلك إيجابية تساعد الشركات على تسويق اللقاح.
وحينما ظهر ما يسمى بأنفلونزا الخنازير، فلقد أثار هذا حفيظة الكثير من هؤلاء الباحثين. وما إن تأكّد على لسان الكثير من المسؤولين بأنه لا يوجد فعليًّا وباء (وهو الشيء الذي أشارت له مديرة الصحة العالمية) حتى أخذ الموضوع جانبًا أكبر من النقاش وبدأنا نرى الكثير يؤكّد على أنه لا داعي لكل هذه الضّجة ولا إلى ما يسمى باللقاح.
بقي في الأخير أن تجيبني: هل أخذ اللقاح حقّه من الدراسة منذ إقراره؟ أما إن دراسته بدأت تتشكّل على الأبرياء من الناس بحجّة وجود وباء؟ (إنني لا أراك تتعرّض لتك المسألة بشكل مباشر، وهو عنوان المقالة رقم 6) ... أوَليس الفيروس جديدًا ويحتوي على جينات غريبة على الجهاز المناعي؟ أوَلا يستدعي إقرار اللقاح في صورته الموسمية مدّة لا تقلّ عن 6 أشهر؟ ... لقد مرّت 6 أشهر منذ ظهوره، ولكنه أيضًا قد ظهر لنا الفيروس بصورته الضعيفة وأن دراسته الجينية أثبتت ذلك!.
Live Attenuated Swine Influenza Vaccine May Create New Pandemic Strains. August 21st, 2009. Institute of Science and Society.
The pandemic 2009 «H1N1» swine influenza virus is mild compared to the pandemic 1918 «H1N1» virus because of a proline-to-serine substitution in the receptor-binding site of its hemagglutinin - A hypothesis.
عزيزي الدكتور (هناك سؤال بعيد عن الرؤية العلميّة للموضوع، وأردت أن أعرف رأيك فيه)
هل تتفق معي بأن ما يحصل في دولنا العربية فيه الكثير من الغرابة، وخصوصًا حينما نرى الناس في أوروبا (على سبيل المثال) لا يتكلمون عن المرض ولا توجد عندهم أيّ حملات تطعيم؟ وهم من يعيشون في أجواء باردة ويتعرّضون لموجات من الأنفلونزا أكثر حدّة من دولنا العربية؟
وهل يعني ذلك بأن هؤلاء، (وأقصد من هم في أوروبا من باحثين) لا يبالون بشعوبهم؟ ... أوَلا يثير ذلك نوعًا من الاستغراب لديك وأقلّها من باب المقارنة؟
أشكرك مرّة أخرى، وأكرِّر أسفي على الإطالة.
سؤال عام 1
أخي العزيز الدكتور محمد ... نعم التخوّف كبير ولكن مبرَّر لدينا في السعودية بسبب ما نسمع من تزايد الإصابة بالمرض وإن لم ينته بالوفاة غالبًا.
وعندي سؤال: سمعت أن روسيا أنتجت لقاحًا مسالماً عن طريق الأنف، هل لديك فكرة عنه؟ وإن وجد، هل عدم تسويقه لأسباب سياسيّة؟ ...
جواب
بالنسبة إلى اللقاح المستعمل عن طريق الأنف، فقد أشرت له في المقال رقم3. وقد تم إصدار هذا النوع في عام 2003م ويسمى FluMist®. ويصدر من شركة MedImmune وهي شركة روسية كما تفضّلت.
هذا النوع من اللقاح يحتوي على فيروس مُضعّف وهو عبارة عن بخاخ. والخوف هو من استعادة النشاط للفيروس وتحوّره إلى فيروس فتّاك، وهذا النوع لا يحتوي الزئبق. وعلى العكس، فإن الإبرة تحتوي على الفيروس الميت، والجدل هو في بعض المواد، كما ذَكِرَ.
سؤال عام 2
قرأتُ لبعض المختصين بأن عملية تحضير لقاح أنفلونزا الخنازير مشابه لإعداد لقاح الأنفلونزا الموسمية.فهل هذا الكلام صحيح بشكل عام؟
هل يحتوي لقاح الأنفلونزا الموسمية على مادتي الزئبق والسكوالين ? ... وشكرًا لاهتمامك.
جواب
إن عملية تحضير اللقاح هي ذاتها لكلّ أنواع الأنفلونزا، وتُزْرَعُ في بيض أجنّة الدجاج. وأنفلونزا الخنازير، مجرّد سُلالة من فصيلة H1N1.
واللقاح الموسميّ عادة ما يحتوي على ثلاث فصائل من الأنفلونزا التي تُتَوَقَّع من قبل مراكز الأبحاث، ولا يعني بالضرورة فعاليتها تجاه أيّ نوع من أنواع الأنفلونزا. وهذا اللقاح يُصَنَّع سنويًّا بالاعتماد على توقُّع السُّلالات.
ولأن فئة كبار السن الذين يشتكون من أمراض مزمنة قد يعانون من مضاعفات خطيرة لو أصابتها الأنفلونزا، فإن اللقاح مهم بالنسبة لهم ويُعطى لهم سنويًّا. بينما عوام الناس لا يأخذون اللقاح؛ لأن جهازهم المناعي قويّ للدّرجة التي يستطيع أن يتغلب على الفيروس بعد رحلة من أسبوع إلى أسبوعين من الحرارة وآلام الجسم والصّداع، والتي بعدها يبنوا مناعتهم الطبيعية ضدّ الفيروس.
أما بخصوص احتواء اللقاح الموسمي على المواد المذكورة، فإنها نعم، تحتوي عليها.
سؤال عام 3
هل تحتوي جميع أو معظم اللقاحات التي تُعطى للأطفال الرّضع ضدّ الأمراض كالجدري وشلل الأطفال وغيرهما، هل تحتوي على مادتي الزئبق والسكوالين؟
إذا كان الجواب نعم، فلماذا هذه الضّجة على لقاح أنفلونزا الخنازير بالذّات؟ هنا قد نحتاج للخروج من البحث العلمي البحت إلى الاقتصاد والسياسة.
جواب
أتمنّى أن تصل رسالتي بشكل صحيح، وهي: الدعوة إلى عدم تضخيم المرض! وقد ناقشت هذا في المقال.
أما بخصوص اللقاح، فالمقالة لم تدعُ إلى أخذ اللقاح أو عدم أخذه، ويبقى هذا قرار يشرف عليه الطبيب المعالج وبموافقة الشخص الآخذ للقاح. فجميع المركّبات الوقائية والعلاجية يتم حسابها من قبل المختصين بطريقة يكون المريض فيها هو الرابح الأول والأخير. وهذه المواد، وكما ذُكِرَ، أثارت الكثير من الجدل. ولست أنا أهلاً لتأكيد ضررها من عدمه. وقد نُوقِشَتْ للتعريف بها، حيث إن الأعلام سلّط الضوء عليها كثيرًا، وخصوصًا في السنوات الماضية. والجواب عن هذا السؤال، سيؤكّده، أو سينفيه، البحث فقط.
وبخصوص وجودها في اللقاحات الأخرى. فالجواب: لا، ليس بالضرورة. وهذا يعتمد على الشركة المُصّنعة. فعلى سبيل المثال، كما ذُكِرَ في المقالة رقم 3، فإن شركة Merck التي تُصنِّع لقاح الثلاثي الفيروسي، لا يحتوي مُنتجها على Thimerosal التي تحتوي الزئبق. وفي المُقابل، فإن لقاح الثلاثي البكتيري من شركة Lederle يحتوي على هذه المادة، بينما نفس اللقاح من شركة SmithKline Beecham لا يحتويها.
أما بخصوص التسويق الاقتصادي، فهذا شيء واضح. فهذه الشركات رأسمالية، وبُنيت للرّبح وليست جمعيات خيرية. ومن الطبيعي، أن تستغلّ هذه الشركات هذه المواقف بزرع التّخويف بشكل مباشر أو غير مباشر لزيادة أرباحها.
وفي الأخير، أحببتُ أن أوضّح بأني قمت بهذه الخطوة من أجل مشاركة الناس الذين أنتمي إليهم من أجل إزالة الخوف، وليس من أجل مديح أو شكر...
وأتمنّى لكم جميعًا الصّحة والعافية،،،
0 comments:
Post a Comment