Tuesday, 16 December 2014
December 16, 2014

هل فساد جزء من الفاكهة يؤدِّي للاصابة بداء الكبد والسرطان



إن الكلام المنشور حول "فساد الفاكهة" (أو "خراب الفاكهة" على حد عبارة البرودكاست المنشور؛ والذي سألني عنه أحد الأخوة) في جزء منها وضرورة التخلص منها بالكامل لأنها ستكون مصدر للإصابة بداء الكبد والسرطان، مردود عليه.

وبشكل عام، فإن هذا الطرح (الذي قدَّمٓه كاتب الخبر؛ كما هو العنوان) يأتي تحت تعداد السرد العام وغير الدقيق؛ خصوصًا وأنه مربوط بأمراض تخصصية ليس لها علاقة بتعفُن أو "فساد" الفواكه، ألا وهي: داء الكبد والسرطان؛ هذا أولًا، فلاحظ.

واذا كانت هذه الأمراض ستنتقل للإنسان عن طريق الفواكه التي يُصاحبها "تعفن" نسبي، فإنها قادرة على ذلك من خلال الفواكه والخضروات السليمة؛ لأن فيروس الكبد الوبائي قد يلوث الفاكهة دون ان يُفسدٓها، وأما السرطان فموضوعه مُتشعب وربطه بفساد الفواكه يُثير الإستغراب.

ولكنه يخضع- في إطاره الإعتباري- فيما يتعلق بقبوله أو رفضه بعد التخلص من الجزء الفاسد من الفاكهة وإبقاء الجزء غير الفاسد المغسول (أي بعد ضمان خلوها من أي "فساد" أو تعفن أو تغير في اللون أو الطعم أو الرائحة) لطبيعة الشخص نفسه على مستوى تقييمه العام ومدى تقبله أو رفضه لهذا الأمر من خلال معرفته العامة للتغيرات غير الطبيعية التي تطرأ على الفواكه والخضار غير السليمة؛ وليس لأي أسباب مرضية (كما جاء في الخبر).

وعلى كل حال؛ فأنه لا توجد وثائق علمية محكمة تسند هذا الموضوع؛ وأن إسناده لهذا الشخص أو لتلك المُنشئة لا يُغَيِّر من القضية شيء، حيث أنه يحتاج لتوثيق علمي، خصوصًا وأنه أتى ليؤسس لمفهوم جديد عند الناس، مفاده: أن وجود "خراب" في جزء من الفاكهة يعني "خراب" الكل، وبالتالي فإن المُحصلة النهائية لهذا الفهم ستعني أهمية التخلص من تلك الفاكهة؛ وأيًّا كانت طبيعة الجزء غير الصالح للأكل.

أما بخصوص "فساد" أو تعفن أو "خراب" الفواكه (على مستوى العنوان: العلمي والصحي)؛ فيجب أولًا تحديد نوع الفاكهة والمجموعة التي تنتمي إليها (فهناك مجموعة الحمضيات كالليمون، ومجموعة السكريات كالموز، ومجموعة النشويات كالبطاطا، ومجموعة الفواكه والخضروات الدهنية كالزيتون، ومجموعة الألياف كالحشائش، وهناك غيرها من مجموعات؛ وفي كل من هذه المجموعات هناك الصلب منها وهناك الرخو). ومن جانب آخر، فإن هذه المجموعات المُتعددة تٓفسِد بطُرق مُخْتَلِفةِ وبميكروبات لا تتشابه في ميكانيكية إحداث عملية التعفن؛ ومن ثم- وبعد كُل هذا- فأنه يجب تحديد نوع ومُسمى سبب التعفُن الميكروبي الحاصل: أي هل هو بكتيري أو فطري أو فيروسي أو طفيلي (وفي كل نوع هناك أجناس عديدة من الميكروبات)، أم أن سبب ذلك "الفساد" ناتج من مواد سامة تفرزها تلك الميكروبات.

فلاحظ كل هذا التصنيف عند الحديث عن التعفن أو "الفساد"، وإختلاف نوع ومجموعة الفاكهة؛ ومن ثم سنلاحظ أيضًا بأن إنتشار العفن في الفواكه الرخوة ليس كذاك الذي يحدث في الصلبة منها.

إن كل ما ذكرته ليس لتصعيب الأمر بل لتوضيحه من ناحية؛ ولنقد ما تم نشره من ناحية أخرى؛ وأن كل ما ذكرته في هذا التوضيح قد ناقش الموضوع على مستوى العناوين الرئيسة، دون الدخول في التفاصيل.

وبعد كل هذا (أي بعد وضع النقاط على الحروف في فهم ميكانيكية حدوث العفن)، فإننا نستطيع وضع عنوان لطبيعة التغير الذي قد يحدث عند "فساد" نوعية مُعينة من الفاكهة؛ وليتم التحدث- بعدها- عنها بأسلوب علمي؛ ومن بعد ذلك نستطيع تلخيص العبارات الإرشادية المُتعلقة بذلك العنوان المُحدد بطريقة موضوعية ومنطقية.

أما رٓمي الحبل على الغٓارِب وتعميم الجُمل على الناس بهذه الطريقة (في محاولة لإخافتهم وتغيير عاداتهم) فإنه لا يخدم الإرشاد الصحي لا من قريب ولا من بعيد.

0 comments:

Post a Comment