Friday, 18 December 2015
December 18, 2015

ترامس الشاي والقهوة وهواجس وجود مادة الأسبستوس


في البداية وقبل الإجابة على السؤال المضمر في عنوان هذا المقال، أُبيِّن بأنَّ الأسبستوس (باختصار) منتج معدني مقاوم للحرارة والتآكل، وكان جزءً من صناعات مُتَعَدِّدة كالعزل والسمنت وأسقف البيوت وأدوات المطبخ والألعاب (وغيرها الكثير من المنتجات)، حتى تم إيقاف استخدامه رسميًا عام 1970م؛ إلَّا إنَّ بعض المؤسسات في بعض الدول بقيت تستخدمه بصورة عشوائية في بعض الصناعات وفي بعض أنابيب المياه العمومية التي تُغذّي البيوت وفي غيرها من مواد البنية التحتية والإنشائية بسبب مقاومته (دون رقيب أو حسيب خصوصًا عند ما يُصاب بالعطب أو الكسر أو عند إعادة تدوّيره!). وينتج عن استنشاق غبار أليافه (الذي لا يرى بالعين المجردة) التهاب مزمن يُصيب حويصلات الرئتين. وهو قادر أيضًا (بسبب شكله وحجمه) على البقاء مُعَلَّق في الهواء لفترة طويلة في حال انتشر في الهواء في هيئة جُزئيات مجهرية. واعتمادًا على الحالات المسجلة عالميًا، فإنَّ تَسَبُّبه في تَجْرِِّيح أنسجة الرئتين وإحداثه صعوبة في التنفس يصاحبها ألام صدرية وسعال مستمر قد تنتهي بالسرطان (سميا عند المدخنين) كما تُفيد الجهات المرجعية (أنظر المراجع) لا يظهر إلا بعد التَعَرُّض الطويل المدى له (يُقدَّر بحدود 10 إلى 40 سنة على نحوٍ مستمرٍ)؛ ولم يحدث أنْ تم تسجيل حالات فقط من خلال التعرُّض القصير المدى له، وأنَّ أعراضه (المُتَباينة بين الخفيفة والحادة) لا تظهر مُطلقًا من اللحظة التي يتم استنشاقه فيها. هذا فضلًا عن أنَّ حالاته المسجلة (والمُقيَّدة بالمدى البعيد) كانت كلها بسبب طبيعة العمل الداخلة أليافه فيه، ولم يتم تسجل حالات خارج نطاق طبقة المُتعاملين معه صناعيًا؛ والتي كان جلُها قبل عام 1970م (أنظر المراجع المُرفقة).

أمَّا اليوم، فَيُفترَض أنَّ هذه المادة تقع عالميًا تحت الرقابة الشديدة (وهذا ما نأمله). وفي حال تم الكشف عن وجودها في إحدى المنتجات (كما أكَّدت بعض الفحوص بالنسبة لبعضها)، فيجب أنْ لا يتم كسرها، بل تغلِّيفها في كيس مُحكَم الإغلاق، وتسلِّيمها للجهات المعنية، وضرورة سؤالهم عن الثغرات التي من خلالها تم تسلل مثل تلك المنتجات لأسواقنا، وعن طبيعة المختبرات الرقابية القادرة عن كشفه وتمييزه، وعن المؤسسات المسؤولة عن حماية المستهلك وطبيعة دورها المُناطة به تجاه هذه المنتجات.

وأمَّا بخصوص ما ظهر من فيديوهات لبعض الأمهات اللاتي كن يقمن بتكسِّير بعض ترامس الشاي والقهوة بسبب مُلاحظة وجود بقع سوداء فيها (أو ما شابه من مؤشِّرات كبعض الكبسولات)، فهو أمر غير صائب، لأنهن (في حال الوجود الفعلي لتلك المادة في تلك الترامس كما أفادت بعض الفحوص بالنسبة لِبعضها): سوف يُعَرِّضْن أنفسهن وكذلك الآخرين للخطر.

وأمَّا بالنسبة للبقة السوداء الموجودة في بعضها، فهي من جانب لا تدل بالضرورة على وجودة مادة الأسبستوس، ومن جانب ثاني (فإنْ وُجِدتْ) فَهي لن تسبِّب بإذنه تعالى الضرر كونها محفوضة في داخل المُنتَج، ولكنَّها سَتُشكِّل مصدر ضرر مُستقبلي في حال تم كسر المُنتَج أو لم يتم إعادة تدويره بصورة صحيحة. وهو السبب الذي دفع مؤسسات حماية المُستهلك في الكثير من الدول للتوقف عن التعامل مع جميع المُنتجات التي تدخل فيها مادة الاسبستوس خوفًا من أي ضرر مُستقبَلي قد يحدث منها جراء سواء استخدام عوام الناس لها.

0 comments:

Post a Comment