جهينة الإخبارية 27 / 4 / 2014م - 12:32 ص
الباحث المحروس: لا دليل على ربط أجهزة البصمة بأمراض سرطانية
نفى الباحث والاستشاري في علوم الميكروبات الإكلينيكية وهندستها الجينية الدكتور محمد آل محروس ما يشاع حول تسبب أجهزة التعرف بواسطة البصمة الإلكترونية «Finger - Print Recognition System»، الخاصة بإثبات الحضور والانصراف في الدوائر الحكومية والشركات والمدراس، بأمراض مستعصية مثل السرطان.
وقال غير صحيح، ولا يستند لدليل علمي، ولا يوجد هناك أي دراسات علمية موثقة في مجلات محكمة تُشير لتسبب هذه الأجهزة بمثل هذه الأمراض الخطيرة.
وعلق الدكتور آل محروس، قائلًا: ”لغاية الآن «وبعد تحري دقيق» لم أجد أي دراسة تؤكد وبدليل قاطع تسبب هذه الأجهزة بأمراض سرطانية، وللأسف فإننا لا نستطيع القيام بأي دراسة محلية مساندة، تدعم وتُساند المصادر الخارجية في مثل هذه المعلومات، ولا يوجد لدينا مراكز متخصصة بالدراسات والأبحاث تعنى بمثل هذه الجزئيات الدقيقة“.
ويوضح الدكتور آل محروس لــ ”اليوم“ بأن هذه الأجهزة تستخدم في العادة موجات الضوء العادي أو الأشعة تحت الحمراء الشبيهة بأجهزة التحكم عن بعد الخاصة بالتلفزيونات وأجهزة التكييف وغيرها من أجهزة «وهي أشعات آمنة ولحد كبير»، ولا يستخدم فيها أي من الأشعاعات الضارة كالأشعة السينية أو الموجات الصوتية أو الميكروويف، كما يتم تداوله.
ويضيف الدكتور آل محروس، قائلًا: ”بأن هذه الأجهزة تعتمد في عملها على تقنية يتم استخدامها في الأساس في كاميرات التصوير الرقمي وتعرف باسم «Charged Couple Devices - CCD»، حيث يتم تغطية هذه الأجهزة الحساسة بطبقة من مادة السيلكون، وعندما يسقط الضوء القادم من الكف على مادة السيليكون تنبعث منها إلكترونات حرة الحركة، لتقوم - هذه الالكترونات بعدها - بتشكيل تيارًا ضوئيًا يسقط على مادة السيلكون، فيتم بعد ذلك قياسه بواسطة الجهاز، فتُقرأ البصمة“.
ويعلق الدكتور آل محروس قائلًا: ”بإن أجهزة التعرف بواسطة البصمة «أو الكف» ستقوم بعد تصويرها لبصمة اليد، بتحليل وحفظ وتمييز الخواص الفيزيائية للأصبع، وخاصة الشكل الهندسي له، حيث ستقوم بقياس كافة خواص الأصبع، لتشكل هذه الخواص مجتمعة علامة فارقة للتمييز بين الأشخاص من أجل التوثيق لغرض الحضور والإنصراف أو لأي غرض توثيقي آخر“.
ولكن الدكتور آل محروس لم يستبعد احتمالية تسبب هذه الأجهزة في إنتقال بعض الأمراض الجلدية مثل الدمامل والفطريات من الموظفين المصابين بهذه الأمراض إلى الموظفين الأصحاء، لأن هذه الأجهزة الإلكترونية تنقل الحساسية التلامسية للأصبع، بل وقد يتعدى ذلك إلى نقل أمراض خطيرة مثل الجراثيم البكتيرية المقاومة للمضادات، إذا كان الأصبع ملوثًا بها، مثلاً «وهو أمر غير مستبعد».
ويُضيف قائلًا: ”بأن مثل هذه الأخطار تزداد عند تركيب هذه الأجهزة في المنشأت الصحية التي تتعامل في الأساس مع مرضى، وليس بغريب وجود بعض الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية في بعض المنشأت الصحية والتي قد تتواجد على أيدي الطاقم الطبي والإداري العامل بها، وخصوصًا تلك النوعية الشرسة والتي تنتشر في المستشفيات والتي تُسمى ب «Multi - drug resistant hospital - acquired infections»“.
ويؤكد الدكتور آل محروس، قائلًا: ”بأن أجهزة الأصبع ستكون أمنة ولن يترتب عليها أية أضرار صحية «تسببها الميكروبات»، فقط إذا تم تطبيق الأساليب والوسائل الوقائية المتعارف عليها لدى منظمات الصحة، وكذلك تطبيق الطرق الصحية في تنظيف وتعقيم اليد قبل وبعد الأستخدام، وأيضًا تعقيم الجهاز بشكل دوري تجنبًا لإنتقال أي أمراض جلدية معدية أو ميكروبية“.
ويعلق الدكتور آل محروس بالقول: ”إضافة لموضوع الإلتزام بسبل الوقاية والتعقيم المستمر، من المهم التعامل مع الشركات المعتمدة من قبل الهيئات الصحية في هذا المجال، والتي تم اجتياز أجهزتها لفحوص الجودة وبعد التأكد من أنها تدمج في تصنيعها لمثل هذه الأجهزة تقنيات لتعقيم منطقة القياس باستمرار ضد الميكروبات وبشكل آلي“.
0 comments:
Post a Comment