Thursday 23 February 2017
February 23, 2017

هل الجمع بين أكل السمك وشرب اللَّبِن أو البيض (كما ورد في الرسالة الذهبية) يَضُر بالصحة؟



اعتمادًا على المُتَوفِّر من أبحاث، فإنَّ هذا الاعتقاد حَرَمَ أكِلِّي السمك من فوائد اللَّبِن كالكالسيوم (الدَاخِل في تركيب العِظام). ونُؤكِّد (اعتمادًا على التقارير الطبية) بأنَّ السبب الحقيقي وراء تبلوّر هذه الفكرة لا يَكمِن في ظُهور الضرَر الناتِج من الجمع بين الأكلتين، ولكنَّه مُتأصِّل في حقيقة أنَّ كلاهما يُعَدُّ من الأغذية المُثِيرة لِلحَسَاسِية عند البعض؛ فإذا كان الشخص يَتَحَسَّسِ من أحدِهما فسوف يظهر ضرره لِوَحدِه. وعلى هذا، فإنَّ الضَّرَر سَيَتَضَاعف إذا كانت الحَسَاسِية من كلاهُما. وقد يُتَخوَّف - طبيًا - من حصول إثارة لِأحدِهما نظرًا لوجود حَساسية للآخر. أما إذا لم يكن لدى الشخص حَسَاسِية لأي منهما فلَنْ يكون هناك أي خطر على صحته ويستطيع الجمع بينهما. ويَصدُق هذا التوضيح على موضوع "التخَوف من الجمع بين اللَّبِن وَالحَبْحَب (المعروف بالجِح في دول الخليج)، أوبين الموز والسمك، أو الموز والبيض. وعليه، فإنَّه لا مانع طبيًا من الجمع بين اللَّبِن والسمك، أو اللبن والحَبْحَب، أو الموز والبيض، أو الموز السمك، إذا لم يكن لدى الشخص حَسَاسِية لأي من هما أو لِكليهما من الأساس. أمَّا إذا وُجِدت هذه الحَسَاسِية، فيكتفي المُتَحَسِّس (هو فقط، دون بقية الناس) بالابتعاد عن الغذاء (أو الأغذية) المُسبِبة للحَسَاسِية فقط وأكل ما عدَاها من أغذية.

وانطلاقًا من الفقرة السابقة، فإنَّ البيض مُقارنةً بِبقية الأغذية (لتركيبته البروتينية العالية) يُعَدُّ مُثيرًا للحَسَاسِية أكثر من غيره؛ بل أنَّ الحَسَاسِية الناتجة عنه مُنتشرة عند البعض وبمستوى عالي في حدة نوباتها؛ حتى أنَّ تحذيرات الجهات المُشرفة على "حماية المُستهلك" في الدول الغربية تفرض وضع علامات على المُنتجات تُبيِّن احتوائها على البيض من عدمه (حمايةً للمُتَحَسَّسين منه، والذين قد يُصابون بنوبات تؤدي - عند البعض - للوفاة). ولو أضفنا على هذا الطبيعة البروتينية الخَاصة لِلطبيعة الخاصة بالأسماك، فإن الصورة الضبابية المرتبطة بِفلسفة النهي عن الجمع بين بعض الأغذية - التي لا تُناسب البعض (وليس الكُل) - ستكون بَيِّنة. وللتوضيح، فإنَّ مصطلح حَسَاسِية لا يعني فقط ظهور طفح أو احمرار جلدي، ولكنَّه يَشمَل الاضطرابات المعدية والغثيان وحموضة المعدة الناتجة من زيادة إفرازاتها عند تناول أغذية مُهيِّجة لها. ومن هنا، نقول بأنَّ الشخص هو طبيب نفسه، حيث يستطيع أنْ يُمَيِّز بين ما يُتعِبه (أي يَتَحسس منه، ولو بمستويات مُتدنية جدًا) من أغذية وبين ما يُريحه، بغض النظر عن الفائدة العامة - المُتعارف عليها طبيًا - من ذلك الغذاء.

0 comments:

Post a Comment