في البداية لا بُدَّ أنَّ نعرف بأنَّ الكبريت من المعادن الطبيعية التي تتواجد بصيغ مُختلفة وفي بيئات مُتعدِّدة (المتوزِّعة في مناطق مُتعدِّدة من العالم)، والتي تشمل العيون التي تنبع من جوف الأرض. لذا، فلا غرابة في أنْ نجد الكبريت ضمن مكوِّنات بعض المياه الجوفية على اختلاف تركيزه فيها.
بل إنَّ الاستحمام في العيون الكبريتية (مع العلم من أنَّها تُطلِق روائح غير مرغوب فيها قريبة من رائحة البيض المُتعفِّن) يرجع في جذوره لأيام الحضارات اليونانية والمصرية القديمة؛ حيث شاع من حينها (هذا إذا لم يكون من قبل ذلك أيضًا) استخدامها كطرق شعبية للاسترخاء بسبب ارتفاع درجة حرارتها، بل وكأحد السُبُل العلاجية (على حد اعتقاد الكثير من الناس).
ومع العلم من أنَّ الدراسات الطبية بخصوص الفوائد التي يُمكن الحصول عليها من الاستحمام في المياه المعدنية تُعدُّ عمومًا خجولة، إلَّا أنَّنا نجد أنَّ بعص الجهات التي تُمارس العلاج الطبيعي في بعض الدول كاليابان ودول الشرق الأوسط ودول شرق آسيا وبعض الدول الأوروبية وبعص الدول في جنوب أمريكا تدعم فكرة أنَّ الاستحمام في المياه الكبريتية يملك القدرة على قتل بعض الميكروبات الجلدية الشاملة للبكتيريا والفيروسات والفطريات، وكذلك شفاء الصدفية (psoriasis) وبعض الأمراض الجلدية كالأكزيما (Eczematosis). ليس هذا فَحسب، بل إنَّ بعضهم يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ويذكر بأنَّ هذه النوعية من المياه تُعالج بعض أمراض الجهاز العظمي.
بل إنَّه في أيامنا هذه نجد أنَّ مُنتجعات المياه المعدنية (Spa) في الكثير من الفنادق الفخمة تُقدِّم هذا النوع من الاستحمام تحت عنوان الحمام المائي (balneotherapy)؛ حيث إنَّ عبارة (balneo) قادمة من اللغة اللاتينية - التي تعني حمام - تتضمَّن فكرة الاستحمام في المياه المعدنية الدافئة، وتتضمَّن كذلك مفاهيم دراسة علوم المياه الطبية. وقد يعدُّها بعض من هو منغمس في هذه الدوائر الطبيعية أيضًا من العلوم الطبيعية الوقائية.
وهنا لا بُدَّ أنَّ نؤكِّد مرة ً ثانيةً على أنَّ هذا الطرح هو ضمن الاعتقاد العام والشائع، إلَّا أنَّه لا يُوجَد دليل علمي على مستوى البحوث والدارسات يدعمه بالتفاصيل المطلوبة إكلينيكيًا، سوى قول البعض بأنَّ الاستحمام في المياه الكبريتية يزيد من ضغط ثقلها النوعي على الجسم بسبب تركيبتها المعدنية (وهو ما يتم الشعور به فيها)، مِمَّا يُحسِّن من حركة الدورة الدموية ومن تغذية الأعضاء الحيوية، وبأنَّها تعمل على إزالة السموم من الجسم بنفس الطريقة التي تقوم بها أملاح الإبسوم (Epsom salts) أو كبريتات المغنسيوم التي يتم وضعها في مياه الاستحمام (كما يقولون).
ومع العلم من كل هذا، نجد التفاوت في مسائل التعامل الرسمي من قبل بعض الدول مع مثل هذه العلاجات المائية التي ترتكز على وجود الكبريت وبقية المعادن الطبيعية. فمنهم من سلَّم بفوائدها التي في أقل مقاديرها تكمن في عملية الاسترخاء؛ بينما ذهب البعض الأخر إلى ضرورة دعم كل هذا بما يدعمه علميًا.
فعلى سبيل المثال، ففرنسا (مثلًا)، تُدفَع بعض مصاريف هذا النوع من العلاج بواسطة نظام الرعاية الصحية الرسمي الذي توفِّره الدولة، لا أقلها من أجل توفِّير نوع من الاسترخاء الجسدي.
بينما نجد استجابة دول أُخرى كأمريكا بطيئة تجاه هذه التطبيقات وتطالب بدعم هذا الطرح بأدلة دراسية، علمًا بأنَّ رابطة العلاج الاستحمامي الموجودة لديها (Balneotherapy Association of North America) قدَّمتْ معلومات عامة بشأن الفوائد المرجوة من عملية الاستحمام في هذه النوعية من المياه داعمةً إياها ببعض الدراسات العامة التي تحتاج للمزيد من التفاصيل [1]. ولعل هذا التردُّد الملحوظ على المؤسّسات الأمريكية ناتج بسبب أنَّ الرابطة الطبية الأمريكية (American Medical Association) لم تعترف بها كعلاج. إلَّا أنَّ المركز الطبي التابع لجامعة ميرلاند (University of Maryland Medical Center) يذكر بأنَّ إحدى الدراسات تقترح (دون تأكِّيد صارم) بأنَّ العلاج الاستحمامي يستطيع علاج العديد من أنواع التهاب المفاصل المختلفة (arthritis). والأشخاص الذين يستحمون في حمامات المياه الكبريتية وغيرها من حمامات العلاج الطبيعي الشاملة للطين الكبريتي تتحسّن صحتهم على وجه العموم (على حد العبارات التي يُقدِّمها بعض من يعملون في أقسام العلاجات البديلة في هذا المركز). ويضيف المركز الطبي التابع لجامعة ميرلاند على ذلك أيضًا بأنَّ هناك اعتقاد ينص على أنَّ هذه النوعية من العلاجات مفيدة للحساسية ومشاكل التنفس الصحية، إلَّا أنَّ الدليل على صحة هذا الطرح (كما يُفيد نفس المركز) غير متوفِّر.
إلَّا إنَّه في الجانب الأخر، فإنَّ وجود الاعتقاد بالفوائد وعدم توفُّر الدليل على القاطع على حدوثها فعليًا، لا يعني غياب بعض الآثار السلبية للمياه الكبريتية التي قد يُعاني منها البعض. حيث إنَّ البعض يتحسَّس من الكبريت سواء كان في هيئة سلفيات أو أدوية السلف (Sulfonamides). بل إنَّ الدراسات المُحكمة تُفيد بأنَّ هناك حالات مُسجَّلة لأشخاص تشكَّل لديهم ما يُسمَّى بِـ "التهاب ينابيع الكبريت الجلدي" (sulfur spring dermatitis) (كما تُبيِّن الصورة)، وهو مرض يظهر على شكل بقع حمراء بعضها أشبه بالحروق النسبية وبعضها يشبه التقرُحات الجلدية (وهذا الأمر موثَّق إكلينيكيا) [2] [3] [4].
بل إنَّ الاستحمام في العيون الكبريتية (مع العلم من أنَّها تُطلِق روائح غير مرغوب فيها قريبة من رائحة البيض المُتعفِّن) يرجع في جذوره لأيام الحضارات اليونانية والمصرية القديمة؛ حيث شاع من حينها (هذا إذا لم يكون من قبل ذلك أيضًا) استخدامها كطرق شعبية للاسترخاء بسبب ارتفاع درجة حرارتها، بل وكأحد السُبُل العلاجية (على حد اعتقاد الكثير من الناس).
ومع العلم من أنَّ الدراسات الطبية بخصوص الفوائد التي يُمكن الحصول عليها من الاستحمام في المياه المعدنية تُعدُّ عمومًا خجولة، إلَّا أنَّنا نجد أنَّ بعص الجهات التي تُمارس العلاج الطبيعي في بعض الدول كاليابان ودول الشرق الأوسط ودول شرق آسيا وبعض الدول الأوروبية وبعص الدول في جنوب أمريكا تدعم فكرة أنَّ الاستحمام في المياه الكبريتية يملك القدرة على قتل بعض الميكروبات الجلدية الشاملة للبكتيريا والفيروسات والفطريات، وكذلك شفاء الصدفية (psoriasis) وبعض الأمراض الجلدية كالأكزيما (Eczematosis). ليس هذا فَحسب، بل إنَّ بعضهم يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ويذكر بأنَّ هذه النوعية من المياه تُعالج بعض أمراض الجهاز العظمي.
بل إنَّه في أيامنا هذه نجد أنَّ مُنتجعات المياه المعدنية (Spa) في الكثير من الفنادق الفخمة تُقدِّم هذا النوع من الاستحمام تحت عنوان الحمام المائي (balneotherapy)؛ حيث إنَّ عبارة (balneo) قادمة من اللغة اللاتينية - التي تعني حمام - تتضمَّن فكرة الاستحمام في المياه المعدنية الدافئة، وتتضمَّن كذلك مفاهيم دراسة علوم المياه الطبية. وقد يعدُّها بعض من هو منغمس في هذه الدوائر الطبيعية أيضًا من العلوم الطبيعية الوقائية.
وهنا لا بُدَّ أنَّ نؤكِّد مرة ً ثانيةً على أنَّ هذا الطرح هو ضمن الاعتقاد العام والشائع، إلَّا أنَّه لا يُوجَد دليل علمي على مستوى البحوث والدارسات يدعمه بالتفاصيل المطلوبة إكلينيكيًا، سوى قول البعض بأنَّ الاستحمام في المياه الكبريتية يزيد من ضغط ثقلها النوعي على الجسم بسبب تركيبتها المعدنية (وهو ما يتم الشعور به فيها)، مِمَّا يُحسِّن من حركة الدورة الدموية ومن تغذية الأعضاء الحيوية، وبأنَّها تعمل على إزالة السموم من الجسم بنفس الطريقة التي تقوم بها أملاح الإبسوم (Epsom salts) أو كبريتات المغنسيوم التي يتم وضعها في مياه الاستحمام (كما يقولون).
ومع العلم من كل هذا، نجد التفاوت في مسائل التعامل الرسمي من قبل بعض الدول مع مثل هذه العلاجات المائية التي ترتكز على وجود الكبريت وبقية المعادن الطبيعية. فمنهم من سلَّم بفوائدها التي في أقل مقاديرها تكمن في عملية الاسترخاء؛ بينما ذهب البعض الأخر إلى ضرورة دعم كل هذا بما يدعمه علميًا.
فعلى سبيل المثال، ففرنسا (مثلًا)، تُدفَع بعض مصاريف هذا النوع من العلاج بواسطة نظام الرعاية الصحية الرسمي الذي توفِّره الدولة، لا أقلها من أجل توفِّير نوع من الاسترخاء الجسدي.
بينما نجد استجابة دول أُخرى كأمريكا بطيئة تجاه هذه التطبيقات وتطالب بدعم هذا الطرح بأدلة دراسية، علمًا بأنَّ رابطة العلاج الاستحمامي الموجودة لديها (Balneotherapy Association of North America) قدَّمتْ معلومات عامة بشأن الفوائد المرجوة من عملية الاستحمام في هذه النوعية من المياه داعمةً إياها ببعض الدراسات العامة التي تحتاج للمزيد من التفاصيل [1]. ولعل هذا التردُّد الملحوظ على المؤسّسات الأمريكية ناتج بسبب أنَّ الرابطة الطبية الأمريكية (American Medical Association) لم تعترف بها كعلاج. إلَّا أنَّ المركز الطبي التابع لجامعة ميرلاند (University of Maryland Medical Center) يذكر بأنَّ إحدى الدراسات تقترح (دون تأكِّيد صارم) بأنَّ العلاج الاستحمامي يستطيع علاج العديد من أنواع التهاب المفاصل المختلفة (arthritis). والأشخاص الذين يستحمون في حمامات المياه الكبريتية وغيرها من حمامات العلاج الطبيعي الشاملة للطين الكبريتي تتحسّن صحتهم على وجه العموم (على حد العبارات التي يُقدِّمها بعض من يعملون في أقسام العلاجات البديلة في هذا المركز). ويضيف المركز الطبي التابع لجامعة ميرلاند على ذلك أيضًا بأنَّ هناك اعتقاد ينص على أنَّ هذه النوعية من العلاجات مفيدة للحساسية ومشاكل التنفس الصحية، إلَّا أنَّ الدليل على صحة هذا الطرح (كما يُفيد نفس المركز) غير متوفِّر.
إلَّا إنَّه في الجانب الأخر، فإنَّ وجود الاعتقاد بالفوائد وعدم توفُّر الدليل على القاطع على حدوثها فعليًا، لا يعني غياب بعض الآثار السلبية للمياه الكبريتية التي قد يُعاني منها البعض. حيث إنَّ البعض يتحسَّس من الكبريت سواء كان في هيئة سلفيات أو أدوية السلف (Sulfonamides). بل إنَّ الدراسات المُحكمة تُفيد بأنَّ هناك حالات مُسجَّلة لأشخاص تشكَّل لديهم ما يُسمَّى بِـ "التهاب ينابيع الكبريت الجلدي" (sulfur spring dermatitis) (كما تُبيِّن الصورة)، وهو مرض يظهر على شكل بقع حمراء بعضها أشبه بالحروق النسبية وبعضها يشبه التقرُحات الجلدية (وهذا الأمر موثَّق إكلينيكيا) [2] [3] [4].
بل وأنَّ بعض المياه الجوفية التي عُرِفَ عنها بأنَّها مُنتجعات جيدة للسباحة بها بعض الميكروبات المُمرضة على اختلاف نوعياتها وفصائلها [4].
بل ويجب التأكِّيد أيضًا على ضرورة عدم شرب المياه الكبريتية. حيث إنَّه بالارتكاز على وكالة حماية البيئة (EPA) وعلى مراكز التحكم والحماية من المرض (CDC)، فإنَّ شرب الماء الذي يحتوي على مستويات مرتفعة من الكبريت يُسبِّب الإسهال، وبالخصوص عند الأشخاص الرضُّع. ليس هذا فحسب، بل إنَّ استخدام الحمامات الكبريتية الدافئة غير منصوح به للحوامل (حتى لا تؤثِّر تراكيز المعادن في المياه على حالة الجنين)، وكذلك للأشخاص الذين يُعانون من مشاكل في ضغط الدم، والأشخاص الذين يتم علاجهم بأدوية مُمِّيعة للدم.
وعلى كل حال، فإنَّ الكبريت في حد ذاته غير سام للجسم البشري، حيث إنَّه موجود في البيض والدجاج. ومع الرغم من كل هذا، فبعض الأشخاص يتحسّسون منه ومن الأدوية التي تحتويه. ولهذا فإنَّ مثل هؤلاء يحتاجون لمراجعة الطبيب المُختَص القادر على تقدِّيم الرعاية الصحية لهم قبل الاستحمام في مياه معدنية.
وفي العموم، فإنَّ التوجُّه العام عند مجموعة يُعتَدُ بها من الناس يسير نحو العلاجات البعيدة عن الطرق الدوائية، والبحث عن الطرق البديلة الطبيعية غير الجراحية والرخيصة الثمن. ولعل العلاج الاستحمامي هو أحد هذه الطرق (كما يراها البعض).
________________
[1] Matz H, Orion E, Wolf R. Balneotherapy in dermatology. Dermatol Ther. 2003;16(2):132-40.
[2] Gilligan P, and Vander Horst AV. Allergy to a Hot Tub Water Treatment Chemical: An Unexpectedly Common Cause of Generalized Dermatitis in Men. J Clin Aesthet Dermatol. 2010 Feb; 3(2): 54–6.
[3] Lee CC, Wu YH. Sulfur spring dermatitis. Cutis. 2014 Nov;94(5):223-5.
[4] Sun CC, Sue MS. Sulfur spring dermatitis. Contact Dermatitis. 1995 Jan;32(1):31-4.
[3] Lee CC, Wu YH. Sulfur spring dermatitis. Cutis. 2014 Nov;94(5):223-5.
[4] Sun CC, Sue MS. Sulfur spring dermatitis. Contact Dermatitis. 1995 Jan;32(1):31-4.
0 comments:
Post a Comment