أولًا: لا بد هنا من الالتفات إلى موضوع أنَّ المشي الاعتيادي الذي يسير على نسق حركة الانسان عند تنقُلِّه اليومي والذي لا يتطلب زيادة ملحوظة في عمل أجهزة الجسم الداخلية لا يندرج تحت مظلة المجهود بمعناه الرياضي الحقيقي! ولقد جاءت الإشارة لهذا الأمر في الملاحظات الأخيرة في تسجيلنا المصوّر الذي نشرناه في الأسبوع الثالث من شهر أبريل من هذا العام ٢٠١٩م (كما تظهر صورة غلاف هذه المقال).
ثانيًا: المعتمد في مجمل النقاشات العلمية هو الدليل والبرهان، "قل هاتوا برهانكم إِنْ كنتم صادقين". فالأدلة الطبية بجميع استدلالاتها لا تتوافق وبدل المجهود بمعناه الرياضي الحقيقي عند تدنِّي مستوى الطاقة والسوائل في الجسم.
ثالثًا: لقد ذكر بعض المتحدثين في أحد المقاطع المرسولة في وسائل التواصل الاجتماعي بأنَّ هناك مدارس تختلف في خلاصاتها حول ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان (أي الرياضة بمعناها الحقيقي)، فيا حبذا لو تم تزويدنا باسماء هذه المدارس الداعمة والمعارضة حتى نفهم فحوى ما يُشار إليه بدلًا من الحديث العام غير المستند على حقائق علمية! وهنا لا بد أيضًا من التفرّيق بين وجهات النظر الشخصية غبر المستندة إلى أدلة علمية والإفاضات الطبية المعتمدة والواضحة المخرجات.
رابعًا: إنَّ القول بأنَّ الملاحظات الشخصية لم تسجّل إصابات خلال شهر رمضان، هو قول غير علمي ولا يلغي الثوابت الطبية. وهو كقول أحدهم بأنَّ جميع أقاربه المدخنين لم يصابوا بسرطان الرئة!
خامسًا: من أين حصل بعض الرياضيين على الخلاصة القائلة بأنَّ الجسم يبدأ بخسارة سوائله بعد أكثر من ساعة من ممارسة الرياضة، ليبني من بعدها استنتاجه القتئل بأنَّ ممارسة الرياضة قبل وقت وجبة الإفطار الرمضانية هو أمر مقبول! حيث أنَّ من الثوابت الطبية الثابتة القائلة بأنَّ الجسم قبل وقت الإفطار يكون في أدنى مستوياته من السوائل والطاقة، بحيث تكون عملياته الأيضية لا تسير على نحو متكامل. وحتى لو فرضنا بأنَّ الجسم بقي في الأجواء الباردة بدون تعرق، فهذا لا يعني بأنَّه لا يفقد سوائل. فحركة الهواء المتسارعة أثناء التنفس لوحدها تفقد الجسم جزءً كبيرًا من سوائله!
سادسًا: بخصوص من يقول بأنَّ الوقت المناسب لممارسة الرياضة خلال شهر رمضان هو الوقت الذي يتناسب معك ومع عائلتك هو قول غير طبي وليس له أسس علمية، وهو لا ينم إلا عن وجهة نظر شخصية لا تسمن ولا تغني من جوع.
سابعًا: لو تنازلنا للطرف الأخر بقبول ممارسة الرياضة بمعناها الرياضي الحقيق خلال شهر رمضان فهذا لن يعني أبدًا القول بأنَّ تحقيق الفائدة خلال الصيام سيكون أفضل من تحقيقها خلال الفترة المسائية بعد تزويد الجسم بجميع احتياجاته الغذائية.
0 comments:
Post a Comment