إنَّ الكلام الذي يقول بأنَّ الإكثار من أكل الأرز يُساعد على محاربة السمنة كلام غير صحيح وتُوجَد به مغالطات وتلميحات خاطئة، والصورة التي صاحبته كخبر انتشر على وسائل التواصل الإجتمعي لم تخدم فحواه مطلقًا.
والصحيح هو أنَّ بعض الدراسات التي تحدَّثت عن هذا الأمر (كتلك التي تزعمها مثلًا الياباني "كوموتو إماي" والتي تحدَّث عنها في إحدى المؤتمرات الأوروبية) قد لاحظت فقط ولم تربط بشكل قاطع: بأنَّ بعض الدول التي تعتمد على الأرز الأبيض الخالص (وليس الأرز العربي الدسم) بطريقة مُعتَدِلة (دون المُبَالغة في أكله) كبنجلادش وكمبوديا وفيتنام وأندينوسيا لا تشتكي من سُمنَة مُفرِطة. وهو على عكس ما تم ملاحظته (من خلال القراءات العامة) من ارتفاع في مُعدلّات السمنة في الدول الغربية التي تتضمَّن وجباتها أطباق لا تعتمد على الأرز!
بمعنى أنَّ مثل هذه الدراسات قدَّمت ملاحظاتها فقط من خلال الُمُقارَنة واعتمادًا على افتراض أنَّ الكمية المُعتَدِلة من الأرز الأبيض تُشعِر الإنسان بالشبع (بسبب احتوائها على نسبة من الألياف كحال الكثير من الحبوب الطبيعية). إلَّا أنَّ هذه العلاقة (باعتراف من قدم مُلاحظاته في هذا الشأن) هي علاقة غير واضحة وتحتاج لدراسات حقيقية واضحة!
وللتأكيد، فإنَّ مثل هذه الدراسات أيضًا لم تشمل ما يحدث لدينا في الدول الخليجية من فوضى في أكل الأرز (دون حسيب ولا رقيب) لا من قريب ولا من بعيد.
بل ويجب الإشارة أيضًا إلى أنَّ الأرز من الأغذية النشوية التي ما أنْ يرتفع منسوبها في الجسم دون الإستفادة منها كسعرات حرارية فإنَّها حتمًا ستترسَّب في هيئة زوائد غير مرغوب فيها. حيث إنَّ كوب واحد من الأرز يحتوي على 206 سعرة حرارية تنتج من 45 جرام من النشويات. وهو مُعدَّل عالي من النشويات في مقدار صغير من الطعام. بل وأنَّ مُؤشِّر السُكَّر (glycemic index) للأرز مُقارنة بغيره عالي جدًا (في حدود 73). وهو الأمر الذي يعني أنَّك حينما تأكل الأرز فإنَّه سيتحوَّل إلى سُكَّر بشكل سريع في الدم، مِمَّا يؤدّي إلى افراز البنكرياس للإنسولين بصورة سريعة، فينتج عن هذا نمو الخلايا الدهنية بعد امتصاصه. ومن هنا نفهم بأنَّ الجسم يتفاعل إلى حدٍ كبيرٍ بايقاع مُشابِه عند رمي السُكَّر الأبيض فيه.
وعند مُقارنة هذه العملية مع نفس الكمية من القرنبيط مثلًا، سنُلاحِظ بأنَّ كمية النشويات فيها في حدود 25 سعراة حرارية تنتج من 5 جرامات من النشويات، وأنَّ مُؤشِّر السُكَّر فيها تساوي صفر. وهي كمية قادرة على تزويِّد الجسم بِمعدَّل عالي من الألياف والفيتامينات، بل وقادرة أيضًا على جعل الشخص يشعر بالشبع.
وعليه، يتبيَّن لنا عدم الدقة في تقدِّيم الخبر وعدم الإنصاف في مقارنة الأرز مع بقية المجموعات الغذائية الشاملة لبعض أنواع الخضروات عند الحديث عن موضوع مُحارَبة السمنة.
وعند مُقارنة هذه العملية مع نفس الكمية من القرنبيط مثلًا، سنُلاحِظ بأنَّ كمية النشويات فيها في حدود 25 سعراة حرارية تنتج من 5 جرامات من النشويات، وأنَّ مُؤشِّر السُكَّر فيها تساوي صفر. وهي كمية قادرة على تزويِّد الجسم بِمعدَّل عالي من الألياف والفيتامينات، بل وقادرة أيضًا على جعل الشخص يشعر بالشبع.
وعليه، يتبيَّن لنا عدم الدقة في تقدِّيم الخبر وعدم الإنصاف في مقارنة الأرز مع بقية المجموعات الغذائية الشاملة لبعض أنواع الخضروات عند الحديث عن موضوع مُحارَبة السمنة.
0 comments:
Post a Comment