يرتكز الكيتوجينك دايت (ketogenic diet) المعروف بِـ الكيتو دايت (Keto diet) أو بِـ الكيتو (keto) والذي يسلكه البعض بهدف فقد الوزن بصورة سريعة - باختصار - على نظام غذائي قوامه العام: "قلة الكربوهيدرات وارتفاع الدهون" (كما يُبيِّن الرسم في صورة غلاف هذا التحقِّيق)، وهو النظام الغذائي الذي بدأ القاصي والداني (بقصد أو غير قصد) يسوَق له ويدعو الناس لتطبيقه. إلَّا إنَّ مجموعة يُعتدُّ بها من خبراء الصحة والأنظمة الغذائية والباحثين في هذا المجال يُظهِرون الكثير من القلق تجاهه، بسبب طبيعة الأثار الجانبية والمضاعفات الصحية التي قد تنتج عنه (وهو ما سنُناقشه في هذا التحقِّيق بمنظور صحي دقيق).
وفي مطلع هذا التحقِّيق لا بُدَّ من بيان بأنَّ هذا النظام قد أصبح - في الآونة الأخيرة - من العناوين الكبيرة على المواقع العامة التي تضع خطط لفقد الوزن. بل إنَّ الكثير من المشاهير في العالم الغربي من غير المتخصّصين في الجانب الصحي والغذائي بدأوا مؤخّرًا أيضًا تعلِّيم الناس طرق اتباع هذا النظام، أمثال جينة جيمسون (Jenna Jameson) وماما جون (Mama June) وهيل بيري (Halle Berry). ولعل معظم هؤلاء المشاهير هم من الذين تجد صورهم على صفحات مجلات الدعاية والتسويق، وهو الأمر الذي أكَّدت عليه ميلندا هميلجان (Melinda Hemmelgarn) أخصائية التغذية في كولومبيا التابعة لولاية ميزوري الأمريكية.
وفي التفاصيل، سنجد بأنَّ هذا النظام الغذائي يدفع صاحبه إلى تقلِّيل كمية الكربوهيدرات إلى حدود 20 جرام في اليوم الواحد أو أقل من ذلك أيضًا، بينما يرفع البعض هذه الكمية إلى حدود 50 جرام في اليوم. على العموم، تبقى هذه الكميات ضمن الحدود المتدنية جدًا لاحتياج الجسم البشري. ولا يُكتفَى بهذا فحسب، بل وتجد أتباعه (كما جاء في المقدمة) يزيدون كمية الدهون في وجباتهم بطريقة جنونية من أجل تعوّيض بقية المجموعات الغذائية، وذلك كي يصل الجسم إلى المرحلة الكيتونية (ketosis) التي تعني حرق الدهون بدلًا من السكريات من أجل إنتاج الطاقة (1)، وهو الأمر الذي يأتي معاكسًا للتوصيات الغذائية الصحية الموزونة!
ويُشير بعض المُتخصِّصين إلى أنَّ نظام الكيتو قد يكون مُفيدًا في علاج الصرع، علمًا بأنَّ الأبحاث لم تستطع بيان حقيقة السبب المرتبط بهذا الأمر؛ ولكن هناك شيء ما يتعلَّق بالحالة الكيتوجينية التي تملك القدرة على تقلِّيل تكرار نوبات الصرع، وهو أمر علاجي وخارج نطاق ما نستهدفه في هذا التحقِّيق، بل إنَّه من غير المنطقي أنْ يتخذ مسوّقي الكيتو هذا الأمر ذريعةً تترّر ما يقومون به. وهنا يجب أنْ ننتبه إلى أنَّ هؤلاء الأطفال كانوا تحت إشراف أطبائهم والقائمين على تغذيتهم من الإكلينيكيين بشكل مباشر (2).
وتناقش بعض الدارسات - التي أُجريت على الحيوانات - أيضًا مقدرة هذا النظام على محاربة الأورام السرطانية. ولقد أشارت لهذا الأمر أيضًا فرانسين بلينتن (Francine Blinten) المتخصّصة في التغذية الإكلينيكية والاستشارية في الصحة العامة في جرينويش التابعة لولاية كينكتيكت الامريكية. بمعنى أنَّنا مازلنا ندور في فلك عناوين الدراسات والأبحاث العلاجية بأطرها المُقيَّدة والضيقة جدًا!
إلَّا إنَّه عند النظر لموضوع خطط إنزال الوزن، سنجد - واقعًا - بأنَّ الكيتو نظام مُعقّد ويتضمّن الكثير من المحاور الجدلية، بل إنَّ تعقيده أكثر مِمَّا نتصوَّر، حيث يحذر مجموعة من خبراء الصحة منه بشكل كامل، بل ويوثِّقون في مقالاتهم أثار جانبية له ومخاطر صحية غير مُحبَّبة قد تنتج عنه، بل ويؤكِّدون أيضًا على عدم قدرته كنظام غذائي على إعطاء نتائج ثابتة يُعتمَد عليها في المستقبل. وفي ذات الموضوع، يعترف مؤيدو هذا النظام الغذائي بهذا الأمر ويقرون به، ولكنَّهم يُخفِّفون من حدة وطأته بالقول: "إنَّ الأمر قد يكون مرتبط بعدم استخدامه بالطريقة الصحيحة، حيث عندها ينتج عنه نتائج عكسية".
وعلى كل حال فإنَّ الفئة القادرة على الدخول في أعماق هذه القضية الغذائية هم المتخصَّصون في الدوائر الطبية وليس المنتديات العامة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يطرحون الكثير من المغالطات والتوجيهات الخاطئة عند استعراضهم لمثل هذه البرامج الشاذة عن النهج المتوازن غذائيًا.
وسوف نستعرض في السطور القادمة بعض عناوين الآثار الجانبية والمضاعفات الصحية المرتبطة بنظام الكيتو (الواجب الالتفات لها والتعرُّف عليها قبل تجربته والخوض في مستنقعاته كحمية غذائية هدفها إنزال الوزن، وسنرتبها بشكل تدريجي حتى نصل إلى الأكثر أهمية منها).
أولًا: أنفلونزا الكيتو (The keto flu)
يشكو مجموعة يُعتدُّ بها من الذين يبدؤون هذا النظام - عند انطلاقتهم الأولى - بالشعور بالمرض، وهو أمر لا جدل فيه ويقرّه المتخصِّصون في الدوائر الصحية، ومن أمثلتهم كريستن كيزر (Kristen Kizer) المُتخصِّصة في مركز هيوستن الطبي المنهجي (Houston Methodist Medical Center)، حيث تقول: "هناك حالات اشتكت من نوبات قيئ، وعدم ارتياح في الجهاز الهضمي، والكثير من الكسل والإجهاد والتعب"، وهي الأعراض التي يُطلَق عليها بِـ أنفلونزا الكيتو، والتي تزول بعد فترة من الدخول في النظام (كما تقول)، إلَّا إنَّ بعضهم بقيت معه فترة أطول من المعتاد.
ويُقدِّر الدكتور جوش إكس (Josh Axe) المُتخصِّص في الطب الطبيعي والتغذية الإكلينيكية: بأنَّ ما يُعادل 25% من الذين يُجرّبون نظام الكيتو يُعانون من مثل هذه الأعراض التي من أهمها التعب الشديد والإرهاق التي تتصدّر القائمة، حيث يقول: "يحدث هذا الأمر لأنَّ الجسم يفقد مخزونه من السكر المُخصَّص في الوضع الطبيعي لإنتاج الطاقة، ويبدأ في استخدام الدهون، وهذا التحوّل لوحده يكفي لشعور الجسم بالتعب والإرهاق لمدة أيام". ومن ثَمَّ يقول: "بأنَّ الأمر قد يتطلّب شرب كميات كبيرة من الماء والحصول على قدر وافر من النوم كي يستطيع أنْ يقاوم ولو بشكل نسبي تأثيرات أنفلونزا الكيتو".
ثانيًا: إسهال الكيتو (keto diarrhea)
عند انتهاجك لهذا النظام الكيتوني، فقد تجد أنَّك لست الوحيد الذي يشكو من الإسهال، ويكفي هنا أنْ تبحث في منتديات مُتبعي نظام الكيتو لتتعزَّز في ذهنك هذه المعلومة. بل إنَّ هناك من يُغرِّد باللغة الإنجليزية تحت عنوان "إسهال الكيتو" (keto diarrhea). وقد يكون هذا راجعًا لعمل المرارة (العضو الذي يفرِز العصارة الصفراوية من أجل تكسّير الدهون في الغذاء) التي تكون حينها في حالة ذهول من هذا التحوّل الغذائي الخارج عن نطاق عملها المُعتاد وعن استيعابها البيولوجي، وهو الأمر الذي أكّد عليه أيضًا جوش إكس.
وقد يكون الإسهال ناتجًا أيضًا عن غياب الألياف في النظام الغذائي الكيتوني (كما تقول كريستن كيزر)، وهو الأمر الذي قد يحدث مع أي شخص ينقطع عن التزوّد بالكربوهيدرات (مثل الحبوب الكاملة)، أو لا يحصل على بقية الأغذية الغنية بالألياف مثل الخضراوات.
وقد يكون الإسهال أيضًا بسبب عدم تقبّل بدائل السكر المُحلّية، وهي المواد التي قد تعتمد عليها بشكل أكبر عند دخولك في هذا النظام الغذائي والتي يتم التسوًيق لها عادةً على المواقع الداعية لانتهاج الكيتو من أجل إنزال الوزن (كون قاعدته منخفضة الكربوهيدرات)، والذي قد يُصبِح فيما بعد هو الروتين الحياتي المتبع من قبلك. بل إنَّ الكثير من الملاحظات قد تم تسجيلها على أغذية كيتونية تحتوي مُحلِّيات عليها ما عليها من ملاحظات صحية، من أهمها المالتيتول (maltitol) الذي تنتج عنه أعراض غير المحببة في الجهاز الهضمي (من ضمنها الاسهال). ولقد كتبنا سابقًا حول هذا الموضوع وبيَّنا ما تعنيه هذه المُحلِّيات.
بل إنَّ ما هو مُعاكِس للإسهال (وأعني هنا الإمساك) قد يحدث أيضًا، خصوصًا عند عدم التزوُّد بكميات كبيرة من الماء، حيث إنَّ الكثير من مُتَبِعي هذا النظام لا يحصلون على كفايتهم من الماء. بل إنَّ جزءً يُعتدُّ به من الوزن الذي يخسرونه يتمثّل في فقدان الأنسجة لمحتواها المائي، الأمر الذي يجعلها تشعر بالخمول والتعب الشديد والترهُّل (وستأتي الإشارة لهذه النقطة فيما بعد أيضًا على لسان بعض من جربوا هذا النظام)، وهو الأمر الذي نستطيع تقدِّيمه تحت عنوان "تعطّش الأنسجة"!
ثالثًا: انحدار القدرة على بدل المجهود سِيَّما ممارسة الرياضة
إنَّ تدنّي مستوى القدرة على بدل المجهود من العناوين التي يشعر بها الكثير من الرياضيين الذي جربوا هذا النظام. ففي الوقت الذي نجد فيه أنَّ بعضهم يقول (إضافة لمساعدته إياهم على خسارة الوزن): "إنَّه يُحسِّن نشاطهم الرياضي"، يُبدى الدكتور إدوارد ويس (Edward Weiss) - الذي يعمل كبروفيسور مُشارِك في علوم الغذاء والأنظمة الغذائية في جامعة سينت لويس (Saint Louis University) - امتعاضه من مقولتهم هذه ويقول: "لقد استمعت لمتسابقي دراجات هوائية يقولون على الدوام بأنَّهم أسرع وأفضل الآن لأنَّهم يتبعون نظام الكيتو، ولكن استفهامي الأوَّل لهم هو: كم خسرتم من أوزانكم؟".
فَفي دراسة حديثة في مجلة طب الرياضة واللياقة البدنية (Journal of Sports Medicine and Physical Fitness)، وجد إدوارد ويس وزملائه الباحثون بأنَّ المُشاركين في الدراسة تدنّى مستواهم أثناء ممارستهم لقيادة الدراجات تحت مجهود عالي وأثناء مهام الجري بعد أربعة أيام فقط من انتهاج "الكيتوجنيك دايت"، مقارنةً بالمجموعة التي كانت تنتهج برنامج غذائي يتضمّن كربوهيدرات ضمن نطاقها المنصوص عليه. وقال ويس: "بأنَّه في الحالة الكيتونية، يكون الجسم أكثر حامضية، وهو الأمر الذي قد يقوّض مقدرته على أداء أي مجهود".
ويقول ويس أيضًا: "إنَّ خسارة بعض الوزن فقط يكفي لإعطائك إيجابية في سباق الدراجات (بغض النظر عن السبب)، ولكنّني قلق جدًا من ربط هذا الأمر بعنوان محدد في الكيتوجينك دايت؛ حيث إنَّه على أرض الواقع، فإنَّ فوائد خسارة الوزن قد تكون – على الأقل وبشكل جزئي – ملغية في قِبال تدنِّي الأداء".
رابعًا: حامضية الكيتون (ketoacidosis)
لا بُدَّ أنْ نذكر هنا أنَّه في حال كنت تشتكي من السكر من النوع الثاني (type 2 diabetes)، فيجب عليك حينها الابتعاد عن هذا النظام الغذائي حتى تحصل على الإذن من طبيبك المُطّلع والمُشرِف على حالتك الصحية، وهو الأمر الذي أكَّدت عليه كريستن كيزر أيضًا، حيث تقول: "إنَّ الكيتونية (ketosis) – في الواقع - قادرة على مساعدة الناس الذين يشتكون من ارتفاع السكر في الدم على تخفِّيف أوزانهم، إلَّا إنَّه يجب عليهم أنْ يكونوا عقلاء بشأن سكر الدم وأنْ يتابعوا مستويات الجلكوز فيه عدة مرات في اليوم".
والسبب في هذا يرجع إلى أنَّ الناس الذين يشتكون من السكر قد تتولد لديهم – بسبب الكيتونية – مشكلة صحية خطيرة تُسمَّى بِـ حامضية الكيتون (ketoacidosis)، وهو أمر يظهر عندما يُخزِّن الجسم الكثير من الكيتونات (وهي عبارة عن أحماض تنتج من حرق الدهون)، حيث يُصبِح الدم عندها حامضيًا، الأمر الذي يُمكِّنه من التسبب في الكثير من الأذى للكبد والكليتين والدماغ. وفي حال تُرِكتْ هذه المشكلة الصحية بدون علاج فإنَّ النتائج قد تكون مُهدِّدة للحياة.
ولقد تم تسجِّيل حالات تشتكي من حامضية الكيتون (ketoacidosis) أيضًا في أشخاص لا تعاني من السكر من الذين كانوا يتبعون نظام الكيتو، علمًا بأنَّ هذا الأمر نسبيًا قليل الحدوث (7).
وتتضمّن أعراض حامضية الكيتون (ketoacidosis): جفاف الفم، وكثرة التبّول، والغثيان، والنفس الكريه، وصعوبة في التنفس. وفي حال كنت تُعاني من هذه الأعراض أثناء اتباعك لنظام الكيتو فلا بُدَّ حينها من استشارة طبيبك مباشرةً.
خامسًا: رجوع الوزن مرةً أُخرى لما كان عليه في بداية المطاف
إنَّ نظام الكيتو مُقيَّد بعناوين غذائية مُحدَّدة، وهو الأمر الذي يدفع خبراء الصحة للقول: "بأنَّه من غير المناسب أنْ تُخطِّط لاتباعه على المدى البعيد". بل إنَّ الدكتور جوش إكس (الذي جاء ذكره في الفقرات السابقة) يقول: "بأنَّ اتباع هذا النظام يجب أنْ يكون مُقيَّدًا بفترة زمنية تنحصر بين 30 و90 يومًا، ومن ثَمَّ الرجوع للنظام الغذائي المُستقر"، وهو ما أكّدت عليه أيضًا ميليسا بيلي (Melissa Bailey) المتخصّصة في علوم التغذية الإكلينيكية في مستشفى جامعة بنسلفانيا (Hospital of the University of Pennsylvania)، حيث تقول: " في المستشفى وتحت الكثير من الرقابة، فإنَّنا حينما نخضع أحد المرضى للنظام الكيتوني لأسباب طبية مثل الصرع، فإنَّه يكون من الصعب أنْ نجعله يستمر عليه".
ولكن المُشكلة في هذا الأمر (كما يقول الدكتور جوش إكس) تكمن في إنَّ الكثير من الناس يكسبون وزنًا أكثر من الوزن الذي خسروه أثناء اتباعهم نظام الكيتو بِمُجرَّد رجوعهم للكربوهيدرات. ويوضِّح الدكتور جوش إكس هذا الكلام عبر عبارته التي يقول فيها: "بأنَّ هذه المُشكلة موجودة في أي نظام غذائي يعتمد على الدهون، ولكنَّها تظهر بصورة مُضاعفة مع النظام الكيتوني". ومن ثَمَّ يضيف: "حينما يقول لي الناس بأنَّهم يريدون أنْ يجربوا هذا النظام لأنَّ بعض معارفهم خسروا جزءً من أوزانهم بعد أنْ اعتمدوا عليه كحمية غذائية، أخبرهم حينها بضرورة مراقبتهم حتى النهاية، لأنَّهم سوف يكسبون ما خسروه من وزن مرةً ثانيةً".
وهذه النوعية من التأرجُّح المستمر في الوزن (خسارة ثُمَّ زيادة ثُمَّ خسارة ثُمَّ زيادة وهكذا دواليك) قادرة على ادخال الشخص فيما يُطلَق عليه بالأكل غير المنتظم (disordered eating) - كما تقول كريستن كيزر - وأنَّه قد يؤدِّي أيضًا إلى تقلِّيل جودة العلاقة القائمة بين الشخص والغذاء (المعدود في أساسه غذاءً غير صحي في هذا النظام). وتضيف على ذلك أيضًا: "أعتقد بأنَّ نظام الكيتو يعجب الناس الذين لا يستطيعون التحكُّم في كميات الأطعمة التي يأكلونها والذين دائمًا ما يسرفون في أكلهم، حيث إنَّه (في الكثير من الحالات)، نجد أنَّ ما يحتاجونه فعلًا هو رقابة على نظام حياتهم من قبل شخص متخصّص أو استشاري محترف من أجل مساعدتهم على الوصول إلى فهم أعماق هذه المسائل".
سادسًا، تدنِّي الكتلة العضلية وزيادة العمليات الأيضية
ما يحمله عنوان هذا المحور هو نتيجة أُخرى للتغير في الوزن الناتج من نظام الكيتو، بل إنَّها إحدى النقاط المهمة للغاية الواجب معرفتها قبل الاندفاع وراء هذا النظام، حيث تقول كريستن كيزر: "بأنَّ خسارة الكتلة العضلية أمر متوقَّع عند الاعتماد على نظام غذائي كمية الدهون فيه أكثر من البروتين". وتقول أيضًا: "سوف تخسر وزنًا، ولكنَّ الكثير منه – كما يظهر – قد يكون واقعًا عبارة عن كتلة عضلية"، ومن ثَمَّ تقول: "ولأنَّ العضلات تحرق سعرات حرارية أكثر من الدهون، فإنَّه عند خسارة العضلات جراء اتباع هذا النظام، فسوف يتأثّر حينها أيض جسمك ولن تستطيع بعدها حرق كميات مُماثلة من السعرات الحرارية". وفي هذا المقام بيَّنا سابقًا في مقطع مصوّرالدور الذي تلعبه العضلات في حرق الدهون.
وحينما يتوقّف الشخص عن الكيتوجينك دايت ويكسب الكثير من وزنه الذي خسره، فإنَّ هذا الوزن لن يكون بنفس التوزِّيع السابق (كما تقول كريستن كيزر). فبدلًا من اكتساب عضلات صافية، فسوف يكون الكسب عبارة عن دهون. ومن بعد ذلك تُضيف قائلةً: "لقد رجعت الآن إلى وزنك الأوَّلي الذي كنت عليه، ولكنَّك لا تملك كتلة عضلية قادرة على حرق السعرات الحرارية بنفس المعدل السابق الذي كنت عليه قبل البدء في نظام الكيتو، وهو الأمر الذي قد تتولّد عنه آثار جانبية ترتبط بمعدل أيض جسمك، وستبقى هذه الآثار فيما بعد متجذّرة ومستمرة لديك، ومن هنا ستُدخِل جسمك في دهاليز مظلمة من الصعب الخروج منها".
ولقد أكَّدت ليسا سيمبرمان (Lisa Cimperman) - المتخصّصة في التغذية الإكلينيكية في مستشفى جامعة المركز الطبي في كليفلاند (University Hospitals Case Medical Center in Cleveland) في ولاية أوهايو والمتحدثة باسم أكاديمية الغذاء وأخصائي التغذية - على هذا الأمر بالقول: "عندما يدخل جسمك المرحلة الكيتونية، تبدأ حينها أيضًا بفقد كتلة عضلية، وتصبح بسببها مجهدًا جدًا، وعاجلًا أو أجلًا ستدخل في مرحلة الجوع؛ ومن بعدها يصبح الأمر أكثر صعوبةً عليك في حال أردت مرةً ثانيةً أنْ تخسر الزائد من وزنك".
سابعًا: زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكر
يقول جوش إكس: "حينما يتم اتباع نظام الكيتو بشكل صحيح (لأغراض علاجية مدروسة ومُقيَّدة)، فإنَّه يجب أنْ يحتوي على المزيد من الخضروات والمصادر النباتية الصافية من البروتينات". وبعبارة أُخرى، فإنَّه لا يُوجَد عذر يدفع الشخص لأكل الزبدة واللحم بكميات كبيرة وبشكل مستمر، وهو ما يفعله (للأسف الشديد) عمومًا أتباع هذا النظام.
ولهذا السبب، فإنَّ الكثير من العقلانيين في الجانب الطبي والمتخصّصين في الدوائر ذات العلاقة يقلقون على الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام الكيتوني، خصوصًا أولئك الذين لا يُوجَد عليهم إشراف حقيقي يتضمّن فحصهم بصورة مستمرة ومتابعة حالتهم الصحية على نحو دقيق.
ومن ضمن هؤلاء الذين يؤكّدون على هذه الحقيقة (كمثال وليس للحصر): فرانسين بلينتن (المذكورة في الفقرات السابقة)، حيث تؤكِّد على أنَّها لا تحبب استخدام هذا النظام إلَّا مع الحالات الصعبة جدًا، وذلك لأنَّ أضراره أكثر من فوائده وأنَّه قد يضر القلب الذي يُعدّ عضلة أيضًا تنبض بشكل مستمر (كما تقول). حيث لاحظت - بعد أنْ طبّقته على مجموعة من المرضى في حالات خاصة - بأنَّ ضرره عمومًا مع غالبيتهم كان أكثر من نفعه، خصوصًا حينما تكون لديهم مشاكل في الكليتين أو الكبد. وتضيف على ذلك ما مفاده أنَّه عندما يتم استخدامه كوسيلة تجميلية تهدف لإنزال الوزن فقط، ينسى الكثير من الناس بأنَّه نظام قد يُشكِّل خطر على صحتهم.
وعموم المتخصصين في الدوائر الصحية يؤكِّدون أيضًا على أنَّ النظام الذي يتضمَّن غذاءً مرتفع الدهون الحيوانية (مثل نظام الكيتو) يتسبب عادةً في رفع مستويات الكوليسترول بسبب ارتفاع الدهون المشبعة في وجباته التي تتداخل مع عمل الكبد فتحفّزها على انتاج كميات أكبر من الكوليسترول، حيث إنَّ نتائج بعض الدراسات تُبيِّن أنَّ هذا النظام الغذائي يزيد من مخاطر الإصابة بالسكر (8).
ليس هذا فحسب، بل إنَّه في دراسة واسعة (Meta-analysis) لـ 11 بحث تم أجرؤاها على 1369 شخصًا، أوضحت نتائجها بأنَّ الأنظمة الغذائية متدنية الكربوهيدرات تنزل الوزن لكنَّها ترفع مستويات الـ (LDL) أو ما يُسمَّى بالكوليسترول السيء (3). وعلى هذا الأساس، يُسمِّيه بعضهم بِـ "كابوس أطباء القلب" (cardiologist’s nightmare)، كما تُفيد بذلك آمندا ماكميلان (Amanda MacMillan) في تقريرها على موقع الصحة (Health) المنشور في التاسع والعشرين من آب عام 2018م.
وفي العام الماضي، عُرِِضت دراسة في مؤتمر الجمعية الأوروبية للقلب (European Society of Cardiology Congress) في ألمانيا - تم أجراؤها على 25 ألف شخصًا - أوضحت بأنَّ الأشخاص الذين ينتهجون في وجباتهم أنظمة غذائية مُتدنِّية الكربوهيدرات معرّضون (بمعدلات عالية مقارنةً بغيرهم) لخطر: الموت بسبب السرطان، والإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب، بل وكذلك لخطر الإصابة بأمراض مزمنة أو مستعصية تنهك البدن (9).
وهنا يجب أنْ نلتفت إلى أنَّ هناك مخاطر تتعلق بموضوع تغيير الطريقة الأيضية التي تقوم بها أجسامنا عند إنتاج الطاقة. فالغذاء الغني بالكربوهيدرات المكررة الصناعية يرتبط بعدم التوازن الغذائي التي تشمل مرض الكبد الدهنية (NAFLD) الذي يُصاحب مرض السكر من النوع الثاني والسمنة (4). وفقد الوزن في حال كان الشخص يعاني من هذه الأمراض يُعدُّ عمومًا مفيد. إلَّا إنَّ استبدال الكربوهيدرات بالدهون المشبعة قد ينتج عنه ضرر. فبعض الدهون ترفع الكوليسترول، وهو الأمر الذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب (5). فإحدى الدراسات وجدت بأنَّ الحميات التي تتضمَّن كربوهيدرات مرتفعة أو منخفضة بها أعلى معدلات وفاة (6). وهذا يعني بأنَّ الحصول على الكربوهيدرات بمعدلات متوسطة هو الحل المثالي لصحة جيدة.
وفي دراسة أُخرى، تم نشرها أيضًا في عام 2018م في مجلة اللانست (the Lancet)، بيَّنت نتائجها بأنَّ الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية مُتدنِّية الكربوهيدرات ومرتفعة في كمية لحوم الحيوانات (أي المتطابقة مع نظام الكيتو) معرّضون لخطر الموت المُبِّكر مقارنةً بأولئك الذين يستهلكون كميات متوسطة من الكربوهيدرات (10). ومع العلم بكل هذا، فإنَّ العكس كان صحيحًا بالنسبة للأشخاص الذين كانوا يتبعون أنظمة غذائية مُتدنِّية الكربوهيدرات ولكنَّهم يفضلون البروتينات النباتية على الحيوانية.
وتقول ميليسا بيلي (المُشار لها في الفقرات السابقة): "بأنَّها تعرف الكثير من الناس الذين يتبعون الكيتو دايت، من الذين لا يأكلون سوى لحم الخنزير والأطعمة المعالجة، وهي أطعمة مليئة بالصوديوم والدهون المشبعة التي تُشكِّل خطرًا حقيقيًا على صحة القلب". وتضيف على ذلك أيضًا ما مفاده: "بأنَّه لا تُوجَد دراسات تبيِّن المخاطر الحقيقية لهذا النظام على الصحة على المدى البعيد". ومن هنا، هي لا تنصح بهذا النظام الغذائي من أجل خسارة الوزن أو لأي سبب أخر على وجه الإطلاق حتى لو كان مؤقتًا!
بل إنَّه في إحدى الدراسات الواسعة الحديثة على موضوع الدهون المشبعة والتي تم نشرها في مجلة (BMJ)، تمت الإشارة إلى أنَّ الذين يأكلون دهون مشبعة بشكل أكبر، هم أكثر عرضة للشكوى من مرض انسداد الشريان التاجي من أولئك الذين وجباتهم أقل في محتوها الدهني المشبع، حيث بلغ الفرق في النسبة حدود الـ 18%.
ليس هذا فحسب، بل إنَّ التوصيات الغذائية في الولايات المتحدة (The U.S. dietary guidelines) الحديثة توكِّد على ضرورة التحكُّم في معدل الدهون المشبعة وإبقائها في حدود لا تتجاوز 10% من السعرات اليومية، وهو ما لا يحدث قطعًا في نظام الكيتو.
ويقول الدكتور جوش إكس: "سواء كنت في معسكر النظام الغذائي الطبيعي أو في معسكر الكيتو أو في معسكر النباتيين، فإنَّ الجميع يتفقون بأنَّنا نريد أنْ نحصل على نظام غذائي متكامل؛ يتضمَّن الكثير من الخضراوات والأعشاب والبهارات النافعة والمصادر الدهنية والبروتينية المتنوّعة المتضمِّنة بروتينات النباتات أيضًا". ويضيف على ذلك: "وفي حال لم تقم بهذا الأمر، فإنَّك ستساعد الأمراض على استعمار بدنك، وهي معادلة بسيطة للغاية ولا تحتاج للكثير من التفكير"، وهذا صحيح حتى لو خسرت وزنًا في البداية. ومن ثم يقول: "وفي حال قرّرت أنْ تُجرِّب نظام التغذية الذي يحتوي الدهون واللحوم بكميات كبيرة فقط (أي فقط من باب التجربة)، فإنَّ نصيحتي لك ستدور في فضاء ضرورة الابتعاد عن نظام الكيتو بشكل نهائي" (12)، وهي الإشارة التي تعني (في حال تأملنا فيها) بأنَّ هذا النظام ليس نظامًا عابرًا بل نظامًا تحوليًا".
وتصف الأمريكية جيليان مايكلز (Jillian Michaels) – التي تظهر في البرنامج التلفزيوني الحواري (The Doctors) – نظام الكيتو بِـ: "النظام السيء". ومن ثَمَّ تستفسر مستنكرة: لا أستطيع استيعاب لماذا يعتقد البعض بأنَّ هذه الفكرة جيدة؟ حيث جاء هذا في عنوان المقال الذي وضعته جولي مازوتا (Julie Mazziotta) في العاشر من كانون الثاني لعام 2019م والذي تم وصفه بالصفعة التي وجهتها جيليان مايكلز لكامل النظام! ولقد ذكرت أيضًا (في فيديو مُسجَّل) بأنَّ هذا النظام يحرم الجسم البشري من الكثير من العناصر المهمة للخلايا، وأنَّ هناك ملايين الأسباب التي تدفع كل عاقل لأنْ يبتعد عنه، من أهمها أنَّ خلايانا مكوّنة من تراكيب جزيئية عناوينها الرئيسة: الكربوهيدرات والبروتينات والأحماض الأمينية والدهون وغيرها من تراكيب، وأنَّ أي حرمان لأي من هذه المجموعات بسبب تدني مستواها سيعني حرمان الخلايا وتجوِّيعها والإضرار بصحتها. وفي نهاية كلامها، أكَّدت على ضرورة الابتعاد عن السكريات والحبوب الصناعية المكرَّرة والاعتماد على الغذاء الصحي المتكامل وعدم التفكير فيما يُطلَق عليه بِـ الكيتو دايت، حيث تقول: "ابتعد عن الكيتو دايت! وتذكر بأنَّ الغذاء المتوازن هو المفتاح (وهو أمر بديهي)".
والأمر لا يتوقَّف فقط على جيليان مايكلز، بل إنَّ نفس الموقف قد صدر من غيرها أيضًا (من مدرّبين محترفين وأخصائي تغذية إكلينيكيين).
وفي هذا الشأن أشير (في نهاية المطاف) إلى عدد من هذه الشخصيات المعروفة إعلاميًا في العالم الغربي من الذين أبدوا رأيهم في هذا النظام بعد أنْ خاضوا تجربته وفهموا مفاصله على أرض الواقع: -
- ويتني كارسون (Witney Carson): "لقد جربت نظام الكيتو، ولقد خسرت بعضًا من وزني، ولكن جلدي بدأ يتشقَّق، وأصابتني أكزيما مؤلمة، وهو السبب الذي جعلني أبتعد عنه".
- ودنت ماي (Danette May): "بأنَّ نظام الكيتو يجوّع الجسم ولا يعلِّمك كيف تغذَي جسمك بالعناصر المهمة، وبدلًا من الاعتماد على مثل هذه الأنظمة ركز على أكل الكثير من الأغذية الصحية الغنية بالعناصر الأساسية للجسم مع إضافة التمارين الرياضية التي تحسن من نمط حياتك".
- أبي شارب (Abbey Sharp)، الأخصائية الغذائية وصاحبة كتاب البريق العقلاني (The Mindful Glow Cookbook): "إنَّ الكربوهيدرات تجعل دم الحياة في أجسامنا قادر على العمل؛ وأنَّ أجسامنا تحتاجها من أجل أنْ تكون فعّالة، ومُحفِّزة لنمو العضلات، ومن أجل جعلنا نتحمل التعب أثناء الرياضة وأثناء الأعمال الشاقة، واعطائنا الطاقة على مدار اليوم".
- سينثيا ساس (Cynthia Sass)، الأخصائية الغذائية التي جرّبت هذا النظام الغذائي: وجدت بأنَّه لا يناسبها ولا يناسب عملائها. وتضيف على ذلك ما مفاده: إنَّ بعض عملائها جربوا هذا النظام الغذائي وفقدوا بعضًا من وزنهم وشعروا بالتحسُّن في البداية، ولكنَّهم سرعان ما فقدوا صبرهم وتراجعوا بسبب عدم تحملهم.
- جولي أبتون (Julie Upton): تؤكِّد على أنَّه من الصعب المواصلة على مثل هذه الأنظمة السيئة، وأنَّها تزيد من خطورة الإضرار بالقلب كونها تحتوي على دهون مشبعة بكمية كبيرة.
ويكفي هنا أنْ نرجع إلى ما جاء في حكم المايو كلينيك (Mayo Clinic) على الكيتو دايت، حيث ذكرتْ فيه: "إذا كان الكيتو منصوح دايت به لبعض مرضى الصرع الشديد، فإن المحتوى الدهني العالي (سيما النسب المرتفعة من الدهون المشبعة) وأيضا الكميات المتدنية من الفواكه (الغنية بالعناصر المفيدة) والخضراوات والحبوب سيكون مقلق على صحة القلب على المدى البعيد"." (11).
والخُلاصة هي أنَّه عندما يكون فقدان الوزن بشكل سريع أمر مشجع، فإنَّه من المهم أنْ نأخذ بعين الاعتبار كل من الفوائد الصحية والمخاطر المحتملة لأي حمية. ومن هنا، فإنَّ النجاح الطويل المدى سيكون موجود في الحمية المتوازنة صحيًا والمحتوية على المجموعات الثلاث بطريقة ممنهجة، والتي تقل فيها مستويات الكربوهيدرات الصناعية المكررة والأغذية المعلبة بعد استبدالهم بالفواكه الطازجة الخضروات والبروتين الخالص والتي يتم تعزيزها بالتمارين الرياضية.
----------------------------------------------------------------
(1) Fine Eugene J, Feinman Richard D. Thermodynamics of weight loss diets. Nutrition & metabolism. 2004;1(1):15-15. doi:10.1186/1743-7075-1-15
(2) Neal EG, Chaffe H, Schwartz RH, et al. The ketogenic diet for the treatment of childhood epilepsy: a randomised controlled trial. The lancet neurology. 2008;7(6):500-506. doi:10.1016/S1474-4422(08)70092-9
(3) Mansoor N, Vinknes KJ, Veierød MB, Retterstøl K. Effects of low-carbohydrate diets v. low-fat diets on body weight and cardiovascular risk factors: a meta-analysis of randomised controlled trials. The british journal of nutrition. 2016;115(3):466-479. doi:10.1017/S0007114515004699
(4) Asrih M, Jornayvaz FR. Diets and nonalcoholic fatty liver disease: the good and the bad. Clinical nutrition. 2014;33(2):186-190. doi:10.1016/j.clnu.2013.11.003
(5) Peters SAE, Singhateh Y, Mackay D, Huxley RR, Woodward M. Total cholesterol as a risk factor for coronary heart disease and stroke in women compared with men: a systematic review and meta-analysis. Atherosclerosis. 2016;248:123-131. doi:10.1016/j.atherosclerosis.2016.03.016
(6) Seidelmann SB, Claggett B, Cheng S, et al. Dietary carbohydrate intake and mortality: a prospective cohort study and meta-analysis. The lancet public health. 2018;3(9):428. doi:10.1016/S2468-2667(18)30135-X
(7) Louise von Geijer and Magnus Ekelun. Ketoacidosis associated with low-carbohydrate diet in a non-diabetic lactating woman: a case report. J Med Case Rep. 2015; 9: 224.
Published online 2015 Oct 1. doi: 10.1186/s13256-015-0709-2
(8) Ketogenic diets may lead to an increased risk of type 2 diabetes. THE PHYSIOLOGICAL SOCIETY. PUBLIC RELEASE: 8-AUG-2018
(9) Caution against cutting down on carbohydrates. European Society of Cardiology(ESC) Congress News 2018 - Munich, Germany. 28 Aug 2018
(10) Sara B Seidelmann, Brian Claggett, Susan Cheng, Mir Henglin, Amil Shah, Lyn M Steffen, et al. Dietary carbohydrate intake and mortality: a prospective cohort study and meta-analysis. The Lancet. VOLUME 3, ISSUE 9, PE419-E428, SEPTEMBER 01, 2018. DOI:https://doi.org/10.1016/S2468-2667(18)30135-X
(11) Mayo's Verdict: "While the ketogenic diet may be recommended for some people with uncontrolled epilepsy, the high fat content — and especially the high level of unhealthy saturated fat — combined with limits on nutrient-rich fruits, veggies and grains is a concern for long-term heart health".
----------------------------------------------------------------(11) Mayo's Verdict: "While the ketogenic diet may be recommended for some people with uncontrolled epilepsy, the high fat content — and especially the high level of unhealthy saturated fat — combined with limits on nutrient-rich fruits, veggies and grains is a concern for long-term heart health".
(12) Josh Axe syas: "Whether you’re in the paleo camp or the keto camp or the vegan camp, everyone agrees that we want to have a nutrient-rich diet". Axe added also: "Lots of vegetables, herbs, spices, and plant-based sources of fat and protein, too". Then says: "If you’re not doing that, you’re promoting disease in the body—it’s that simple". (And yes, that’s true even if you still lose weight in the beginning.) "If you’re just going to eat butter and bacon", he adds, "I’d rather you not do the keto diet at all". https://www.health.com/weight-loss/keto-diet-side-effects
مواضيع ذات صلة: -
0 comments:
Post a Comment