Sunday 18 June 2023
June 18, 2023

هل صحيح بأن فاكهة المانجا لا ترفع السكر في الدم؟


عموما، فإن كوب واحد من قطع المانجا (كحساب عام) يحتوي على 99 سعرة حرارية معظمها يأتي من محتواه الكربوهيدراتي المعتمد بالدرجة الأولى على ثلاثة أنواع من السكريات تتدرج في تركيزها (من الأدنى للأعلى) على النحو التالي: الجلكوز والفركتوز والسكروز. والسكروز هو سكر ثنائي وليس احاديا (كما هو الحال بالنسبة للجلكوز والفركتوز) وينتج عنه عند تفككه الجلكوز والسكروز أيضا اللذان يخلان في تركيبته الثنائية. ومن هنا نفهم بأن نسبة الجلكوز أقل من الفركتوز وأن السكروز المكوَّن من السكرين السابقين يحتاج لطاقة وزمن نسبي لتفككه.

وحتى تتضح الصورة بشكل أكبر، فإن الوجبة الواحدة من هذه الفاكهة ستزودنا بما هو في حدود 25 جراما من الكربوهيدرات. ومن هذه الكمية من الكربوهيدرات، يُوجَد حوالي 23 جراما من السكر (المُشار له المقدمة)، وحوالي 3 جرام من الألياف. يُضاف إلى هذا احتوائه (كما هو الحال في غالب الفواكه والخضروات) على نسبة من الدهون والبروتين والفيتامينات والمعادن.
ويُقدَّر معدل مؤشر رفع السكر في الدم للمانجا، والذي يُطلَق عليه بـ (glycemic index)، بحوالي 51. ولتوضيح هذا الأمر، نستطيع القول بصورة مجملة بأن الأطعمة التي معدل مؤشر رفع السكر لها في الدم يساوي 55 أو أقل تندرج تحت عنوان "أطعمة منخفضة في قيمة معدل مؤشر رفع السكر في الدم".
 
والسبب في انخفاض هذا المعدل النسبي في المانجا مقارنة ببعض الفاكهة (وليس كلها) يرتبط في أساسه (وهنا الخلاصة التأكيدية) بمسألة انخفاض نسبة الجلكوز فيه مقارنة ببقية السكريات الداخلة في تركيبته الكربوهيدراتية سواء كان ذلك فركتوز أو سكروز ثنائي (كما جاء في الشرح السابق). والإشارة لسكر الجلكوز على وجه الخصوص هنا ترتبط بالدرجة الأولى بدخوله بشكل مباشر في مسألة تقييم ارتفاع السكر في الدم وافراز الأنسولين (وتوضيح هذا الأمر خارج نطاق هذا الشرح لوجود عناوين أخرى تتداخل معه). وهذا الانخفاض لا يعني أبدا بقاء السكر دون تغير عند أكل المانجا ولكن تغيره قد يكون أبطأ وأقل نسبيا من غيره من فاكهة عند حساب التراكيز بصورة نظرية وضمن ميزانه الدقيق.

ولا ننسى بأن كمية الطعام الذي نحصل عليه من هذه الأغذية يُؤخَذ هو الآخر بعين الاعتبار عند تقدير تأثير معدل مؤشر رفع السكر في الدم، ولا يجوز أخذ معدل مؤشر رفع السكر في الدم لوحده كعنوان واحد يعني الشراهة في الأكل دون حسيب أو رقيب.
ويجب أيضا أن نلتفت إلى أن غالب وجباتنا لا تنحصر في نوع واحد، فالأطعمة الإضافية التي نتناولها تلعب دورا هي الأخرى في تأثُّر نسبة السكر في الدم مما يجعل موضوع قياس هذا المُعَّدل مُتعدِّد العناوين في الكثير من الأحيان عند الجمع بين الأطعمة في الوجبة الواحدة سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.

0 comments:

Post a Comment