Tuesday, 27 October 2009
October 27, 2009

ما حقيقة الخوف المنتشر في دولنا العربية من انفلونزا الخنازير 4\8



سيتركز الحوار في هذه المقالة حول اللقاح ومكوناته والجدل الدائر بين رافض ومؤيد له. وحيث أن هناك مازال الكثير من الناس يتساءلون عن اللقاح وعن الصراع الدائر بين الباحثين، لذا سنتطرق لأراء كلٍ الطرفين بأسلوب علمي ومُحايد.

سيدور الحوار حول أربعة محاور رئيسية وهي: -
  1. التعريف بمكونات اللقاح وبالمواد التي دار حولها الجدل
  2. ماذا يقول المعارضون من الباحثين عن تلك المواد الجدلية؟
  3. ماذا يقول المؤيدون من الباحثين في ردهم على ما جاء من المعارضين للقاح؟
  4. سؤال دائما ما يطرحه الجمهور من الناس على المُتخصصين

المحور الأول - التعريف بمكونات اللقاح وبالمواد التي دار حولها الجدل


يتكون لقاح أنفلونزا الخنازير من نوع الحقنة والذي تم اعتماده في الكثير من الدول العربية بشكل رئيسي على المواد الأساسية التالية: -
  • فيروسات ميتة من نوع H1N1
  • مادة حافظة وتُسمى بـ الثايمروزال Thimerosal
  • مادة مُحفزة تُسمى بـ السكوالين Squalene
  • مواد موجودة من بيض أجنة الدجاج التي تم زرع الفيروس بها
توفر الفيروسات الميتة المناعة وذلك بجعل الجهاز المناعي يفرز أجسام مضادة لتعطي الجسم مناعة عند الإصابة بالفيروس الحي. ويساعد وجود السكوالين الجهاز المناعي على التعرف على الفيروس مما يؤدي إلى ازدياد في إفراز الأجسام المناعية (وهو ما سيتم شرحه بتفصيل أكثر في الأسفل). أما الثايمروزال فيُعدُّ مادة حافظة. وبالنسبة لبقايا بيض أجنة الدجاج، فليس بالسهولة التخلص منه وهو جزء من تواجد الفيروس الميت. ولهذا السبب، فأن من يشتكون من حساسية للبيض يجب عليهم أن لا يأخذوا اللقاح.

ويدور الجدل الحالي بالتحديد حول مادتين من المواد التي تم ذكرها في الأعلى وهما السكوالين والثايمروزال.

ما هي السكوالين Squalene؟


السكوالين هي مادة هامة ومنتشرة بشكل كبير في الجسم ويتم إنتاجها عن طريق الكبد ويستطيع الجسم أن يستمدها من الغذاء كالسمك. وهي مادة أساسية، إذ يستخدمها الجسم في إنتاج العديد من الزيوت والأحماض الدهنية المختلفة والمهمة لأداء الوظائف الحيوية الهامة في مختلف أعضاء الجسم. وهي المادة الأم والتي تُشكل مصدراً وحيداً للجسم لإنتاج كافة الهرمونات الجنسية Asteroids الذكرية والأنثوية وبالتالي فأنها مسئولة عن الخصوبة عند كل من الرجل والمرأة. كما أنها مهمة لخلايا المخ لتقوم بأداء وظائفها بشكل صحيح وأيضاً تلعب دوراً مهماً في حماية الخلايا من الشيخوخة والطفرات الجينية. وهي مصدر للعديد من مستقبلات المواد الكيميائية التي تنقل الإشارات العصبية في الدماغ والجهاز العصبي.

وتُستخدم السكوالين في اللقاح كمادة محفزة ومُساعدة الهدف منها زيادة قوة التطعيم، حيث يتم ربطها مُباشرة بالفيروسات التي يتم حقنها للمريض على شكل تطعيم لزيادة مفعوله. وبدأ هذا مع لقاح الجمرة الخبيثة Anthrax في حرب الخليج والذي أُعُطي للجنود الأمريكان. لكنها لم تُستخدم من قبل في اللقاحات. وقد تم اعتماد 10 ملليجرامات منها في الجرعة الواحدة من لقاح الأنفلونزا فلواد Fluad، الذي تصنعه شركة تشيرون Chiron من قبل منظمات الصحة في الدول الأوروبية وكان ذلك في عام 1997م حينما بدأ استخدامها وبشكل رسمي لأول مرة. حيث أن شركة نوفاتز Novartis كانت تستخدم MF59 كمثال في هذا الصدد.

ما هو الثايمروزال Thimerosal؟


الثايمروزال هو عبارة عن مادة حافظة وتعتمد على وجود الزئبق فيها وبنسبة ما يُعادل نصف مكوناتها تقريباً 49%، بحيث تُشكل مادة الثايمروزال ما يُعادل 25 ميكروجرام في كل حقنة. والهدف من وجودها هو منع النمو البكتيري في اللقاح. ولقد كان اللقاح في الماضي يُنتج بدون أي مواد حافظة مما كان له أثر سلبي على مدة صلاحيته وتعدد استخدامه. 

وكثيراً من الأعراض الجانبية قد تكون مرتبطة بوجود الزئبق وهذا مُثبت علمياً (1-17)،وهو ما لا يختلف عليه أحد، وقد يُجادل أحدهم بالقول بأن نسبته قليلة وغير كافية لإحداث تسمم أو أعرض دائمة ولكنهم لا يجادلوا في خطورته كمادة سامة إذا ما تراكمت في الجسم البشري. وهذا ما دفع الكثير من الشركات المنافسة لبعضها لبعض باللجوء لطرح بديل مُنافس خالي من وجود الزئبق (وسنفصل هذه النقطة في المحور القادم).

المحور الثاني - ماذا يقول المعارضون من الباحثين عن تلك المواد الجدلية؟


ويدعم المعارضون من الباحثين قلقهم الشديد نتيجة لوجود السكوالين في التطعيم بالخلاصة التالية:

أن الجسم يستمد حاجته من السكوالين من الغذاء و ليس الحقن عبر الجلد، فإن حقن السكوالين إلى جانب الفيروس عبر الجلد أثناء حملة التطعيم ضد أنفلونزا الخنازير، سيكون سبباً في إحداث استجابة مناعية مضادة ليس فقط للفيروس المسبب للمرض بل أيضاً ضد مادة السكوالين نفسها لتتم مهاجمتها هي الأخرى من قبل النظام المناعي.

وبمعنى مُغاير، أن حقن السكوالين كمادة مساعدة مع التطعيم يُسفر عن حدوث استجابة مناعية مرضية عامة و مزمنة في الجسم بأكمله ضد مادة السكوالين، حيث أن الأجسام المناعية التي سيفرزها الجسم ضد الفيروس كجسم غريب ستقوم أيضا بمهاجمة السكوالين المرتبط به. وعندما يتم برمجة الجهاز المناعي لمهاجمة السكوالين فإن ذلك سيُسفر عنه العديد من الأمراض العصبية والعضلية المستعصية والمزمنة والتي يمكن أن تتراوح بين تدني مستوى الفكر والعقل ومرض التوحد Autism وأمراض المناعة الذاتية العامة والأورام المتعددة وخاصة أورام الدماغ النادرة واضطرابات أكثر خطورة مثل مُتلازمة لو جيهريج Lou Gehrig's.

وأنه نتيجة للأهمية البالغة لهذه المادة في الجسم البشري، فأن أي شيء يؤثر عليها سيكون له أثر سلبي وكبير على الوظائف الرئيسة أيضا. وأن تحفيز النظام المناعي ضدها سيؤدي إلى انخفاضها وانخفاض مشتقاتها، مما يؤدي كما تم ذكره في الأعلى لانخفاض معدل الخصوبة وتدني مستوى الفكر والذكاء والإصابة بالأمراض المناعية الذاتية والتي عادة لا تظهر إلا بعد سنوات من حقنها مع الفيروس.

ويعود تاريخ "مزاعم" كون السكوالين مادة مساعدة إلى فترة حرب الخليج الأولى حين تم حقنها للمرة الأولى كمادة مُحفزة مع لقاح الجمرة الخبيثة للجنود الأمريكان، وقد أُصيب العديد من الجنود الذين تلقوا التطعيم بأعراض تعرف الآن جملة باسم متلازمة أعراض حرب الخليج في عام 1991م، حيث قُدرت نسبتهم بربع الجنود المشاركين في الحرب (27+29)، وقد شمل هذا المرض على عدد كبير من الأعراض من أهمها الشلل الدائم وأعراض أخرى كانت غير مُحددة مثل الخمول و التعب المزمن، ضعف في العضلات، صداع، مشاكل في الذاكرة، ألم في المفاصل، وطفح جلدي. ولايزال المسبب في نظر المنظمات الصحية لهذه الأعراض غير معروف، حيث أن هناك العديد من النظريات التي تسعى للتعرف عليه. ولكن المُعارضون للتطعيم يُشيروا بأصبع الاتهام إلى السكوالين، حيث أنهم يستندون في إدعائهم إلى تقرير تم نشره آنذاك، أشار إلى أن بعض الجنود الذين تم فحصهم وجدت عندهم أجسام مُضادة للسكوالين في دمهم وهو الشيء الذي لا يُعدُّ أمراً عادياً (27+29)، وذلك لأن الإنسان في حالته الطبيعية لا يقاوم جسمه هذه المادة.

ويؤكد هؤلاء على أن ظهور أعراض حدوث المناعة الذاتية بشكل كامل يستغرق في حده الأدنى عام منذ تلقي اللقاح إلى أن يستنفد الجهاز العصبي والدماغ والجسم كافة المخزون من السكوالين والتي لم تتعرض لمهاجمة الجهاز المناعي. وبعد استنفاد الاحتياطي تبدأ الخلايا بالتلف. وحيث أن مرور هذه الفترة الزمنية الطويلة تحول دون توجيه الاتهام للقاح والشركة المصنعة له، فأن أفضل طريقة لذلك (كما يقول المعارضون) هو إخلاء مسئولياتهم عن طريق تعهدات توقعها الدول المشترية للقاح، حيث أنه قد تم اعتماد قرار تمرير قانون منح الحصانة للشركات الدوائية ضد أي ضرر ينتج من اللقاحات بموافقة الكونجرس الأمريكي.

ويسأل هؤلاء: إذا كان هناك مواد مُساعدة وآمنة أخرى يمكن أن تضاف للتطعيم، لماذا إذا الإصرار على إضافة مادة السكوالين وعلى وجه التحديد؟

يسأل أيضا بعض وليس كل من ينتمي إلى هذه الفئة: أنه إذا كانت بيانات الصحة العامة في كل الدول تقريباً تُشير لضعف الفيروس، إذا لماذا هذا الإصرار وبشكل مُبالغ فيه على التطعيم ووضع الناس في ضرر أو احتمالية ضرر التعرض لتلك المواد؟ 

ويسترسل هؤلاء بقولهم: أن استهداف أنفلونزا الخنازير للفئة ذات الأعمار الأقل من 40 أمر عادي، بسبب أنهم لم يتمكنوا من بناء مناعتهم ضد السلالات التي كانت موجودة من قبل، وهذا لا يعني أنهم بالضرورة سيشتكون من مُضاعفات كما يتم الترويج له بين الفنية والأخرى وخصوصاً بالنسبة للفيروس الحالي. أما بخصوص استغراب المنظمات الصحية فيما يتعلق ببداية انتشاره في فصل الصيف وتوقع زيادة انتشاره في فصل الشتاء، فجواب المعارضين للتطعيم هو: أنه متى ما تصل الإنسان بالخنزير المُصاب فأن الفيروس سينتقل بغض النظر عن برودة أو حرارة الجو.

وبخصوص الثايمروزال، فأن الفئة المُعارضة تربط الحقائق التي تُشير إلى أن تأثير الزئبق على الأعصاب قد يكون هو السبب في انتشار مرض التوحد بين الأطفالAutism (18-22)، وهم كثيراً ما يرددوا مقولتهم: "أن تكون في جانب الأمان هو خير لك من أن تكون في جانب الندم"، والتي قد تكون مقولة صالحة للأشخاص المُنادين بأخذ اللقاح أيضاً.

وقد ربط بعض الباحثين من المُعارضين لوجود الزئبق بالتسبب في مرض الزهايمر والباركينسونز حينما يتقدم الشخص في السن. والسبب هو أن الجهاز المناعي لا يستطيع التخلص من الزئبق الموجود في الدم مما يؤدي إلى بقاءه في خلايا المُخ والأعصاب وتسببه في تلف غير قابل للإصلاح (1-17).

ويزيدوا استشهادهم بالقول: بأنه في بعض الولايات الأمريكية يُمنع استخدام اللقاح الذي يحتوي على الزئبق بالنسبة للأطفال أقل من سنة وللنساء الحوامل أو من يُعتقد بأنهم مُقبلين على الحمل (23). وهذا ما دفع فدرالية الغذاء والدواء FDA للاعتراف بأن الثايمروزال له خطر كامن، مما دفع للتدقيق في وجوده وإزالته من الأسواق كما جاء في تقارير فدرالية الغذاء والدواء أنذاك (27-29)، وهو ما دفع لاستخدام اللقاح من نوع البخاخ والذي يحتوي على الفيروس المُضعف والذي لا يحتوي على الزئبق أو أي مواد حافظة أخرى.

ويجدر بنا أن نُضيف بأنه من أثار البخاخ: احتقان البلعوم، سيلان الأنف والسعال الجاف وهذا النوع مُصرح به للأشخاص ذو الأعمار بين 5 وَ 49، ولكن بعض البحوث العلمية تُبدي مخاوف من احتمالية استعادة الفيروس للنشاط في اللقاح من نوع البخاخ (24)، وكما تم نشره من قبل مركز مكافحة المرض CDC في العاشر من شباط لعام 2009م.

ومن النقاط المُهمة والتي دائما ما يتم إثارتها من قبل المعارضون حول اللقاح هو أن اللقاح يحتوي على سلالة جديدة من أنفلونزا الخنازير والتي لم يتم تعرضها من قبل للجهاز المناعي. وهي في طبيعتها وتركيبتها الجينية مُختلفة عن السلالات الأخرى الموجودة في لقاح الأنفلونزا الموسمية والتي قد تم التعامل معها ومعرفة تأثيراتها.

المحور الثالث - ماذا يقول المؤيدون من الباحثين في ردهم على ما جاء من المعارضين للقاح؟


يؤكد كل من ينتمي إلى هذه الفئة على: -
  • إن كل ما يُقال عن اللقاح هو غير صحيح لسبب أنه لا يوجد دليل قطعي على ما يُثار في الإعلام. وتعتبر هذه الفئة بأن المخاوف وإن وجدت فهي لا تمت لواقعنا الحالي بصلة.
  • فالسكوالين، على سبيل المثال، والذي تم استخدامه في لقاح الجمرة الخبيثة في أثناء حرب الخليج وتم ربطه بمتلازمة حرب الخليج عند الجنود الأمريكان، لا يوجد ما يثبت علاقته بما نتج من أعراض. حيث أن فيدرالية الغذاء والدواء قد أصدرت في عام 2005م ما يُفيد على أن اللقاح الذي تم استخدامه في أثناء حرب الخليج كان سليماً، ولكن ظلت شكوى المُعارضين بأن ما تم فحصه لم يكن مُطابق للقاح الذي تم استخدامه أثناء الحرب (29).
ويقول المؤيدون بأن التقرير الذي أشار إلى وجود مُضادات حيوية كان تقرير واحد ولم يرد بعده ما يؤكد صحته، بل ويقول من ينتمي إلى هذه الفئة بأن الأجسام المُضادة للسكوالين تتواجد مع التقدم في السن. ويسترسل المؤيدون بالقول: كيف يجرؤ من يعارض فكرة اللقاح حتى وإن كان هناك ما قد يكون له ربط ببعض التأثيرات الجانبية، أن يتجاهلوا احتمالية تحور الفيروس وتسببه في وباء حتى وإن كان هناك ما لا يدل على خطورته في الفترة الحالية. ويؤكد المؤيدون لما تم ذكره في الأعلى بالمقولة الصحية وهي: "الوقاية خير من العلاج"، وهي ما قد تنطبق لحد ما على من يُعارض التطعيم أيضا.

ويؤكد المؤيدون بخصوص المخاوف المذكورة في الأعلى والمرتبطة بالزئبق على أن كميته قليلة جداً ولم يثبِت ما قد يُثير أي من القلق تجاه وجوده. بل ويؤكد هؤلاء بأن كل ما يُذكر هو عبارة عن مخاوف تم إثارتها نتيجة لانتشار التكنولوجيا والسرعة في توصيل المعلومة والتي بدت لبعض الناس وكأنها حقيقة مؤكدة.

ولا ينفي بعض من ينتمي لهذه الفئة بأن الشركات تستغل الوضع لزيادة أرباحها وهذا شيء لا يعيبُها ولا يؤثر على مصداقيتها. ووجود بعض الشركات التي تحمل السمعة السيئة لا يؤثر على غيرها من الشركات العملاقة.

ويقول هؤلاء: أننا أخذنا الدروس والعضة من ما حصل في الماضي من أوبئة فتكت بالبشر، ولا يسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي نتفرج على خطر كامن قد يؤدي إلى وباء. وحيث أن الفيروس ظهر في فصل الصيف، فأن المؤيدون يُعدُّوه شيء غير اعتيادي (وهو ما يعزوه المعارضون إلى أن الاتصال المُباشر بالخنزير المُصاب ليس له علاقة ببرودة الجو وأن انتشاره في ذلك الوقت لم يكن مُختلف كثيراً مُقارنة بالأنفلونزا الموسمية ولكن الأعلام وشركات الأدوية هم من خلق الخوف منه).

ويسأل هؤلاء سؤال مُباشر لكل من يشكك في خطورة اللقاح: أيهم أفضل أن تأخذ اللقاح وتزيل القلق أو أن تنتظر وأنت لا تدري ما سيحصل من تغير لهذا الفيروس الكامن؟

ويقول هؤلاء أيضاً: لماذا أثرتم المخاوف حول الزئبق؟ أو ليس الزئبق جزء من بعض اللقاحات الأخرى؟ ... وفي هذا المقام يرد المعارضون بقولهم، أن الزئبق ليس مادة أساسية وتستطيع الشركات البحث عن بديل لها لو أرادت بل وأن هناك من يطرح بدائل للقاحات من غير زئبق. وأن جزء كبير من التطعيم المستخدم حالياً للأطفال لا يحتوي هذه المادة.

وتؤكد فئة المؤيدون بأن النظام الجديد والذي تم تمريره من قبل الكونجرس الأمريكي بخصوص اعتماد قرار تمرير قانون منح الحصانة للشركات الدوائية ضد أي ضرر ينتج من اللقاحات هو أمر لا يُثير المخاوف لأن الشركات قد تأثرت كثيراً بما حدث في الماضي من شكاوى والذي قد يمنعها من الاسترسال في صناعة الدواء. وهناك من يؤكد بأن صناعة الدواء هي بأمس الحاجة للمؤازرة والوقوف معها، فبلاها قد نمر بما هو أكثر ألماً.

ويسأل أحدهم: أو لم يتم المُصادقة على توزيع اللقاح من قبل منظمة الصحة العالمية؟ ... إذا لماذا كل هذا الخوف؟

ويجيب بعض من الطرف الأخر بالقول: بأن لقاح الجمرة الخبيثة الذي أُعطي للجنود في عام 1991م قد اجتاز موافقة فيدرالية الغذاء والدواء FDA ، ولكنه أثار الكثير من الجدل حول ما كان يُسمى بـ مُتلازمة حرب الخليج (28).فكيف لنا أن نستشهد بمنظمة الصحة؟ (كما يقول المعارضون)

المحور الرابع - سؤال دائما ما يطرحه الجمهور من الناس على المُتخصصين.


كثيراً ما يطرح الجمهور من الناس سؤال مُباشر على الأشخاص المُتخصصين في المجالات الصحية وهو:

هل ستقوم بإعطاء اللقاح لأبنائك أم لا؟

ولأن هذا السؤال قد طُرح علي كثيراً فإجابتي هي:

أنني حالياً موجود في بلد لم تغلق المدارس ولم توفر التطعيم لطلاب وطالبات المدارس ولا يبدوا بأن عوام الناس هنا منتبهين لما يدور من مخاوف في الدول العربية أو من الإعلام القادم من أمريكا الشمالية، ولا يظهرُ لي بأنهم مُقبلين على هكذا خطوة في المُستقبل القريب، فكيف لي أن أسير بعكس الاتجاه والذي هو مُخالف للعقل والمنطق بغض النظر عن المخاوف التي تُثار في الإعلام العربي. وأنني أؤكد بأن معظم الدول الأوروبية قد تكون في نفس المركب. وهذا ليس بالضرورة يعني أنهم معارضون أو مؤيدون للقاح، ولكنهم لم يطبقوا ما تم تطبيقه في الدول الأخرى أقلها حتى الآن لعدم اقتناعهم بوجود أي تهديد فعلي من الفيروس. ومن هذا المنطلق، فأني أعتقد بأني لست أنا الرجل المناسب لهذا السؤال ... !!!

هذا وأتمنى للجميع الصحة والعافية ،،،

المراجع


1. Clarkson TW, Hursh IB, Sager PR, Sverson TLM: Mercury. In Biological Monitoring of Toxic Metals (Clarkson TW, Friberg L, Nordberg CF,, and Sager PR, eds) pp 199-246. Plenum, New York 1988.

2. Klassen CD. Heavy metals and heavy-metal antagonists. In: The Pharmacological Basis of Theraputics, 8th edition(Gilman AC, Rall TW, Niew AS, Taylor P, eds) pp. 1598-1602. Pergamon Press, New York 1990.

3. Pendergrass JC, Haley BE, Vimy MJ, et al. Mercury vapor inhalation inhibits binding of GTP to tubulin in rat brain: similarity to a molecular lesion in Alzheimer diseased brain. Neurotoxicology. 1997;18(2):315-24.

4. Pendergrass JC, Haley BE. Inhibition of brain tubulin-guanosine 5'-triphosphate interactions by mercury: similarity to observations in Alzheimer's diseased brain. Met Ions Biol Syst. 1997;34:461-78.

5. Hirsch F, Kuhn J, Ventura M, Vial MC, Fournie G, Druet P; Production of monoclonal antibodies. J Immunol 1986;136:3272-3276

6. Hultman P, Johansson U, Turley Sj, Lindh U, Enestrom S, Pollard KM; Adverse immunological effects and autoimmunity induced by dental amalgam and alloy in mice. FASEB J 1994;8:1183-1190

7. Biagazzi M, Pierlguigi E; Autoimmunity and heavy metals. Lupus 1994;3:449-453.

8. Nylander M, Frierg I, Lind B; Mercury concentrations in the human brain and kidneys in relation to exposure from dental amalgam fillings. Swed Dent J 1987;11:179-187

9. Dondero F, Lenzi A, Lombardo F, Gandini L; Therapy of immunologic infertiilty. Acta Eur Fertil 1991;22:139-145

10. Rowlands AS, Baird DD, Weinberg CP, Shore DL, Shy CM, Wilcos AJ. The effect of occupational exposure to mercury vapor on the fertility of female dental assistants. Occup Environ Med 1994;51:28-34

11. Gerhard I, Monga B, Waldbrenner A, Runnebaum B Heavy metals and fertility. J Toxicol Environ Health 1998;21;54(8):593-611

12. Gerhard I, Frick A, Monga B: Diagnosis of mercury body burden. Clin Lab 1997;43:637-647

13. Duhr E, Pendergrasss C, Kasarskis E, Slevin J Haley B; Mercury induces GTP-tubulin interactions in rat brain similar to those observed in Alzheimer's disease. FASEB J 1991; 5:456

14. Hultman P, Johansson U, Turle S,J, et al: Adverse immunological effects and autoimmunity induced by dental amalgam and alloy in mice. FASEB J 1994;8:1183-1190

15. Siblered TL, Kienholz E. Evidence that mercury from silver dental fillings may be an etiological factor in reduced nerve conduction velocity in multiple sclerosis patients. Journal of Orthomolecular Medicine 1997;12(3):169-172

16. Barregard L, Lindtedt G, Shutz A, et al. Endocrine function in mercury exposed chloralkali owkers. Occup Environ Med 1994, 51 (8)536-540

17. Moszczynski P, Lisiewica J, Bartus R, et al. Lymphocytes T and NK cells in men occupationally exposed to mercury vapors. Int J Occup Med Environ Health 1995 8(1):49-56.

18. Raymond F. Palmer, Steven Blanchard, Zachary Stein, David Mandell and Claudia Miller. Environmental mercury release, special education rates, and autism disorder: an ecological study of Texas doi:10.1016/j.healthplace.2004.11.005

19. Geier DA, Geier MR. A two-phased population epidemiological study of the safety of thimerosal-containing vaccines: a follow-up analysis. وَ Med Sci Monit. 2005 Mar 24; 11(4): CR160–170

20. Geier D, Geier MR. Neurodevelopmental disorders following thimerosal-containing childhood immunizations: a follow-up analysis. Int J Toxicol. 2004 Nov–Dec; 23(6): 369–76).

21. Newschaffer CJ, Falb MD, Gurney JG. National autism prevalence trends from United States special education data. Pediatrics. 2005 Mar; 115(3): e277–82). 

22. Marshalyn Yeargin-Allsopp, MD; Catherine Rice, PhD; Tanya Karapurkar, MPH; Nancy Doernberg; Coleen Boyle, PhD; Catherine Murphy, MPH. Prevalence of Autism in a US Metropolitan Area. JAMA, 2003 Jan; 289(1)).

23. Maia CD, Ferreira VM, Kahwage RL, do Amaral MN, Serra RB, Noro Dos Santos S, do Nascimento JL, Rodrigues LG, Trévia N, Diniz CW. Adult brain nitrergic activity after concomitant prenatal exposure to ethanol and methyl mercury. Acta Histochem. 2009 Sep 11




27. Committee on Gulf War Veterans’ Illnesses. November 2008. Gulf War Illness and the Health of Gulf War Veterans. Research Advisory. http://sph.bu.edu/insider/images/stories/resources/annual_reports/GWI%20and%20Health%20of%20GW%20Veterans_RAC-GWVI%20Report_2008.pdf


29. Research Advisory Committee on Gulf War Veterans’ Illnesses. December 12-13, 2005 Committee Meeting Minutes (page 73).

0 comments:

Post a Comment