Monday, 2 November 2009
November 02, 2009

ما حقيقة الخوف المنتشر في دولنا العربية من انفلونزا الخنازير 6\8



ستكون هذه المقالة مُتعلقة بالإجابة على السؤال القائل: هل اكتملت الدراسات الخاصة بأنفلونزا الخنازير؟

هناك الكثير من المُتخصصين مَن مازالَ يُقارن بين لقاح أنفلونزا الخنازير ولقاح الأنفلونزا الموسمية بحجة أنهما مُتطابقان. وحينما نتأمل في تلك المُقارنة نرى بأنها غير عادلة. حيثُ أن الكثير منهم يكتفي بنقاش مُحتوى اللقاح من مواد جدلية وهي الزئبق والسكوالين، وينسى بأن اللقاح بسلالته الجديدة لم تَكتَمِل دِرَاسته مخبرياً. وأنه لم يمر بسلسلة الاختبارات الاعتيادية عند تصنيع أي لقاح مثل اختبارات السمية والحساسية وعدد الجرعات.

ولو غضَّينا الطرف عن المواد المضافة للقاح (حيث أن الحجج مرتبطة بمقارنة اللقاح بأشباهه من لقاحات الأنفلونزا الموسمية)، فأن هذه السلالة من أنفلونزا الخنازير (وبغض النظر عن كونها لم تُسبب وباء حتى الآن) تُعتبر جديدة على الجهاز المناعي وأن طبيعتها وتركيبتها الجينية قد تكون مُختلفة لما هو عليه الحال مع غيره من سلالات موجودة في لقاح الأنفلونزا الموسمية والتي تم التعامل معها والتعريف بتأثيراتها سواء كان في صورتها الميتة (لقاح الحقنة) أو الشبه ميتة (لقاح البخاخ).

وعليه عند طرح أي لقاح، فأنه يجب الإجابة على سؤالين مهمين: -
  • ماذا يحدث عندما يُعطى هذا اللقاح على نطاق واسع يصل إلى شريحة كبيرة من المجتمع؟ 
  • هل هناك أشخاص لديهم أي مشاكل بعيدة المدى نتيجة لهذا اللقاح؟
ومن جهة أخرى، فإن رفع درجات الحذر إلى مستويات عالية من قبل منظمة الصحة العالمية والإعلان بأنه وباء عالمي كان سبباُ رئيسياُ في التسريع من طرحه في الأسواق (لأن التبرير كان يَصُب في أن الوباء أسرع من فترة اختبار اللقاح). ولكننا اليوم نرى بأنه لم يعُد هناك ما يُسمى بالوباء كما أشارت إليه التقارير المُستقلة. وبالتالي، لماذا لا يُعاد مُناقشة القرار وإخضاع اللقاح للفحوص الاعتيادية والتي عادة ما يؤخذ بها قبل تسويق أي مُركب أو دواء.

وعليه (فأن من هم معارضون للقاح يسألون)، هل نحن نُريد أن نجعل من عوام الناس حقل تجارب للقاحات تحتوي سُلالات جديدة، ليتم بعدها تأكيد بأن اللقاح سليم؟

وللتذكير فقط فأن سلسلة التجارب والأبحاث التي يمر بها إقرار أي دواء أو مركب علاجي عادة ما تبدأ بتجارب في مراكز الأبحاث، ثم يُفحص تأثيرها مخبرياً على الحيوانات، ثم توسع تلك التجارب لتُغطي مجموعات صغيرة من الناس في مجتمع محدود، وأخيراً يتم توسيع تلك التجارب لتصل إلى فحصها على مجموعات أكبر وبشكل أوسع. وعليه إذا أجتاز اللقاح هذه السلسلة من الأبحاث فأنه يكون مؤهل للتسويق ويتم إقراره بصورة رسمية، بغض النظر عن أي محاذير قد تؤخذ عليه من قبل الناس في تركيبته.

وهو ما قد يُرجعنا قليلاُ للوراء للتذكير بما حصل في عام 1976م في الولايات المُتحدة عندما تم إقرار لقاح أنفلونزا الخنازير بشكل سريع ونتيجة لنفس الأسباب (أي بحجة وجود وباء) والذي أدى إلى البدء في حملات تطعيم نتج على إثرها: -
  1. أعراض جالان باري Guillain Barre Syndrome التي تُصيب الأعصاب
  2. وفات عشرات الأشخاص
  3. وإصابة نحو مئات الأشخاص بالشلل
وهو ما أدى إلى سحب اللقاح من الأسواق في غضون 10 أسابيع من طرحه ورفع قضايا على الشركة المنتجة له، مما أدى إلى دفعهم تعويضات بالملايين. ومن هنا فأننا نستطيع أن نفهم إصرار الشركات على الحصول على موافقة من الجهات الرسمية من أجل تأمين نفسها قانونياَ.

وعليه، فأن النقاش الدائر حول تركيبة اللقاح وتجاهل بأن تلك السلالة التي لم تُختبر بالكامل حتى الآن والتي لم تُسبب ما سُميَ بالوباء (بأذن الله ومشيئته)، قد يظهر وكأننا نضعُ العربة أمام الحصان.

هذا وأتمنى للجميع الصحة والعافية ودمتم سالمين بإذنه تعالى ،،،

0 comments:

Post a Comment