إنَّ المُتابع لِشركات تَعْبِئَّة المياه، يلتمس ضخامة المُنافسة. فَحين تتسابق هي في طرح مُنتجاتها في الأسواق، نجد المُستهلكين قد لا يُميزون الفرق بين نوع وآخر. ولا يكترثون لِطبيعة التباين بين أنواع المياه، فلا تُفَرِّق مثلًا بين المُعبَّأ والمُقطَّر. وعند مُتابعة تاريخ الشركات، نجد منها ما مُنعت مُنتجاتها سَابقًا بِسبب الإهمال والاستهتار في ضَبط وسائل القِياس، ثم عادت للعمل؛ أو بِسبب القصور في تعقيم قَنَانيها البلاستيكية قبل التَعْبِئَّة. وعمومًا، فالمُستهلك قد لا يعلم بما يجري. أو أنَّه لا يأبه به! فكل ما يشغل باله هو الحصول على "كرتون" مياه مُعَبَّئة (والأهم أنَّها مُعَبَّئة) وبِسعر مُناسب. فهل تعلم مثلًا بِأنَّ لِهذه القَنانِيّ تاريخ صلاحية؟ وأنَّ التقارير تُفضي إلى أنَّ خطر بعض أنواع المياه المُعَبَّئة يفوق خطر بعض أنواع مياه "الحنفيات" المُحلاة؛ والغريب هو أنَّ تكون مياه الحنفيات أحيانًا أكثر صحة ونقاء من المُعَبَّئة. وأنَّ تحوي المُعَبَّئة نسب عالية من العناصر كَالصوديوم؛ وكميات كبيرة من الكيمياويات السامة المُرَشَّحة المُستخدمة للتنقية في عمليتي التقطير والترشيح؟ وهو ما وضحناه سابقًا. هُنا تنتهي مُقَدَّمتي. وسَأُسَلِّط الضوء في القُصاصات القادمة على زوايا مُحددة في محاورها.
April 09, 2015
مياه الشرب المُعَبَّئة (الجزء 2): مُنافسة شَرسة
كاتب الموضوع : د. محمد آل محروس
حقوق الكتابة والبحث والمراجعة في هذا المادة محفوظة، ولقد تم نشرها للاستفادة العامة. ملاحظة: لتصلك موادنا المُستقبلية مباشرةً، اشترك في قناة الواتسآب رقم: (00966592334721)؛ بل وتستطيع تصفُّح مكتبتنا المُصوَّرة على قناة اليوتيوب والاشتراك فيها أيضًا من هنا
0 comments:
Post a Comment