Sunday, 1 January 2017
January 01, 2017

عملية تكسِّير الدهون عن طريق التبريد.. ما هي؟ وهل هي آمنة؟



إنَّ التقنية التي تُسمَّى بتكسِّير الدهون عن طريق التبريد أو (Cryolipolysis) أو (coolsculpting) هي تقنية جديدة يتم تطبيقها في عيادات التجميل على وجه الخصوص (إلا أنَّ لها استخدامات طبية أيضًا في دوائر علاجية دقيقة جدًا، ولا يسع المجال لذكرها هنا)؛ ولكنَّ الذي يعنينا هنا هو تطبيقها في هذه المحلات التجميلية، وهو محور كلامي (فقط).

فلديهم (أي في العيادات التجميلية)، تعمل هذا التقنية على تجميد الخلايا الدهنية تحت درجات حرارة تُعدُّ نسبيًا أعلى من درجات تجمُّد بقية خلايا الجسم (تقع بين -6 و-10 درجة مئوية)؛ ونظريًا فإنَّ هذا المبدأ هو صحيح، مِمَّا يؤثِّر على تماسكها فتنفجر؛ ليقوم الجسم بعدها بالتخلص منها عن طريق العمليات الأيضية التي تدخل فيها الكبد كمحرِّك رئيس. وهذا الشرح هو اختصار للعملية الميكانيكية التي تحدث في الجسم جراء استخدام هذه التقنية التجميلية التي تتم في وقت قصير جدًا.

ولكن، هناك الكثير من الملاحظات المُسجَّلة في الدول الأوروبية على هذه التقنية. حيث أنَّ بعض الحالات المُسجَّلة قد أُصيبت بما هو أشبه بالحروق الجلدية، أو التشوهات الدائمة؛ وبعضهم أُصيب بأثار جانبية أُخرى لا يسع المجال لتغطيتها في هذه المعُجالة.

ولأنَّ الكبد، تدخل في عملية تخليص الدهون بعد تكسِّيرها، فهذا يعني بأنَّ هناك مجموعة من التخوّفات الواجب الوقوف عليها، منها: (1) أنَّه في حال كان الشخص لديه مشاكل في الكبد فقد تتأثر صحته؛ (2) أو في حال كانت كمية الدهون المُتكسِّرة كبيرة، فهذا سيعني أيضًا تراكمها في أنسجة الكبد وعدم تمكُّن الكبد حينها من التعامل معها. لذا، فإنَّ المخاوف تزداد عند من لديه كمية كبيرة من الدهون في جسده.

وفي العموم، فإنَّ من استفاد من هذه التقنية كان يتحدث فقط عن نقص في حدود من 2 إلى ثلاثة إنش (في منطقة الخصر)؛ ومعظمهم كن من النساء اللاتي جازفن باستخدام هذه التقنية الجديدة في عيادات التجميل التجارية. وللعلم، فإنَّ الإنسان يستطيع - نظريًا أيضًا - التخلُّص من هذه الكمية عن طريق النظام الغذائي المُقَنَّن والرياضة إذا كانت لديه عزيمة واصرار.

أمَّا نصيحتي الأخيرة في هذا الشأن فهي: ضرورة أخذ الحيطة والحذر من إجراء مثل هذه العمليات خصوصًا في عيادات التجميل ومحلات التخسيس الخاصة الربحية التي وللأسف الشديد بدأت تطبِّق الكثير من التقنيات الطبية (من قبل أشخاص غير متخصصين يعملون عندهم وليس لديهم إلمام بكل الزوايا الطبية والتقنية المحيطة بتلك التطبيقات). وحتى لو فرضنا أنَّ القائم على هذا العمل هو أحد الأطباء، ستلاحظ في الغالب أنَّه مِمَّن انخرط في سلك التجارة الطبية وللأسف الشديد (وهذا ليس تعميم، ولكنَّه مُلاحظ).

حتى أنَّ نيجل ميرسر (Nigel Mercer) الرئيس السابق للجمعية البريطانية للتجميل وعمليات الجراحة البلاستيكية، ذكر في أحد لقاءته مع صحيفة "الديلي ميل" عندما سُئِل عن عمليات تكسير الدهون عن طريق التبريد: "بأنَّ المرضى وللأسف الشديد قد تُرِكوا لوحدهم أمام نتائج مُخيفة تقدِّمها لهم محلات التجميل التجارية ومن قِبل مُمارسين طبيين"؛ حيث وصفهم في معرض حديثه برعاة البقر (cowboy).

وخلاصة كلامي هي: أنَّ من يسوق لمثل هذه العمليات هم في الغالب محلات تجارية تسعى للربح بالدرجة الأولى وتُركِّز على تضحيم صورة المكاسب التجميلية لتلك لمثل هذه النوعية من التقنيات (بغض النظر عن الآثار الجانبية التي قد تنتج عنها).

0 comments:

Post a Comment