Thursday 16 February 2017
February 16, 2017

هل نستطيع شرب الحليب بعد انتهاء مدة صلاحيته؟


ذكرتُ سابقًا وفِي مناسبات عديدة بأنَّ الحليب (أو اللَّبن) المُعبَّأ في المصانع قد يدخل بعد تاريخ انتهائه مباشرةً في فترة أمان تتأرجح في مدتها وهي ليست مضمونة (تحدِّدها أمور كثيرة منها جودة الحليب)؛ ولكنَّها في المتوسط - كما اختبرناها عند وضعه في ظروف مثالية تشمل البرودة والإغلاق الجيدين وبقية معايير الحفظ الصحية - لا تتجاوز يوم أو يومين في أفضل حالاته. ومع العلم من هذا لا ننصح بشربه فيها لِعلمنا بأنَّها منطقة رمادية، من الصعب على المستهلك أنَّ يحكم فيها وعليها.

ولابد أيضًا من الانتباه إلى أنَّ تغيُّر اللون أو الطعم أو الرائحة (وهي المعايير المحسوسة عند عوام الناس) سيعني خروج مثل هذه المنتجات من فترة الأمان حتى لو حدث هذا التغير قبل تاريخ الانتهاء الفعلي، وهو ما توصي به أيضًا مؤسسات حماية المستهلك في كل دول العالم سواء كان هناك نمو ميكروبي أو لم يُكنْ (لأنَّ مدة الصلاحية الموضوعة على المنتجات الغذائية لا ترتبط فقط بنمو الجراثيم فيها، بل هي إجراء عام يشمل كل ما يُحيط بها ويدخل في تركيبها وتُعبأ فيه).

أمَّا موضوع التمادي في ذلك وتركه لأسابيع بعد تاريخ الانتهاء بحجة الحصول على بعض المزايا الناتجة منه (بالاعتماد فقط على انتفاخ العبوة كمعيار للتلوث) فهذا أمر لا نوصي به وقد تكون عواقبه وخيمة. 

وإذا كانت هناك ثمَّة مزايا نطمح أنْ نحصل عليها منه، فبالإمكان أخذها من مصادرها الصحية الآمنة.

وبالمناسبة، فالتلوث لا يُحكَم عليه فقط من خلال انتفاخ العبوة؛ بل وأنَّ تاريخ الانتهاء لم يُوضع هباءًا منثورًا نتقيّد به عندما يحلو لنا الأمر ونتجاوزه عندما لا يحلو لنا.
_______________

0 comments:

Post a Comment