Tuesday, 13 August 2019
August 13, 2019

هل يرفع العسل السكر في دم من يعاني من السكري كما يفعل السكر الأبيض؟ وماذا عن سكر النبات؟ والتمر والرطب؟


هل يرفع العسل السكر في الدم عند من يعاني من السكري كما يفعل السكر الأبيض المُكرر صناعيًا؟

أنَّ الكلام الذي يتم تداوله بشأن أنَّ العسل لا يتسبَّب في رفع السكر في الدم هو كلام غير صحيح، وهو من ضمن المغالطات الصحية التي قد تتسبَّب في إيذاء الناس (خصوصًا عند من يعاني من السكري). والصحيح هنا هو أنَّ نقول بأنَّ العسل مفيد وصحي اذا كان طبيعيًا (وليس مغشوشًًا) لأنَّه يحتوي إضافات غذائية صحية خاصة كبعض الفيتامينات والمعادن والبروتينات وما شابه من مواد مُعزِّزة للصحة. ومع العلم من كل هذا، فإنَّه لا بُدَّ من تقنين تناوله بالنسبة لمن يُعاني من السكري، بل وحتى بالنسبة للاصحاء (أي في حدوده الطبيعية التي تدور في فلك الملعقة الواحدة الصغيرة يوميًا بالصورة التي تُحقِّق الفائدة المرجوة منه)، حاله حال التمر وبقية الأغذية الطبيعية الصحية التي يجب تقنين تناولها هي الأُخرى ضمن حدودها الطبيعية وبالتوافق مع بقية الأغذية السكرية، كل وحالته الصحيَّة (فلا افراط ولا تفريط). وما أعنيه هنا، هو أنَّه ليس من المنطقي والمقبول صحيًا أنْ نعكف على أكل سلة من الرطب دفعة واحدة (كما يفعل البعض في موسم الرطب)، ومن ثَمَّ نتحجّج بأنَّه من ضمن الأغذية الصحية. بل ولا نكتفي بهذا، وإنَّما نزيد الطين بلة بوضع العسل والدبس عليه بحجة أنَّ قيمته الغذائية ستزيد (كما يفعل البعض). فهل يُعقَل هذا!!!

بل وللإضافة، فإنَّ استبدال السكر الأبيض المُكرَّر صناعيًا بالعسل أو التمر أو أي مادة غذائية طبيعية أُخرى (على أساس أنَّ السكر الأبيض مكرر صناعيًا وغير صحي): هو قرار غير أمن على الإطلاق بالنسبة لمن يُعاني من السكر. لأنَّه وإنْ حصل على فوائد هذا الأغذية الصحية، إلَّا أنَّها حتمًا سترفع السكر في دمه عند زيادتها عن الحد المتوافق مع حالته الصحية. 

وللتأكيد مرةً ثانيةً نقول: بأنَّ هذا الكلام لا يعني أبدًا الدعوة لاستخدام السكر الأبيض المُكرَّر صناعيًا (فنحن ممن يدعو لمقاطعته ومقاطعة الأغذية التي تحتويه بجميع أشكالها)، بل كل ما نسعى لقوله هنا هو: ضرورة الإلتفات إلى أنَّ العسل والتمر وبقية الفواكه السكرية كلها تندرج تحت عنوان الأغذية السكرية الواجب تقنين تناولها في حدود حصصها المنصوص عليها حتى لا تخرج عن نطاق صحيتها للجسم البشري.

ولقد ذكرنا في أكثر من مكان: بأنَّه كلما ابتعد الإنسان عن تناول السكر الأبيض المُكرَّر صناعيًا وعن تناول الأغذية التي تحتويه واعتمد (كبديل لذلك) على السكريات الطبيعية (بنسبها المدروسة والمنصوص عليها) الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن وبقية مُعزِّزات الصحة، اقترب جسمه من التوازن الأيضي الخادم له عند محاربة أهم أمراض العصر المزمنة.

وماذا عن سكر النبات؟

وبالنسبة لسكر النبات، فحاله حال السكر الأبيض المُكرَّر صناعيًا، إلَّا أنَّ الفرق بينهما يكمن في أنَّ سكر النبات يُعدُّ غير مُكرَّر (في حال لم يتم التلاعب في مصادره، كما يفعل البعض). ويُفترَض أنْ يرتكز تجميعه الأوَلي على قصب السكر؛ لتتم من بعد ذلك عملية تحضيره بإضافة بعض المواد الأُخرى المُتنوِّعة أثناء غليه، من أجل بلورته. حيث يُضاف له الملح مثلًا، وأحيانًا الزعفران (بحسب الرغبة)، أو حتى الطحين وما شابه من مواد (أي على عكس السكر الأبيض الناعم الذي يتم تكريره في المصانع). لذا، فقد يكون سكر النبات أفضل من السكر المُكرَّر من هذه الناحية فقط (في حال فرضنا أنَّه لم يتضمَّن أي إضافات صناعية)؛ ولكنَّه في نهاية المطاف (وبغض النظر عن أي معيار تحضيري له) هو "سكر" ويجب التعامل معه ضمن هذه الحدود.

روابط ذات صلة

0 comments:

Post a Comment