سواء كان الذي نتناوله هو حبة فاكهة أو مشروب غازي أو قطعة من الكيك أو أي وجبة سُكَّريَّة، فإنَّه في العموم سيكون محتويًا على مركبين رئيسين من السكريَّات الأحاديَّة، هما الفركتوز والجلوكوز. فالحلاوة التي نحصل عليها من غالب الأغذيَّة ترتكز بالدرجة الأولى على الهيكلية والتركيبة الكيميائيَّة لجزيئات هذين النوعين من السُكريات الأحاديَّة، أيًا كان المصدر (مع استثناء السُكريَّات المُحلِّيَّة التي تحدَّثتُ عنها في تحقيق سابق تحت عنوان "بدائل السُكَّر المُحلِّية.. أمنة أم لا؟".
ولاحظ بأنَّي أتحدَّث هنا في العموم عن أهم التراكيب السُكَّريَّة، دون الدخول في تفاصيل بقية الأنواع الأحاديَّة والثنائيَّة والمُعقَّدة من السُكريَّات (التي لا يعنينا أمرها كثيرًا في هذا الطرح، وذلك لأنَّنا نسعى لبيان صورة مُحدَّدة تستهدف تفنِّيد بعض المُغالطات التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي قد تضر بمن يُعانون من مرض السُكَّر).
ومع العلم من كل هذا، فإنَّنا عند التركيز على أصل ما تضمَّنته السطور السابقة، سنُلاحظ بأنَّ هناك اختلاف في تفصيل الحديث المرتبط بالسُكرِّيَّات المأخوذة من الفواكه أو من أي مصدر صناعي أخر تدخل في تركيبته السُكَّريات المُكرَّرة.
وأوَّل هذه الاختلافات يتعلَّق بنسب كل من الفركتوز والجلوكوز. فهما عمومًا بنفس النسبة تقريبًا في كل من الفاكهة والسُكَّر الصناعي المُكرَّر. حيث أنَّ معظم الفواكه تحتوي على نسبة من هذين النوعين من السُكَّر تتأرجَّح ما بين 40 و55 بالمئة من الفركتوز (مع وجود استثناءات في بعضها، كالتفاح الذي يحتوي على نسبة تصل إلى حدود 65 بالمئة، والتوت البري الذي يحتوي على نسبة تصل إلى حدود 20 بالمئة). بينما يحتوي السكَّر الصناعي المُكرَّر على نسبة تصل إلى 50 بالمئة من كليهما (أي من الفركتوز والجلوكوز). ولا نستطيع القول بأنَّ أحد هذين النوعين من السُكَّر هو أفضل أو أسوء من الأخر؛ إلَّا أنَّ الأهم والواجب الالتفات له هو أنَّ طريقة مُعالجة الجسم البشري لهما تختلف. فالفركتوز (سُكَّر الفاكهة) يتم تكسيره في الكبد، ولا يقوم بتحفيز البنكرياس على افراز الانسولين؛ بينما تبدأ عملية تفكيك الجلوكوز في المعدة، وهو يحتاج إلى إفراز الأنسولين في الدم من أجل أنْ تتم عملية الأيض الخاصة به بشكل كامل حتى تستفيد الخلايا منه.
وهنا يجب ألَّا يتم فهم هذا التقديم بصورة خاطئة. أي أنَّه يجب ألَّا يُفهَم منه: أنَّه بما أنَّ تركيب السُكَّر في كل من الفواكه والحلويات الصناعيَّة مُتشابه، فهذا يعني أنَّهما غذائيًا مُتشابهان أيضًا. ففي حقيقة الأمر هما مُختلفان؛ لِعدة أسباب جوهريَّة من أهمها التالي: -
ولاحظ بأنَّي أتحدَّث هنا في العموم عن أهم التراكيب السُكَّريَّة، دون الدخول في تفاصيل بقية الأنواع الأحاديَّة والثنائيَّة والمُعقَّدة من السُكريَّات (التي لا يعنينا أمرها كثيرًا في هذا الطرح، وذلك لأنَّنا نسعى لبيان صورة مُحدَّدة تستهدف تفنِّيد بعض المُغالطات التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي قد تضر بمن يُعانون من مرض السُكَّر).
ومع العلم من كل هذا، فإنَّنا عند التركيز على أصل ما تضمَّنته السطور السابقة، سنُلاحظ بأنَّ هناك اختلاف في تفصيل الحديث المرتبط بالسُكرِّيَّات المأخوذة من الفواكه أو من أي مصدر صناعي أخر تدخل في تركيبته السُكَّريات المُكرَّرة.
وأوَّل هذه الاختلافات يتعلَّق بنسب كل من الفركتوز والجلوكوز. فهما عمومًا بنفس النسبة تقريبًا في كل من الفاكهة والسُكَّر الصناعي المُكرَّر. حيث أنَّ معظم الفواكه تحتوي على نسبة من هذين النوعين من السُكَّر تتأرجَّح ما بين 40 و55 بالمئة من الفركتوز (مع وجود استثناءات في بعضها، كالتفاح الذي يحتوي على نسبة تصل إلى حدود 65 بالمئة، والتوت البري الذي يحتوي على نسبة تصل إلى حدود 20 بالمئة). بينما يحتوي السكَّر الصناعي المُكرَّر على نسبة تصل إلى 50 بالمئة من كليهما (أي من الفركتوز والجلوكوز). ولا نستطيع القول بأنَّ أحد هذين النوعين من السُكَّر هو أفضل أو أسوء من الأخر؛ إلَّا أنَّ الأهم والواجب الالتفات له هو أنَّ طريقة مُعالجة الجسم البشري لهما تختلف. فالفركتوز (سُكَّر الفاكهة) يتم تكسيره في الكبد، ولا يقوم بتحفيز البنكرياس على افراز الانسولين؛ بينما تبدأ عملية تفكيك الجلوكوز في المعدة، وهو يحتاج إلى إفراز الأنسولين في الدم من أجل أنْ تتم عملية الأيض الخاصة به بشكل كامل حتى تستفيد الخلايا منه.
وهنا يجب ألَّا يتم فهم هذا التقديم بصورة خاطئة. أي أنَّه يجب ألَّا يُفهَم منه: أنَّه بما أنَّ تركيب السُكَّر في كل من الفواكه والحلويات الصناعيَّة مُتشابه، فهذا يعني أنَّهما غذائيًا مُتشابهان أيضًا. ففي حقيقة الأمر هما مُختلفان؛ لِعدة أسباب جوهريَّة من أهمها التالي: -
- إنَّ الفواكه تحتوي تراكيب غذائيَّة مُفيدة لِلجسم البشري من أهمها الفيتامينات ومضادات الأكسدة والماء. بينما الحلويات الصناعيَّة والكيك والآيسكريم والكثير من المأكولات الشعبية التي تحتوي على السكريَّات المُكرَّرة (التي تم غسيلها بالمواد الكيميائية) هي فقيرة لِهذه القيم الإضافيَّة المهمة.
- إنَّ الفواكه تحتوي عمومًا على سُكَّر أقل عند حسابها بِمعيار الحجم. فمثلًا نجد أنَّ كأس من حبات الفراولة تحتوي تقريبًا على 3.5 جرام من السُكَّر؛ بينما يحتوي كأس من آيس كريم الفراولة تقريبًا على 15 جرام من السُكَّر (ولاحظ الفرق).
- إنَّ الفواكه تحتوي على الكثير من الألياف، التي تقوم في واقع الأمر بتقديم الكثير من الفوائد لِلجهاز الهضمي، إلَّا أنَّ الذي يعنينا فيها هنا هو أنَّها تُبطِّئ من عملية هضم الجلوكوز على وجه الخصوص، مِمَّا يجعل الجسم لا يفرز أنسولين بصور جنونيَّة، فيُرهق العضو المسؤول عن افرازه (أي البنكرياس) ويتسبَّب مع مرور الأيام في مشاكله الصحيَّة كما يفعل السُكَّر المُكرَّر والحلويات الصناعية والمأكولات الشعبية السُكَّريَّة. وهو يعني أيضًا: أنَّ الجسم البشري حينها سيكون لديه وقت أطوَّل لِلاستفادة من الجلوكوز الموجود في الفواكه كمصدر للطاقة قبل تخزينه كدهون. بل وحتى الفواكه المُجفَّفة، فهي في العموم تحتفظ بأليافها والكثير من قيمها الغذائيَّة. وهذا الكلام لا يعني التشجيع على أكلها على نحو مُطلق (خصوصًا تلك التي يُضاف لها السُكريَّات المُكرَّرة في المصانع)؛ حيث أنَّ البعض يأكل منها بكميات كبيرة بحجة أنَّها تحتوي على فوائد شبيهة بأخواتها الطازجة (وهذا خطأ). فما هو موجود في لقمة من الزبيب من قيم غذائيَّة وسُكَّريَّة (حتى لو لم تكن مُحضَّرة في المصانع التجاريَّة) يختلف عمَّا هو موجود في نفس المقدار من العنب.
وفي الأخير أؤكَّد على أنَّ الكثير منا لا يأكل كميَّة كافية من الفواكه، ناسيًا بأنَّ ما نحصل عليه من الفواكه كقيمة غذائيَّة بِتنوِّعها العام هو مهم لِلجسم البشري. وهذا لا ينطبق مُطلقًا على السُكَّريات الصناعيَّة.
روابط ذات صلة
0 comments:
Post a Comment