إنَّني من مُنَظِّري ما جاء به العنوان موضوع المقال من فحوى مُبطَنة. ويكفي هنا الاطلاع على ما جاءت به نتائج شتشفتونغ وارنتيست (Stiftung Warentest) في فبراير عام 2016م الداعمة لما أرمي له في هذه العجالة، والتي نصتْ نتائجها على أنَّ ما تم فحصه من قبلهم في تلك الفترة الزمنية من منتجات موجودة على رفوف المتاجر الألمانية كان معظمها مغشوشًا، حيث لم يجتز الاختبار منها إلّا منتج واحد. وذكرتْ أيضًا بأنَّ غالبها كان يحتوي بقايا بلاستيكية وزيوت معدنية ومواد أخرى غير صالحة للاستخدام الآدمي.
بل أنَّ ما أحمله من تنظِّير أوَّلي (حتى قبل تصفُّح تلك الدراسة) تجاه زيوت الزيتون المسماة طبيعية: نابع من الملاحظات العامة التي تُعزِّز ما أخفيه من مخاوف عند التأمُّل في طبيعة المنتجات المصفوفة على رفوف السوبرماركت المختلفة، أو تلك التي تُباع في "تنك" معدنية من قبل أشخاص يدَّعون أنَّها طبيعية (والله العالم)، وما تتضمنه من مواصفات فيزيائية عامة وملاحظات حسية لا تتفق مع ما هو معروف عن زيوت الزيتون الطبيعية.
فَفي نفس تلك الفترة الزمنية، عرض أحدهم عليّ زيت زيتون قال إنَّه بكر (وأضاف أنَّه سوري الإنتاج!)؛ وهنا أوقع نفسه في المحظور؛ فإذا كانت سوريا - أخرجها الله مِمَّا هي فيه - قد تُعاني (كما هو حال بقية الدول على وجه العموم) من ضَمَان زيوت الزيتون الطبيعية البكر في السلم فمن أين لها ذلك في الحرب (إلّا أنَّ المُسيء يكاد أنْ يقول خذوني"!).
وأضيف على ذلك، بأنَّ ما ينطبق على زيوت الزيتون المسماة طبيعية (وإلى حدود وأسقف مرتفعة) ينطبق أيضًا على العسل المُسمى طبيعي!
مواضيع ذات صلة
0 comments:
Post a Comment